بقلم غالب قنديل

اكاذيب فينيقيا تسابق الباصات

غالب قنديل

ليست مفاجئة عبارات سائق سيارة الإسعاف عن مظاهر “قندهار” العرسالية التي صدمته عندما عبر نقاط تجمع مسلحي التلال الذين يستعدون للمغادرة في الباصات دون مراسم الوداع المتوقعة من طابور الناعقين والنافخين في أبواق مثقوبة عليها طلاء علم الانتداب الاستعماري الذي رفعته ثورة القاعدة وداعش في سورية بزعامة المهزومين المعزولين ديفيد بيترايوس وهيلاري كلينتون وباقي المشغلين تفاصيل من الحمدين إلى بندر وأردوغان وللأذناب من الساسة والإعلاميين هوامش وحواشي يحفظها التاريخ دون اعتبار لألقاب ومقامات او صفات.

وحوش التكفير والإرهاب القتلة المحترفون الذين مولتهم السعودية وقطر ورعتهم دول الناتو هربوا بعد هزيمتهم امام المقاومة والجيشين اللبناني والسوري والباصات تقلهم إلى إدلب بعدما فرضت عليهم معادلات القوة وقف الابتزاز والشروط المضافة تحت سكين الحسم العسكري الذي جمده التفاوض الهادف لإعطاء فرصة لحقن الدماء بما فيها دماؤهم.

الغبار على طريق الجرود خلف قوافل الباصات المغادرة يطوي معه سنوات صعبة من الدماء والدموع والكذب والتضليل الإعلامي الذي تورطت فيه مؤسسات إعلامية عديدة في لبنان والمنطقة والعالم وتأخر بعضها ليغادر ورطته طامعا بفتات التمويل الذي تخصصه الدوحة والرياض بتوجيه من واشنطن التي صرفت سفارتها في لبنان مليارات عديدة لتشويه صورتي الدولة السورية والمقاومة اللبنانية ولتحريك الفتنة المذهبية التي شكلت محور خطة افتراضية اميركية لتمزيق العالم الإسلامي والبلاد العربية خصوصا.

وجوه “قندهار” التي بثت الرعب ونفذت جرائم القتل والترهيب ضد المواطنين والعسكريين والضباط اللبنانيين ستغادر في الباصات ومعها مناصرون أقاموا سندا للوحوش القاتلة في مخيمات اللجوء في الجرود وحول عرسال المخطوفة بتسويغ وتغطية من تيار المستقبل الذي تواطأ في طمس الحقائق والكذب على الناس حول حقيقة ما جرى في عرسال منذ ما سمي بالثورة السورية وكما فعل في طرابلس وعكار.

اليوم يتلطى خفافيش الجرود من رجال السياسة تحت يافطة رفض الإرهاب والتطرف لكنهم يريدون طمس الكثير من الوقائع التي تعرفها قيادة المقاومة وقيادة الجيش وبعضها جمده القرار السياسي في المحكمة العسكرية كالباخرة لطف الله وهم يعلنون حروبهم الخاصة على إرهاب قال دونالد ترامب حين كان مرشحا بلسانه إن حكومة بلاده هي من رعاه واعتمده لتدمير بلداننا.

أكثر من ست سنوات مضت على تصريحات وزير الدفاع الأسبق فايز غصن كاشفا وجود إرهابيي القاعدة في بلدة عرسال وجرودها وحينها ثارت حملة واسعة النطاق وانهالت ألسنة مدفوعة الأجر هاجمت الوزير غصن واتهمته بتنفيذ تعليمات سورية كالعادة ثم توجه وفد من قوى 14 آذار إلى جرود البلدة والتقط الصور التذكارية وأدلى اعضاؤه ببيانات أعلنوا فيها عدم عثورهم على أي من عناصر القاعدة هناك.

في خلفية المشهد أسماء كثيرة منها ما يزال حاضرا وبعضها توارى وفيهم العجب العجاب من أبو عجينة إلى أبو طاقية إلى أبومالك التلة مسؤول القاعدة في القلمون الذي انشأ مقره وغرفة عملياته في الجرود ومنها أرسل السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة والانتحاريين إلى لبنان وسورية وشمل بإرساليات الموت معظم المناطق اللبنانية.

الجريمة التي يطوي لبنان صفحة خطيرة من فصولها ارتكبتها قوى سياسية لبنانية وزعامات “كبيرة” يعرف اللبنانيون انها تآمرت بامر الخارج وتاجرت ونفذت التعليمات بالتآمر على سورية تحت شعار ثورة دعاهم فيلتمان إلى احتضانها ودعمها وباركت كلينتون جهودهم المشكورة في رعاية ثوارها الجيل الجديد من “فرسان الحرية ” الذين كان نبيهم رونالد ريغان اول من اسنتسخ وجوههم في جبال أفغانستان وأصل استنباتهم في حياض تنظيم الأخوان المسلمين ومعاهد الوهابية التي أطلق لها بعض أركان “ثورة الأرز” شعارات من نوع “فليحكم الأخوان”.

كالعادة في فينيقيا تحل مع المناسبات والحروب والكوارث مواسم بيع وشراء وهي مفتوحة متجددة منذ اكثر من سبعين عاما ولايمكن توريتها بغير الكذب والتضليل فمن سيميط اللثام عن خفايا السنوات المنصرمة من تجارة السلاح والمعونات والبطانيات وحليب الأطفال والأخبار الملفقة والأفلام المزورة التي ادمنها قادة “ثورة الأرز” على هامش تورطهم في خطة تدمير سورية ؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى