بين أزاريا وموئيل: ران ادليست
استغرق هذا نحو سنة ونصف السنة، منذ آذار 2016، إلى ان حكم على الجندي القاتل من الخليل (الذي كان ينبغي أن يتهم بالقتل العمد، وفقا لرأي الاقلية في المحكمة) اليؤور ازاريا وادانته، استئنافه، رد استئنافه، وابقاء عقوبته على حالها.
المحاكمة والسيرك العائلي والجماهيري حول الحدث ساهما كثيرا في تشخيص الشرخ بين المقاتلين من اجل حماية قيم الجيش الاسرائيلي وبين محطمي القيم.
أما حالة الحارس موئيل في الاردن فلا تزال غير واضحة، ولكن من المتوقع أن تؤثر كثيرا في علاقات اسرائيل والاردن وعلى امن الدولة. في حالة أزاريا، رئيس الاركان وكل مواطن له عينان في رأسه فهموا على الفور أن الحديث يدور عن مخالفة خطيرة.
في قضية موئيل، ليس معروفا بعد أي شيء عن تفاصيل الحادث. النشر الفوري في حالة أزاريا ساهم في ايضاح الامور، وهكذا ينبغي ايضا مع رواية الحارس: أنا كنت هنا، الفتى مع المفك هنا، صاحب البيت هنا، قيل كذا وكذا، فعل كذا وكذا، وها هو تقرير طبي عن اصابتي وهذه قصتي. إذا كان للاردنيين رواية اخرى فليتفضلوا ويقدموها.
اسبوع ونصف الاسبوع مرا منذ الحادثة، ولم تنشر بعد نتائج التحقيق وكأن احدا ما يخفي شيئا ما، وللتاخير ثمن باهظ على علاقات اسرائيل والاردن. ناهيك عن تغطية القفى الذي مكانه ليس عندنا عندما يدور الحديث عن مسألة امنية حساسة.
الأردنيون بالمناسبة يرفعون منذ الآن لائحة اتهام، وكلما استمر الصمت في اسرائيل- هكذا تتعاظم الشبهات.
رئيس الوزراء جسد منذ الآن نزعته الوطنية، عانق موئيل عندما كان واضحا بأن ليس له أي فكرة عما حصل هنالك حقا، لأن الشاب مر عليه بسرعة فرصة التصوير حتى قبل ان يحقق معه.
وزير الدفاع افيغدور ليبرمان قال، من جهته، من دون أي صلة بما حصل حقا: «علينا أن ننقل رسالة بأن كل حراسنا يمكنهم أن يشعروا آمنين وفي لحظة الحقيقة تقف دولة اسرائيل إلى جانبهم. إن اشكالية الوقوف إلى جانب الجنود الذين تعفنوا شهدناها لتونا في محاكمة أزاريا، ولا يبدو ان ليبرمان استوعب.
في هذه الأثناء يعيش الناس عندنا حروب الماضي ويتحدثون عن مصالح مشتركة وعن الملك عبد الله كمن يعيش تحت رحمة حراب الجيش الاسرائيلي. بالفعل، المصلحة المشتركة لنتنياهو وعبدالله هي البقاء في الوظيفة؛ هما وحزباهما وعائلتيهما وكل المتعلقين بهما. كل القصص عن كيف انقذنا اليوم السلالة من تهديدات داعش، وفي ايلول الاسود قبل نحو 47 سنة، لن تغير حقيقة ان الملك عبدالله مهدد اساسا من الداخل.
في اللحظة التي يشعر فيها عبدالله بأن المحيط الخارجي القريب منه، أي العراق وسوريا، لا يشكل خطرا بالمعنى العسكري، لن تكون العلاقات الخاصة مع اسرائيل خاصة بهذا القدر. فما بالك بأن للملك عبدالله مظلة أمريكية.
إيران على جدران الاردن؟
من ناحية الاردن ليس هذا خطرا واضحا وفوريا، والسلالة الهاشمية تعيش على الاطلاق من لحظة إلى لحظة ومن تهديد إلى تهديد منذ ان تأسس الاردن في 1946.
يهدئون من روعنا بأن التنسيق الأمني والمياه والغاز تضخ كالمعتاد. ولكن اذهب وقدر شدة المطالبة الجماهيرية والاعلامية في الأردن لمواصلة دحرجة تحقيق الحدث وقدرة الملك عبدالله على مواجهتها. أملنا جميعا هو ان نشر التحقيق عندنا يثبت بأن الحارس لم يقتل الأثنين بدم بارد على نمط أزاريا المنتقم، ولم يصف بدم بارد على نمط أزاريا المقاتل.
معاريف