مطلوب من اسرائيل ازالة البوابات الالكترونية على الفور: يوسي بيلين
ليس هناك وقت لاضاعته. وليس هناك وقت الآن للجلسات الليلية التي لا تنتهي. وليس هناك وقت للدعاية من اجل القول إن الحكومة لا تريد تغيير الوضع الراهن في الحرم. يجب جمع البوابات الالكترونية واستخدامها في وقت آخر وفي اماكن اخرى. وهذه ستكون اشارة على “الضعف”، لكن الدولة القوية يمكنها استيعاب اشارات ضعف كهذه، لأن هذا لن يجعل العالم يخطي ويعتقد أن اسرائيل هي الطرف الضعيف في الصراع .
هذا السيناريو معروف مسبقا. إن ازالة البوابات الالكترونية بعد وضعها اشكالية. وقد أعلنت الاوقاف بأنه اذا لم تتم ازالتها فلن تكون صلاة في المسجد الاقصى، بل في الشوارع المحيطة. إن طلبهم عدم الصلاة في المساجد في الضفة الغربية، بل القدوم الى القدس في يوم الجمعة، لم يكن سرا. كان من الواضح أن قدوم الجموع الغفيرة للصلاة قرب الحرم سيؤدي الى المواجهات. وكان من الواضح أن هذه المواجهات سيتم استغلالها من قبل حماس وجهات اسلامية في البلاد وفي المنطقة وفي العالم لاهانة اسرائيل ومحاولة تكذيب ادعاءها بأنها تسمح بحرية العبادة. وكان واضحا أنه اذا كان قتلى فلسطينيون في المواجهات في يوم الجمعة فستكون هناك محاولات انتقام فلسطينية. والعملية في حلميش حدثت بالفعل. وكان من الواضح ايضا أن أبو مازن الذي عارض دائما الانتفاضة العنيفة سيضطر الى دفع شيء للجمهور الغاضب. وقد اتخذ بالفعل قرار غير بسيط وهو قطع العلاقة بين السلطة الفلسطينية وبين اسرائيل. وأصبح من الواضح الآن أن دائرة العنف التي تم فتحها قبل عشرة ايام بعد قتل شرطيان اسرائيليان بواسطة سلاح تم اخفاءه في الحرم، لن تغلق اذا لم تقم اسرائيل بفعل شيء.
لقد كان قرار الكابنت الامني السياسي قرارا غريبا. فالحكومة لا يجب عليها انهاء نقاش كهذا بقرار أن الشرطة يمكنها أن تفعل ما تشاء. في العادة، اذا لم ترغب الحكومة في اتخاذ قرار تنفيذي دقيق، تقوم بمنح الصلاحية لرئيس الحكومة والوزراء المسؤولين عن هذا الامر. والشرطة يمكنها اجراء التقديرات التنفيذية حول قدرتها على منع الفوضى، لكن لا تكون لديها أدوات لعلاج المظاهرات في ماليزيا، كما أنه لا توجد لديها اجابات حول كيفية علاج تأثير المواجهات المتوقعة بينها وبين المصلين أو الذين يريدون الصلاة. هذه مسألة تعني الكابنت وتعني رئيس الحكومة.
يبدو أن الوقت ليس متأخرا. فما زال هناك مجال لايجاد حل، وهو غير معقد، الازالة الفورية للبوابات الالكترونية مع اصدار اعلان بأن اسرائيل يمكنها أن تضعها مجددا اذا قررت أن هناك حاجة الى ذلك. وهذا الامر سيعيد التنسيق مع الفلسطينيين ويعمل على تهدئة النفوس ويمنع استمرار العنف، الردع والانتقام، الذي يميز صراعنا المتواصل.
يجب علينا تذكر قضية “مرمرة”. وطلبات تركيا التي بدت غير عادلة بالنسبة لحكومة اسرائيل. وتدهور العلاقة بين اسرائيل وبين الدولة الاسلامية الكبيرة والهامة. والسنوات الكثيرة التي مرت منذ تم تخفيض مستوى العلاقات وجهود اعادة التطبيع. والثمن الذي دفعته اسرائيل في نهاية المطاف بعد أن أدركت أن هذه مصلحتها القومية. نحن لا نستطيع السماح بتكرار هذا السيناريو الخاطيء. هذا هو الموضوع الأهم على سلم اولويات الدولة وليس هناك الوقت الكثير من اجل اضاعته.
اسرائيل اليوم