مقالات مختارة

سقوط نتنياهو سيكون على أيدي ابنه أو زوجته أو نفسه: ناحوم برنياع

سألت في هذا الأسبوع شخصا يعرف الليكود جيدا عن تأثير الأخبار على تحقيقات الشرطة ضد منتخبي الحزب. الشخص تردد قليلا وقال: «أعتقد أن الاحساس باليأس يحيط الآن بسبعة مقاعد».

وسمعت من مصادر أخرى تقديرات مشابهة. الشعور باليأس لا يترجم بالضرورة إلى سلوك سياسي. فالشخص يمكنه الشعور باليأس ولكنه يستمر في تأييد الحزب نفسه و القائد نفسه بسبب العادة أو المواقف أو عدم وجود بديل. لهذا فإن الاستطلاعات لا تعبر عن الإحساس باليأس.

ورغم ذلك هناك أهمية لهذا الإحساس. فقبل عامين أو ثلاثة كان الوزير أو عضو الكنيست من الليكود يحمل اسم رئيس الحكومة بفخر. والآن أيضا هو لن ينتقده، لكنه سيقول إن أعضاء من حزب الليكود أرسلوا له بريدا إلكترونيا أو سجلوا في الفيسبوك أو غردوا في تويتر أنهم يخجلون. الخجل هو للآخرين وهو فقط يُبلغ عن الأمر.

إضافة إلى ملفي ألف وألفين ليس هناك الآن أي تحقيق جنائي ضد رئيس الحكومة نتنياهو. ومشكلته هي ضرر المحيط. الوكيل ميكي غانور يوقع على صفقة تنقذه من الاعتقال المتواصل، وفي المقابل يقوم بتسليم دافيد شومرون، محامي العائلة وابن العم الموثوق به. وإذا كان شومرون قد وعد بترتيب قرارات في الحكومة وقام بترتيبها فماذا يقول ذلك عن رئيس الحكومة. ماذا سيقول شومرون عندما يوصيه محاموه بالموافقة على الصفقة.

آري هارو، رئيس الطاقم، يقوم بإدارة المفاوضات على صفقة شاهد ملك. وقد تم التحقيق مع هارو في السابق، وماذا لديه الآن ليقدمه ولم يتحدث عنه في التحقيقات السابقة، عمن يستطيع التحدث كي يبرر الصفقة إذا لم يكن عن رئيس الحكومة.

مدير عام وزارة الاتصالات، شلومو فلبر، المقرب من رئيس الحكومة، تم التحقيق معه حول قرارات غريبة منحت الملايين لصديق رئيس الحكومة، وهو يقول إنه لم يأخذ المال وأنه قام بتنفيذ الأوامر.

ملف التحقيق في قضية المنازل يسير نحو لائحة الاتهام: كيف تؤثر لائحة الاتهام ضد زوجة رئيس الحكومة على مكانة رئيس الحكومة. والآن التغريدة الكاذبة التي يقوم بنشرها ابن رئيس الحكومة تحت اسم مستعار. القضايا منفصلة، لكنها جميعا تشير إلى اتجاه واحد: زيادة الغيوم واقتراب العاصفة. من ناحية المناخ هذا وضع استثنائي، ومن الناحية السياسية أيضا. لقد خصص تشرتشل جزء من كتاباته عن الحرب العالمية الثانية للفترة التي سبقت الحرب. أهارون أمير الذي قام بترجمة هذه الكتابات إلى اللغة العبرية سمى هذا الجزء «العاصفة».

أنا أقول منذ زمن إن اسم من سيسقط نتنياهو، إذا أسقطه، هو نتنياهو نفسه، ليس غباي أو لبيد، بل نتنياهو. الاسم الشخصي قد يكون يئير أو سارة أو بنيامين أو جميعهم معا. محرك التدمير الذاتي يعمل بقوة وليس هناك من يستطيع إيقافه.

تربية الأولاد

ذات يوم ذهبت إلى الحي اليهودي في الخليل. وعندما وصلت إلى الحرم الإبراهيمي لاحظت من بعيد عددا من الشباب الذين يلبسون الزي العسكري وهم يسيرون في الطريق بدون سلاح. ومن خلفهم يسير مواطن يحمل السلاح. كان هذا المشهد استثنائيا. وسألت شرطيا من حرس الحدود كان يحرس البوابة الإلكترونية عن هؤلاء الجنود وعن المواطن فابتسم وقال: «هؤلاء الجنود الجدد في قسم متحدث الجيش.

والمواطن هو حارس يقوم بحراسة ابن نتنياهو». وعندما تحدثت عن هذه الظاهرة في الصحيفة حصلت على مكالمة غاضبة من رئيس الحكومة. هو تحدث ولكن طوال المكالمة كان الانطباع أنه لم يكن وحده. فقد تحدث معي ومع شخص آخر. وكان الادعاء أن الابن بحاجة إلى الحراسة. وقلت له توجد لك ابنة فلماذا لا تتم حراستها.

فأجاب: لأنه يخرج كل يوم من بيت رئيس الحكومة. وقلت له، إذا كان ابنه يخشى من الاختطاف فليقم بالخدمة في أحد معسكرات الجيش الإسرائيلي، فهناك لن يعرفه أحد.

وقال نتنياهو إن ابنه يريد أن يكون مفيدا. هو يفهم في الصحافة، لذلك يجب أن يخدم في قسم متحدث الجيش.

فكرت في الفرق بين الأب والابن. فقد كان حلم الأب عندما كان في عمر 18 سنة الوصول إلى وحدة الأركان. وحلم الابن هو أن يكون موظفا في قسم متحدث الجيش.

وبعد ذلك قالت سارة نتنياهو إنها اشتكت أمام الرئيس أوباما من تعاطي وسائل الإعلام مع موضوع حراسة ابنها.

سارة نتنياهو تكثر من الشكوى أمام الغرباء عن وسائل الإعلام الإسرائيلية. هذه هي طريقتها من أجل كسب عطفهم.

لقد مرت سبع أو ثماني سنوات وما زال يئير نتنياهو (26 سنة) يخرج في كل يوم من منزل رئيس الحكومة.

وفي كل منازل نتنياهو لا يوجد له بيت. وهم يقولون إنه يقوم بصياغة التصريحات الفظة والعنيفة التي يتم نشرها بين الفينة والأخرى باسم رئيس الحكومة ومكتبه.

إن التغريدة التي نشرها ردا على هجوم جمعية يسارية تخرجه إلى النور. من الآن هو شخصية عامة. لا يستطيع نتنياهو الأب الشكوى من انكشاف الابن على الجمهور. يئير نتنياهو هو الذي اختار ذلك.

من خلال المقارنة بين النص الذي كتبه وبين حديث اورن حزان. يبدو لي أن هذه المقارنة غير عادلة. لأن حزان أصبح حذرا، أما يئير نتنياهو فلم يتعلم أي شيء.

مشكلته تبدأ بالحقائق. الأمور ليست دقيقة: سواء ما يقوله عن الجمعية، أو ما يقوله عن سلوك وسائل الإعلام الإسرائيلية تجاه يوني براس وعمري شارون، أو ما يقوله عن اريئيل أولمرت. الردود التي نشرها اريئيل وشاؤول أولمرت يجب أن تحرج ليس فقط نتنياهو الابن، بل أيضا والديه. في إسرائيل يكثرون من الطلب من السياسيين استنكار تصريحات غيرهم.

نتنياهو الأب نشيط جدا في هذا المجال. والمفاجئ هو أنه لم يقل كلمة واحدة تتحفظ من تصريحات ابنه الفظيعة.

يديعوت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى