السيناريوهات المحتملة لإنقاذ رئاسة ترامب
رجحت الكاتبة جنيفر روبين عدم إمكانية إنقاذ رئاسة دونالد ترمب على خلفية التحقيق الذي يجريه فريق المستشار الخاص روبرت مولر التابع لمكتب التحقيقات الفدرالية إف بي آي بشأن ارتباطاته بروسيا .
وأشارت الكاتبة في مقالها، الذي نشرته صحيفة إندبندنت البريطانية نقلا عن واشنطن بوست، إلى أن فريق ترمب ينقب في سجلات مولر بحثا عن أي تضارب في المصالح لإيجاد مخرج للرئيس مع تنامي الجدل حول علاقته مع روسيا، ورأت أن الأمر يستحق التأمل لما قد تؤول إليه الأمور. وتوقعت روبين عدة سيناريوهات في هذا الأمر:
1- أن يأمر ترمب المدعي العام جيف سيشونز بإقالة مولر، ثم يستقيل سيشونز ونائب المدعي العام رود روزنشتاين ومساعد المدعي العام رايتشل براند. وفي نهاية المطاف يوافق شخص ما على إقالة مولر. وعليه فإما أن الجمهوريين لن يتابعوا اتهام ترمب أو يكونوا ملزمين ببدء جلسات استماع للاتهامات ولكن يرفضون التصويت على مواد الاتهام.
والوضع الحالي لا يسمح بإقالة ترمب، لأن ذلك يستلزم موافقة ثلثي مجلس الشيوخ، وهذا غير متوفر الآن، نظرا لهيمنة الجمهوريين على المجلس، لكن هذا الأمر يمكن أن يتغير العام المقبل إذا ما حقق الديمقراطيون فوزا ساحقا في مجلس النواب وفازوا بمقعد أو مقعدين في مجلس الشيوخ. والدرس هنا هو: أن فشل الجمهوريين في التصدي لترمب مبكرا ينهي رئاسته ويسبب انهيار الحزب الجمهوري.
2- أن يأمر ترمب المدعي العام جيف سيشونز بإقالة مولر ثم يستقيل سيشونز وكذلك نائب المدعي العام ومساعده، وفي نهاية المطاف يوافق شخص ما على إقالة مولر. ثم يمرر الجمهوريون والديمقراطيون معا بأغلبية واقية من الفيتو تشريع “المدعي العام المستقل”. وقبل أن تنتهي إجراءات الاتهام يكتسح الديمقراطيون مجلس النواب في عام 2018 ويفوزون بمقعد أو مقعدين في مجلس الشيوخ.
وعلى الوضع الحالي لا يمكن إزالة ترمب، لكن رئاسته تتداعى، ويواجه بعض المساعدين السابقين ملاحقة جنائية. والدرس هنا هو: إقالة مولر ثم يقوم الكونغرس بإعادته مرة أخرى.
3- أن ينضم الجمهوريون إلى الديمقراطيين في تحذير ترمب بعدم إقالة مولر، ويبقى مولر ويستمر في تنقيبه، ويستدعي ترمب من أجل البحث في وثائق ضارة، ويرفض ترمب الامتثال للاستدعاء وتأمره المحكمة بالامتثال ولا يفعل. وتحدث أزمة دستورية كبيرة. والدرس هنا هو: لا يمكن للكونغرس أن يفوض كل المسؤولية لمولر. ويجب أن يجري تحقيقا موازيا، وعند الضرورة، البدء في إجراءات الاتهام.
4- أن ينضم الجمهوريون إلى الديمقراطيين في تحذير ترمب بعدم إقالة مولر، ويبقى مولر ويتابع تنقيبه، ويستدعي ترمب بشأن وثائق ضارة فيرفض ترمب الامتثال وتأمره المحكمة بالامتثال، ويعلن ترمب أنه يتعرض لحملة مضايقات وهجوم على عائلته. ثم يستقيل، مدعيا أنه جعل أميركا عظيمة، ويقول إن نائب الرئيس مايك بينس سيخلفه. والدرس هنا هو: يجب على الكونغرس أن يحمي مولر ويحافظ على إمكانية أن ترمب قد يضطر للاستقالة.
5- أن ينضم الجمهوريون إلى الديمقراطيين في تحذير ترمب بعدم إقالة مولر. ويستدعي مولر ترمب من أجل وثائق ضارة فيمتثل ترمب ويكون الدليل كبيرا على التواطؤ و/أو عرقلة سير العدالة. ويوصي مولر بالملاحقة القضائية أو الاتهام. وينقلب الحزب الجمهوري على ترمب الذي يتم اتهامه ويقال من منصبه. والدرس هنا هو: يجب على الكونغرس أن يحمي مولر ويدفع ثمن فشله في معارضة ترشيح وانتخاب ترمب.
وختمت الكاتبة بأن وجود سيناريو سادس يبرئ فيه مولر ترمب هو النتيجة الأقل احتمالا بعد أن أقال ترمب مدير إف بي آي جيمس كومي وهدد مكتب المستشار الخاص التابع له. ولهذا يبدو ترمب شديد الاهتياج ومن المرجح ألا ينقذ رئاسته أي سيناريو.