مقالات مختارة

هل دخلنا عصر الغاز دولار ؟ أحمد مصطفى

 

كل ما تقوم به أمريكا من هذيان، وافلاس سياسي واستراتيجى وطبعا افلاس اقتصادى بزيادة فرض عقوبات اقتصادية على كل من روسيا وايران وكوريا الشمالية لا يترجم الا فيما يلى :-

كما ذكرنا سابقا – أمريكا تفضح من خلال الليبراليين الجدد من الحزبين الكبيرين معدومى الفكر والثقافة والذين هم ايضا يمثلون مصالح ال روكفلر “البترودولار” والذين يحصلون على معلومات خاطئة من خلال مراكز ابحاث تقدم لهم معلومات منقوصة، ولا تشير الى تحليل دقيق يتوافق فقط مع توجهات المؤسسات الامريكية.

أصبح إنضمام قطر كثالث اكبر منتج فى العالم للغاز وتحالفها الحالى، والذى بدأ منذ شهرين، مع كل من روسيا وايران مع تغير تام فى إستراتيجيتها السابقة السلبية، حيث التبعية المطلقة الى امريكا والغرب، إلى مواجهة مع أمريكا والغرب ومع بعض دول الخليج، إلى أكبر ضربة وجهها التحالف الثلاثى الجديد، المثلث الذهبي (الصين وروسيا وايران) إلى الولايات المتحدة، الأمر الذى أربك كل مخططات امريكا واسرائيل وانعكس فى انتصارات فى الموصل فى العراق، وللجيش العربي السورى والذى بقرب الخريف سيكون بسط نفوذه على 100% من اراضيه.

كذلك ما حدث فى جرود عرسال فى لبنان من ضرب لـداعش والنُصرة، وحتى ما حدث فى القدس عندما أجبر الشعب الفلسطينى الأعزل الكيان الصهيونى بإزالة البوابات التى وضعوها على مداخل المسجد الأقصى، بصرف النظر عن الصفقة السياسية الإسرائيلية الأردنية القذرة لتسريب الإسرائيلي القاتل الذي قتل اثنين من المواطنين الأردنيين الأبرياء قبل يومين، وهي قصة مشابهة لحادثة طيار القوات الجوية الأردنية محمد الكساسبة.

ولما كان الغاز هو أكبر منافس للبترول على عرش الطاقة فى الوقت الحال – فإن ذلك يأتى على عكس رغبات أمريكا المستقبلية، لأن المتحكم فى الغاز مستقبلا هو المتحكم فى الطاقة والسلطة فى العالم – فتحالف روسيا وايران وقطر، أكبر ثلاثة منتجين للغاز لم يكن فى حسبان أمريكا ولا حليفاتها فى المنطقة السعودية واسرائيل – لأنه مع زيادة المعروض من البترول، حتى ولو يشاع عكس ذلك، وبقاء النفط عند مستوى 50 دولار، يعنى أكبر ضرر نقدى لحلفاء امريكا فى المنطقة، واكبر ضرر على البترودولار بشكل عام، مع العجز الشديد فى ميزانيات كل من أمريكا والسعودية والإمارات.

أمريكا ايضا تنسى أن حجم التجارة ما بين روسيا واوروبا والصين وأوروبا سنويا على حدة، يزيد عن 300 مليار دولار اى عشرة اضعاف حجم التجارة بين اوروبا وامريكا التى لا تتجاوز 30 مليار دولار فقط، ولكى تكون أمريكا بديلا عن الغاز الروسى الإيرانى، امامها ما لا يقل عن 10 سنوات، حسب قول خبراء طاقة عالميين وذلك لتأهيل عدد من الموانى على الأطلنطى لتصدير الغاز المسال، فأيضا التكلفة ستصبح أكبر من إستيراد الغاز الروسى الإيرانى، وايضا ستماطل الصين، المتخصصة فى بناء هذا النوع من الموانى، فى انشائها تفضيلا لحليفتيها روسيا وايران.

تعلمت روسيا جيدا من تجربة ايران، وكان هناك اجتماعات عدة على اعلى المستويات بين روسيا وايران لدراسة كيف تخطت ايران فترة العقوبات، وذلك من خلال قيام إيران بالتحالف مع دول جوار، مقابل نسبة من صفقات النفط والغاز، ومنها الإمارات وعمان وقطر وتركيا، وعليه قامت روسيا بعمل تحالفات جديدة كبرى مع الصين والهند ودول شرق اسيا المتعطشة لسوق الغاز والنفط الروسيين، وايضا امريكا اللاتينية وجنوب افريقيا وهذا كان واضح فى مؤتمرات سان بطرسبرج الأخيرة، وكذلك يمكن تاسيس شركات فى دول أخرى تعقد من خلالها كل الصفقات المطلوبة، وكان المفاجىء أمس سماع تعليق ماكرون ان عقوبات امريكا مخالفة للقانون الدولى وتعليقات حكومات اوروبية اخرى انها لن تزعن لهذه العقوبات اذا اضرت بمصالحها.

وأخيرا وليس آخرا – امريكا كمن تعلقت بالأحبال الذائبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى