تحرير الجرود والتزوير المقصود
غالب قنديل
في التعامل مع تحرك المقاومة البطلة إلى واجب تحرير الجرود الشرقية المحتلة يعمد بعض الكتاب والصحافيين مجددا إلى التزوير والتضليل والإنكار المتعمد للحقائق العنيدة لخدمة ارتباطات مشبوهة مالية وسياسية واستخباراتية.
ها هم ينكرون لبنانية المعركة السيادية لتحرير الجرود ويحاولون ترهيب الجيش اللبناني للجم اندفاعه في واجب سيادي بالشراكة مع المقاومة كما فعلوا سابقا في إنكار لبنانية مزارع شبعا المحتلة بعد التحرير والانتصار عام 2000 ومن ثم غطوا العدوان الصهيوني الإجرامي على لبنان في تموز 2006 ثم تنكروا لحقيقة انتصار المقاومة التي صمدت بالتلاحم والشراكة مع الجيش اللبناني كما في ملحمة التحرير العظيم .
ما يزال بعضهم متحصنا خلف ذرائع الإنكار والكذب رغم اعتراف الكيان الصهيوني في تقرير لجنة فينوغراد بكسر حزب الله لهيبة الردع التي كلفت الولايات المتحدة والغرب الصناعي مجتمعا والحكومات العربية التابعة آلاف المليارات وعقودا من البروباغندا المكرسة لنشر الخرافات وتكريس عقدة الهزيمة العربية والعجز امام الجبروت الصهيوني في مواكبة حروب ومعارك عدوانية ومذابح ملازمة لسيرة الصهاينة في المنطقة منذ اغتصاب فلسطين تحت الرعاية البريطانية الفرنسية والأميركية.
الحقائق بسيطة وواضحة في نظر الناس وبعض محترفي صناعة الكذب والتضليل يريدون تشويه الصورة وتشويش الوعي فالجرود الشرقية الحدودية مع الشقيقة سورية هي أرض لبنانية محتلة تغتصبها عصابات إرهابية تضم خليطا من القتلة التكفيريين الذين شنوا اعتداءات متلاحقة على الجيش اللبناني الذي قدم عشرات الشهداء في مجابهتهم وبعض الضباط والجنود ذبحوا بوحشية وقطعت اوصالهم او اختطفوا من عرسال وجرودها بينما كانت كتيبة سياسيي 14 آذار تزعم كذبا خلو الجرود من الإرهابيين ردا على تقرير الجيش اللبناني الذي أعلنه وزير الدفاع الوطني الشجاع فايز غصن وكل ذلك كان شراكة لبنانية مع هؤلاء القتلة الإرهابيين الذين روعوا جميع المناطق اللبنانية بإجرامهم بعدما حولوا اوكارهم في الجرود إلى مواقع لإرساليات الموت بالسيارات المفخخة وبالمتفجرات والأحزمة الناسفة لقتل جماعي منظم داخل لبنان كله.
واجب الدفاع عن السيادة الوطنية يعني تحرير الجرود وتطهيرها من الإرهاب وواجب حماية حياة الشعب اللبناني واستقراره يعني حشد كل الجهود لتحقيق الهدف وحزب الله المقاوم حين قرر انتداب نفسه هجوميا كمقاومة لمهمة تحرير الجرود الشرقية بالتعاون مع الجيش العربي السوري وبالتنسيق مع الجيش اللبناني إنما أعطى جميع الأطراف مهلا زمنية كافية للمبادرة ولكنهم قعدوا عن الواجب الوطني وواصلوا المتاجرة الغبية على هوامش سوق المعونات الدولية واقتصاد دعم الإرهابيين وتمويلهم.
اختار حزب الله تعويض الثغرة الخطيرة في الموقف السياسي الحكومي والتي يفرضها ثلاثي المستقبل والقوات والتقدمي الرافض لوجوب التنسيق المعلن مع الدولة الوطنية السورية والجيش العربي السوري وقد اعتبرت قيادة المقاومة انها تستطيع خوض المعركة في ظروف أفضل عبرالاكتفاء بعدم مجاهرة هذه القوى بدعم العصابات الإرهابية كما فعلت سابقا لسنوات تحت عنوان “دعم الثورة السورية ” ثورة الدجل والقتل الجماعي التي نظمها عملاء الاستخبارات الأميركية ومرتزقة النفط السعودي والقطري ومحازبو عصابة الأخوان.
ورغم إدراك المقاومة أن هذه الأطراف اللبنانية تخالف الأصول والمنطق في اعتراضها لطرق التنسيق الجبري مع الشقيقة سورية لكن لا بأس بفضيلة صمتها على قيام المقاومة بالمهمة وهي انعكاس لصمت اميركي مقابل ولتوجيهات مشغليها في الخارج التي تقضي بعدم اعتراض طريق الحسم الذي انطلق إليه المقاومون مكتفين بالتنسيق المفتوح مع الجيش اللبناني شريك الصمود والتحرير والحماية اما هذه الأطراف اللبنانية فهي كالعادة وكما فعلت من سنوات تريد الشراكة في النتائج من غير ان تسهم في كلفة الإنجاز ولو كلاميا.
التلال والقمم والوديان التي يرويها المقاومون والجنود اللبنانيون بدمائهم من سنوات هي أرض لبنانية محتلة وبعض الدجالين والكتبة بالفاتورة يروجون روايات وسيناريوهات للإيحاء السخيف بوجود ما يزعمون انه مصالح إيرانية خلف الحسم في الجرود وهو بأي حال اعتراف بأن إيران هي فعلا في خندق القتال ضد الإرهاب خلافا لروايات خرافية قام الكتبة انفسهم بترويجها سابقا لكننا نسأل هل الجرود هي أراض إيرانية ام سورية وهل الدماء التي سفكت في لبنان على يد التكفيريين المجرمين هي لعسكريين ومدنيين لبنانيين أم لمواطنين إيرانيين مع العلم ان نصيبا من الضرر والأذى الكبيرين أصاب الأشقاء السوريين في مخيمات النزوح.
امام تضحيات المقاومة الباسلة المنتصرة وثبات الجيش اللبناني البطل وفي حضرة الشهداء وتضحيات الشباب الأشاوس في تحرير الجرود الشرقية لاقتلاع الخطر الوجودي الذي يجسده الإرهاب التكفيري آن للمرتزقة أن يخرسوا.