ارسلان: لتأجيل نظرياتنا الكيدية احتراما لعوائل الشهداء
علق رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني وزير المهجرين طلال أرسلان، في بيان اليوم الخميس، على “ردود الفعل الناتجة من البعض حول المعركة الدائرة بين الجيش اللبناني والمقاومة من جهة وبين الإرهابيين التكفيريين من جهة أخرى”، قائلا “أصابنا في هذا الزمن الرديء الترهل في عقولنا وتفكيرنا بمقاربة كل الأمور بهذا الوطن المعذب، من الممكن أن يتفهم الفرد أي خلاف على رأي أو مقاربة او سياسة أو موضوع ما، وهذا حق مكتسب للجميع بأن يدلي كل منا بقناعاته ويدافع عنها بغض النظر من معها ومن ضدها. لكن الخطورة في الأمر بأننا وصلنا الى مرحلة أصبحنا فيه أسرى للبغض الطائفي – المذهبي المتغلغل بأعماقنا ليعمينا عن الحقيقة التي يجب أن تكون مبتغانا، إن كان بالمقياس الوطني أو المقياس الاخلاقي او المقياس الإنساني”.
وأضاف أرسلان “أتساءل دائما كيف يمكن لأي كان أن يميز بين الحق والباطل؟ إذا كان التعصب الطائفي أو المذهبي أو حتى الحزبي هو البوصلة التي تتحكم بعقله تحكما غرائزيا، ما هو مناقض تماما للتحكم العقلي، وبالتالي مهما حاول الانسان جمعهما لن يستطيع ذلك، وأقول هذا الكلام الآن بألم شديد ينتابني حيال مقاربة الأمور الحساسة في هذا البلد، وعلى سبيل المثال لا الحصر، عند كل الشعوب في العالم الخيانة خيانة بتعريف مفهومها إلا في هذا البلد تصبح الخيانة وجهة نظر. نعم، السياسة هي حق مكتسب للجميع لكنها لا تعني في مفهومنا المتواضع استباحة المحرمات الوطنية والأخلاقية”.
وتابع “عندما يسقط شهداء على التلال الشرقية للبنان فهم يسقطون دفاعا عن من؟ ومن أجل من؟ عندما رفعت صور شهداء الجيش الوطني على أعلى التلال تحت مظلة العلم اللبناني، فذلك من أجل من؟ عندما يوجد عائلة لبنانية واحدة، وإن كانت واحدة فقط! تزف شهيدا سقط في حرب ضد الإرهاب دفاعا عن أمن وحماية وعزة وشرف وكرامة كل لبناني لأي طائفة أو مذهب أو حزب أو جماعة انتمى، هل يجوز غير الإنحناء أمام كل قطرة دم سقطت لتروي أرضنا عزة وكرامة وشرفا؟”.
وختم أرسلان متسائلا “أليس بإمكاننا تأجيل نظرياتنا الفلسفية وزواريبنا الكيدية الضيقة احتراما لعوائل الشهداء، إذا كنا لا نحترم عقولنا وعقول الناس؟ ففعلا يكون قد طبق علينا المثل القائل: اذا كنت لا تستحي فافعل ما شئت…”.