وجه إسرائيل القبيح: جدعون ليفي
أنا أحب الاستماع لبرنامج يورام شفتل في الراديو. فهو يغضبني أقل من اصحاب البرامج الذين يغلفون الافكار نفسها بالكلمات المنمقة. شفتل في المقابل يقول اقول بذيئة، أما هم فيقومون بتجميل أقوالهم. وهو يتحدث بشكل فظ، وهم يتحدثون بشكل لطيف. أما الرسائل القومية المتطرفة فهي متشابهة.
شفتل يقول: «الزمرة العربية الإسلامية الجهادية الاستشهادية الفلسطينية النازية الفاشية»، وهم يقولون «مخربة» عن كل فتاة فلسطينية عمرها 14 سنة وتحمل مقصا. هذه هي الاستقامة. أما شفتل فهو عدم الاستقامة.
وشفتل يقول ايضا عن رائد صلاح: «يحرض من اجل القضاء على دولة اسرائيل بالمعنى الالماني للكلمة»، وهم سيسمون كل ما يقوله رائد صلاح «تحريض»من دون الاهتمام به وبأهدافه. المستقيمون سيسمون المسلحين الاسرائيليين الثلاثة الذين قتلوا شرطيين اسرائيليين مسلحين في المنطقة الإسلامية المحتلة «مخربون قتلة»، وهو سيقول: «هؤلاء حيوانات من أم الفحم المليئة بكراهية اسرائيل من أخمص القدم حتى الرأس». قوموا بإيجاد الفرق. مثل كل رسام كاريكاتور فان شفتل فنان في المبالغة. ومثلما في كل كاريكاتور هو يقدم أكثر مما نتخيل.
إن هذا الرجل الحقير يثير الغضب المقدس في اسرائيل. محظور عليك التحدث بهذا الشكل، يا شفتل، فنحن نحب عنصريتنا وقوميتنا المتطرفة، ونقوم بتغليفها بورق السولفان وزيت الزيتون ايضا. أعطوا يئير لبيد ليتحدث بقومية متطرفة لأنه سيفعل ذلك كما نريد، المهم أن لا تعطوا ذلك لشفتل.
نحن نكره شفتل لأنه يمثل الكثيرين، ونحن نحب أن نكرهه لأنه الوجه القبيح لنا من دون تجميل ومن دون أقنعة ومن دون استقامة ومن دون تخفي. شفتل هو الجانب المظلم لإسرائيل بشكل واضح. فهو يتحدث كما تعتقد الاغلبية ولكن بشكل فظ.
انتبهوا: الغضب الذي وجه اليه كان بسبب الاسلوب وليس المضمون. بالفعل لا يجب القول عن رئيس الاركان بأنه سمين، لكن لا ضير في اعتقاد الكثيرين أن غادي آيزنكوت هو يساري، ويساري يعني الخائن. وهذا ما كان يجب على شفتل اثباته. لو لم يقل الحقيقة التي تعبر عما هو موجود لما كان استفزازيا إلى هذا الحد. ولولا تعبيره عن موقف الكثيرين لكانت اسرائيل تجاهلت وجوده.
لماذا يهتم أحد ما بمحام هذياني غير مهم، ويقدم برنامجا في الراديو في محطة محلية. مدة البرنامج ساعتان في الاسبوع، وأغلبية من يستمعون اليه هم اشخاص غريبو الاطوار. لقد دافع عن اليئور ازاريا، وحرض بشكل أقل من رئيس الحكومة على قتل العرب، رئيس الحكومة الذي قام بالاتصال مع والد الجندي ازاريا الذي أدين بالقتل، وطلب منحه العفو.
نجمة داود الذهبية الموضوعة على بدلته هي نجمة داود نفسها التي تدافع عنا التي نحبها. كراهية الأقلية بالنسبة له هي الجانب القومي المتطرف، وكراهية العرب أكثر من ذلك. ايضا كراهية اليسار ووسائل الاعلام تعبر عن احساس الكثيرين. ليس من المريح سماع «عصابة تخريبية اعلامية» وتسميته صحيفة هآرتس «الارض». ولكن قوموا بسؤال كل اسرائيلي ثان عن رأيه بوسائل الاعلام.
شفتل هو محامي الدولة. وهي الدولة التي لم نرغب بأن تبدو مثله، والدولة التي لا نحب أن نراها مثله، لكن الدولة التي قامت علينا أو التي قمنا بإقامتها، يقوم فيها تساحي هنغبي بتهديد الفلسطينيين بنكبة اخرى، الامر الذي يعني التطهير العرقي. وفي هذه المرة بشكل نهائي من دون أن يتضعضع أحد. وهنغبي هو ضيف مطلوب في الاستوديوهات، وهو صوت الحكمة في الحكومة، ولا أحد يشمئز من ذلك. ولكن عندما يقول شفتل: «يجب علينا الاهتمام بأن يكون دمهم المسفوك بكمية تضمن نزولهم عن شجرة الدين». الكثيرون يمتعضون من ذلك.
الاسرائيليون ينظرون إلى شفتل فيرون أنفسهم ويخافون. هل نحن هكذا؟ عنصريين إلى هذا الحد؟ ومتعطشين للدم إلى هذا الحد؟ ونكره العرب والاجانب إلى هذا الحد؟ من غير المعقول أن نكون هكذا. لهذا يكرهوننا إلى هذه الدرجة. لكن الفاشية الشفتلية ليست أقلية، واسلوبه ليس مقبولا في اسرائيل.
هآرتس