حقيقة المقاومة تنتصر
غالب قنديل
من دواعي السرور والاحتفال ان تكون اجواء الشارع اللبناني وحسابات المصالح النفعية لمؤسسات إعلامية لبنانية قد فرضت عليها الاعتراف بحقيقة دور المقاومة الوطني والتحريري وبكونها قوة حماية وهي مؤسسات ساهمت في تعميم خرافة الثورة والثوار وفي التغطية التامة لعصابات التكفير الإرهابية وفي التعمية على دورها التدميري في لبنان.
يستوقفنا تحول الخطاب في مؤسسات إعلامية ارتبطت بعلاقات مالية وبأجندات مشبوهة مع السعودية وقطر وتركيا ومكتب الاتصال الأميركي في المنطقة وفرعه في عوكر وساهمت منذ سبع سنوات في التحريض والترويج وخالفت القوانين لكنها حظيت بالحماية السياسية من متورطين في الحكم لم يقصروا في استهداف المقاومة ودورها منذ حرب تموز إلى اليوم.
معركة تحرير الجرود التي يخوضها أبطال حزب الله بالتنسيق والتكامل مع الجيش اللبناني والجيش العربي السوري ألهبت حماسة المواطنين في كل مكان وأرغمت المدراء المشبوكين على التحول مع ريح المزاج الشعبي بحثا عن نسب المشاهدة المجدية إعلانيا وماليا وتحت وطأة الخوف من النبذ والحجر الشعبي إن عاكسوا عاصفة التعاطف والتأييد الكاسحة لحزب لبناني يحرر أرضا لبنانية ممن روعوا الأطفال والشيوخ وأرعبوا القرى والبلدات والمدن وذبحوا الضباط والجنود وخطفوا بلدة عرسال بتغطية من قوى 14 آذار التي انكرت فكرة وجود إرهابيين في الجرود.
ما يزال ما تبقى من قوى 14 آذار على إنكاره ليبرر رفضه الحاقد للاعتراف بدور المقاومة المجيد في حماية الشعب والوطن وحراسة السيادة الوطنية التي ينتقص منها قوام حكومي يئن تحت وطأة تواطؤ بعضها مع الخارج المتآمر على السيادة والاستقلال وهو البعض الباحث عن الدعم الموهوم من واشنطن بينما يرفض التواصل البديهي المحتوم مع دمشق التي انتزعت بصمودها جدارة المركز الفاصل في المعادلات الإقليمية والدولية كذلك ويحدثنا رئيس الحكومة من هناك عن تسول دور في سورية بينما قائد الوحدات الخاصة الأميركية يخشى ان تطرد بلاده وجيوشها من تلك الأرض الحرة.
لأن الشعب اللبناني انتفض لكرامته وتفاعل مع شباب يبذلون أرواحهم في عمر الورود ويتناغمون مع الجيش اللبناني في تحرير أرض محتلة فرض ذلك المناخ الجديد على وسائل الإعلام المتورطة ان تراجع حساباتها وأن تكف عن اللعبة القذرة التي مارستها طيلة سنوات منذ العدوان على سورية وقد عولت بنجاح على الحماية السياسية الحكومية التي حالت دون إنفاذ العقوبات القانونية بحقها.
حقيقة المقاومة انتصرت في المشهد الإعلامي اللبناني ورغم إصرار المستقبل والقوات وبقايا الجوقة التي سبق ان قلبت حجارة الجرود وأعلنت خلوها من الإرهاب ردا على الوزير فايز غصن وتقرير مخابرات الجيش اللبناني الذي اكد وجود عناصر تابعة للقاعدة ما لبثت ان قطعت بسكاكينها رقاب ضباط وجنود ورغم لك ظلوا يسمونها ثورة وثوارا.
ندعو وبشدة لعدم استعجال العفو عن المتورطين من مالكي وسائل الإعلام وللبقاء على يقظة العقول وانتباه العيون والآذان ومتابعة كل شاردة وواردة وسنظل نسأل عن كشف حساب مؤجل حول فصول التآمر على الوطن والشعب شاركت فيها وسائل إعلام لبنانية بلا محاسبة او مساءلة وكانت نتائجها دمارا وخرابا وموتا وتسويغا للقتل وللتوحش وهذه حقيقة يجب ان تقال اليوم مع التحول الذي يستحق الاحتفال والتحية ويوجب إدانة المتمترسين في احقادهم وفي غلهم وفي ارتباطهم الخائب بأولياء نعمة خابت رهاناتهم على تدمير المنطقة بوحوش التكفير والإرهاب.
المجد للمقاومة والتحية لقيادتها التي تعوض بذكاء كل عيوب وأمراض صيغة التوافق الحكومي المنكوبة بتواطؤ بعض الشركاء وبتورطهم والتحية لقيادة الجيش وضباطه وجنودهم الذين ألزمهم عقم المعادلة السياسية بدور أدنى من طموحاتهم الوطنية فتكاملوا مع المقاومة في ساحات الشرف كما فعلوا قبل إحدى عشر عاما في مثل هذه الأيام وبذلوا الأرواح والدماء الزكية.