التحريض الفلسطيني ما زال مستمرا: اريئيل بولشتاين
أحد التحديات الكبيرة للدعاية الإسرائيلية في العالم يرتبط بعدم وجود الفهم الأساسي للجمهور المستهدف في أوروبا وشمال وجنوب أمريكا وكل مكان تقريبا، حول طبيعة العدو الذي يوجد أمامنا. أحداث الأسابيع الأخيرة أيضا لن تحطم الفرضية السائدة وكأن الحديث يدور عن طرفين متساويين. ومن يشاهد من الجانب ولا يعرف ما الذي يحدث لدينا، لن يستطيع إدراك الفجوة الأخلاقية بين إسرائيل و من يعمل من أجل القضاء عليها .
يمكن استخدام صرعة الصيف التي تسيطر على القطاع العام. وعلى الأغلب يكون الحديث عن الأغنيات التي لا تتميز بالفن العميق، لكنها تنتشر بشكل سريع ولا تسبب الضرر. الأمر ليس هكذا لدى الفلسطينيين، فالصرعة المناوبة في الشارع الفلسطيني بعيدة جدا عن أغنيات الصيف العادية، لن تجدوا فيها أي فرح بالحياة أو الحب أو الشعور الجيد المناسب للفصل الحار. وبدل ذلك تقوم الصرعة بإحراق المكان الحميمي الذي يحطم الأرقام القياسية من خلال المطالبة بقتل اليهود.
لا توجد هنا أي إشارة أو مغزى مزدوج. ولا توجد أي محاولة لتخفيف شدة الرسالة. كلمات الأغنية الفلسطينية الموجهة لليهود، مباشرة وواضحة مثل ضربات المطرقة أو طعنات السكين: «سأقتلك، أقسم بذلك». ومن أجل إزالة الشك يتم في سياق الأغنية تفصيل الطرق الدموية المحببة على «فرسان الحرية» في م.ت.ف وحماس والتنظيمات الإرهابية الأخرى. توجد هنا سكين وبلطة ومسدس وبندقية وصور الفيديو كليب تستكمل الصورة وتعمل على استفزاز باقي الحواس لدى جمهور المؤيدين. دمج الصورة مع أفلام الكرتون يعبر عن العمليات التي كانت والتي قد تكون، ويلون الشاشة بدم كثير، دم اليهود.
خلافا لصرعات الصيف العادية التي يصبح أصحابها مشهورين ونجوما، يبقى مؤلف الصرعة الفلسطينية غير معروف، وليس واضحا من الذي قام بإيصال الرسالة إلى اليو تيوب، لكن من الواضح أن وكالة الأنباء الرسمية في السلطة الفلسطينية ساعدت في ذلك من خلال محطتها الخاصة. إذا كان يوجد شك لدى أحد حول أداء السلطة في ماكينة التحريض الفلسطينية، فيكفي هذا المثل لنعرف من الذي يقف وراء الدعوة لقتل اليهود. أبو مازن ومؤيدوه يقومون بحملة تحريض لم نشهد مثلها منذ عشرات السنين ضد إسرائيل. وكل شيء في السلطة الفلسطينية موجه فقط إلى هذا الهدف، بدء من تعليم الأولاد على العنف والتحريض في المدارس وفي الوسائل الإلكترونية وحتى تمويل الإرهاب وعائلات المخربين. وهذا بالطبع لا يمنع قادة السلطة من الطلب من إسرائيل أن تمنحهم هم وأبناء عائلاتهم العلاج الصحي المتقدم.
المؤلف غير المعروف للعمل الفلسطيني قد لا يكون تعلم الفنون في الجامعة، لكن طريقة تأجيج الجمهور يعرفها جيدا. من هنا ينتهي العمل الفني بالدعوة إلى تطهير البلاد من اليهود كليا. وحسب روحية الآونة الأخيرة يتم إظهار الأمر كفرض ديني «من أجل الدفاع عن المسجد الأقصى».
هل تعتقدون أن البوابات الإلكترونية ستؤثر في من يأتون إلى المساجد؟ وها هي الأغنية الفلسطينية تقوم بإزالة الأقنعة: إنهم لا يريدون أي اتفاق في الحرم أو في القدس، بل يريدون إنهاء المشكلة اليهودية. وكلما صمت العالم على هذه الدعاية الدموية التي تبثها السلطة الفلسطينية، ارتفعت درجة.
لقد تعلمنا في السابق إلى أين تؤدي دعاية اليسار، وسيكون من الخطأ إذا سمحنا للمحرضين بأن يعرضوا أبناء شعبنا العاديين للخطر وتحويلهم إلى ضحايا.
اسرائيل اليوم