بقلم غالب قنديل

عيد الجيش والشعب والمقاومة

غالب قنديل

الاحتفال بعيد الجيش اللبناني هو مناسبة يجمع عليها اللبنانيون بغالبيتهم بعدما خفتت اعتراضات بعض فرق النشاز السياسي والإعلامي على دور هذا الجيش في الدفاع عن البلاد ضد الخطر الإرهابي التكفيري الذي اكتشف مخاطره قطاع مهم من اللبنانيين الذين غررت بهم دعاية الثورة الكاذبة وأغوتهم عمليات التحريض المذهبي وأخذتهم موجات تحريض سياسية متلاحقة ضد المؤسسة الوطنية التي طالها الكثير من الظلم السياسي كما طاول أبطالها القتل والغدر على يد عصابات الإرهاب التي استحضرت إلى مناطق لبنانية أريد لها عن قصد ان تكون منصات للعدوان على سورية ولخطة تدميرها.

تحصن الثقة بالحماية والدفاع صورة الجيش اللبناني في وجدان سائر اوساط الشعب اللبناني الذي يعرف ويغفر أحيانا لزعاماته أخطاء جسيمة تحت تأثير عصبيات الولاء لكن تحولات مهمة في المناخ الشعبي راكمتها ثقة متزايدة بهذا الجيش وبصواب خياراته وعقيدته وقيادته وهذا الجيش الذي شارك المقاومة كفاحها وتضحياتها في ملحمة الدفاع عن الوطن خلال حرب تموز هو نفسه شريك هذه المقاومة في تحرير الجرود من عصابة النصرة ويعد لتحرير ما تبقى منها تحت سيطرة عصابة داعش.

منظومة القوة الوطنية اللبنانية تتعزز وتنتصر على خطط خبيثة وضعت في الخارج ونفذت في الداخل بأيد وبأصوات لبنانية لكنها فشلت وخسر أصحابها جميعا ورضخوا للحقيقة الناصعة التي يعيها جميع اللبنانيين عن حيوية دور الجيش وعن فاعلية تناغمه مع المقاومة في الدفاع عنهم بدون استثناء او تمييز.

في معركة تحرير الجرود وفي التصدي لعصابات التكفير تجلى دور الجيش اللبناني بالشراكة مع قوى الأمن العام والأمن الداخلي بكل حزم وقوة من خلال الحملات الاستباقية التي فككت معظم الأوكار والشبكات وبالتدابير الصارمة التي فرضها الجيش اللبناني لحماية اهالي عرسال وتجمعات النازحين ومخيماتهم من تسلل وحوش التكفير وكذلك في مواكبة الجيش اللبناني لتنفيذ الاتفاق الذي انجزه اللواء عباس ابراهيم كثمرة حاسمة لنصر الجيش والمقاومة في الجرود الشرقية ويتطلع جميع اللبنانيين إلى الفصل القادم الذي يستكمل هذا التحرير.

مع تحية العيد لقائد الجيش ولرفاقه ولجميع الضباط والجنود البواسل تستحق التهنئة بالإنجازات الوطنية المشرقة لهذه المؤسسة الوطنية ومعها لابد من تأكيد الدعوة إلى تنويع مصادر السلاح للجيش حتى يمتلك منظومة دفاع فاعلة تنسجم وتطلعاته الوطنية ومن رعاية المؤسسة وقدراتها في جميع المجالات فمن المعيب ان تسود ثغرة اقتصادية او اجتماعية في نظام رعاية من يهبون أرواحهم دفاعا عن اهلهم وبلدهم وقد آلمنا مؤخرا مشهد اضطرار العسكريين المتقاعدين للتظاهر والهتاف في الشوارع أو اضطرار القيادة العسكرية لبذل جهود في إقناع اللجان النيابية بموازناتها وبحصة أسلاكها من سلسلة الرتب والرواتب.

اما عن علاقة الجيش اللبناني برفاق السلاح في المقاومة فنقول لجميع المتفذلكين دعوا الجيش والمقاومة يبنيان كتلة الدفاع عن الوطن والشعب فقد أثبتت التجارب ان ما نسجته قيادتا الجيش والمقاومة منذ التسعينيات جعل من لبنان بلدا منيعا وصلبا في وجه التهديدات والمخاطر ولا داعي للتطاول على هذه المنظومة بحسابات السياسة المحلية وزواريبها وامراضها البعيدة عن اولويات المصير الوطني ويكفي الجيش والمقاومة شهادة من ملامح صبرهما على المتطاولين وعلى حاضني التكفيريين وداعميهم من السياسيين الفاجرين الذين عبثوا بالوحدة الوطنية وبالتماسك الوطني في ظروف كانت الأخطر والأدق وانتصر في النهاية صبر الجيش والمقاومة فحان أوان الاعتراف والتراجع والرضوخ للحقيقة الناصعة التي تشع بها معادلة الشعب والجيش والمقاومة منذ ملاحم الصمود ضد العدوان الصهيوني وفي جميع معارك لبنان ضد الإهاب التكفيري .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى