الترفع السوري لعيون لبنان
غالب قنديل
الشراكة اللبنانية السورية في القتال ضد الإرهاب التكفيري هي توأم الشراكة بين البلدين في الصمود الطويل والمستمر ضد العدو الصهيوني وقد جسدتها سورية في الحالين عبر علاقتها الوثيقة والعضوية بالمقاومة وقيادتها منذ ما يزيد على ربع قرن وتراكمت في رحابها أرصدة ثقة وخبرة وانتصارات وشراكة دماء في الدفاع عن لبنان وعن سورية منذ الاجتياح الصهيوني عام 1982 حتى معركة تحرير الجرود الشرقية اللبنانية والسورية مرورا بمقاومة العدوان على سورية التي قدم فيها حزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي باقة من خيرة شباب لبنان ومناضليه وقدمت المقاومة الإسلامية بالذات قادة ومجاهدين كبار.
ما بسطه قائد المقاومة السيد حسن نصرالله يوم أمس من الوقائع العملية عن الدور السوري الكبير في تحرير الجرود سواء عسكريا او في ضمان إبرام وتنفيذ التفاهمات التي اخرجت الآلاف من جرود عرسال يفقأ عيون بعض اللبنانيين الذين يعترضون على أي اتصال مع القيادة السورية تمليه الظروف والمصالح اللبنانية العليا بينما معبودهم الأميركي الذي يملي عليهم المواقف الحاقدة يتوسل سبل التواصل والتنسيق مع الجيش العربي السوري ويجعل من الالتزام بعدم مقاتلة هذا الجيش شرطا على العصابات العميلة التي دربها أصلا لتقويض الدولة الوطنية السورية وللنيل منها.
كل ما جرى لايختصر بغير القول إنه ترفع سوري كامل لمصلحة لبنان وبعضه على حساب سورية وشعبها وامنها وجيشها فبعض السفهاء يعتاشون على العداء لسورية ويتنفعون على وظيفة بث الأحقاد ضد سورية وقيادتها وبعضهم يجيزالاتصال بدمشق سياسيا وامنيا في السر ويهاجمها في العلن وهم يسندون ظهورهم لحقيقة ان حزب الله يتولى هذا الملف وينسق مع الشقيقة سورية التي يطعنونها على مدار الساعة إرضاء لمراكز قرار غربية وخليجية وبعيدا عن المصلحة اللبنانية .
دمشق تعرف جيدا مواقف أصدقائها وفي مقدمتهم الرئيسان ميشال عون ونبيه بري وهي تثق بهما كما تثق بقيادات ورموز لبنانية وطنية عديدة وعابرة للطوائف والمناطق اللبنانية ولها رصيد كبير من الثقة والود في سورية رغم أن كثيرا منهم سبق ان استقوى عليهم فرقاء في الحكم اللبناني هم اليوم خصوم لسورية واستعملوا طويلا وزن سورية ودورها وبعض ممثليها وأدوارهم في لبنان لمراكمة ثرواتهم ونفوذهم وللتنكيل بمن اعترضوا مشاريعهم وارتباطاتهم المشبوهة في زمن ما بعد الطائف وبينت الأحداث صلابة الخيار القومي لمن نكل بهم وهم كثر بل إنهم كانوا الأصلب والأثبت عندما تعرضت سورية لمحنة العدوان.
عندما تقبل سورية تسهيل انتقال إرهابيي جبهة النصرة إلى أوكارها على الأرض السورية فهي تقبل من اجل لبنان ان تتحمل رفع درجة المخاطر والتحديات على شعبها وقواتها المسلحة وعندما تسهل القيادة السورية من خلال التفاهم مع اللواء عباس ابراهيم إنجاز ترتيبات امنية دقيقة داخل أراضيها تولاها الجيش العربي السوري والمؤسسات الأمنية السورية لمواكبة انتقال آلاف النازحين من عائلات مقاتلي النصرة ومناصريهم فهي تقدم مجددا البرهان العملي على كذب كل ما يثار من ادعاءات لرفض التفاهم مع الدولة السورية على ملف النزوح السوري وبضربة جديدة كانت لها سابقات أقل حجما.
اللواء عباس ابراهيم رجل الدولة المسؤول ينسق مع القيادة السورية مفوضا من رئيس الجمهورية وبموافقة رئيس الحكومة كما كشف سماحة السيد في كلمته امس وهو من مواقع لبنانية رسمية تحظى بثقة دمشق وبترحيبها نتيجة التجارب السابقة التي رسخت مصداقية التعاون والالتزام وبعض المسؤولين يجيزون هذا الدور ويقبلون نتائجه من غير تصريح او موقف معلن بمكر وتنصل.
الترفع السوري عن غبار السفهاء الرداحين وعن أقوالهم السامة ووجهوهم الصفراء والمحتقنة فيه موقف سوري نبيل يتوخى إعلاء مصلحة لبنانية سورية مشتركة قاتل من اجلها وفي سبيلها الجيش العربي السوري إلى جانب المقاومة على أرض سورية ولبنانية وفي الجرود الشرقية حيث كانت المقاومة وستكون مجددا جسر التكامل اللبناني السوري في هذه المعركة .
هانت التضحيات السورية لعيني هذه المقاومة وقائدها ودورها المشرف في ردع العدو الصهيوني وفي الدفاع عن سورية وشعبها ومن اجل لبنان ورئيسه الشريف ولعيون شعب لبنان الذي لسورية فيه أصدقاء وحلفاء شرفاء وهي دليل حرص سوري في السعي لاستعادة الثقة في العلاقات بين البلدين والشعبين بدءا من اهلنا في عرسال الذي يسهم هذا الدور السوري في تحصين امن بلدتهم وتحرير ممتلكاتهم.
تتحمل القيادة السورية بحكمة وصبر الكثير من السفاهة وتضع ذلك في رصيد شراكة وجود ومصير قائمة رغم انوف لبنانية مذلولة للأجنبي ولحنفيات البترو دولار ولايرى أصحابها ما بعدها لأنهم يصبون اهتمامهم على ما يصب في جيوبهم بالنتيجة فقط.