تقارير ووثائق

التقرير الدوري لمراكز الابحاث الاميركية 15/7/2017

 

نشرة دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية

15 تموز – يوليو/‏ 2017  

المقدمة    

       تحاصِر الرئيس الاميركي ترامب الأزمات ويترنح فشلاً في إدارتها وحلِّها أو احتوائها، سواء الداخلية منها أو الخارجية، واتسعت دائرة الاتهامات والشكوك والإدانة مؤخراً لتضم نجله الأكبر محورها عقده لقاءات تجارية الطابع، سياسية المضمون، مع افراد من روسيا إبان حملة الانتخابات الرئاسية.

       بالمقابل، لا يزال جمهور ترامب التقليدي يحافظ على لحمته واصطفافه خلف الرئيس، متجاهلاً ومديراً ظهره للحملات الانتقادية الحادة والمكثفة للنيل منه من وسائل الإعلام الرئيسة، بالتعاون مع بعض المصادر في الأجهزة الاستخباراتية.

       يستعرض قسم التحليل تلك الظاهرة الإعلامية التي يمكن تلخيصها بأداء متواضع للرئيس في أحسن الأحوال، بينما يتراجع اعتماد الموالين له خصوصاً وحتى المناوئين تلقي المعلومات من مصادر الوسائل الكبرى الرئيسة، المقروءة والمرئية، وما ينطوي عليها من انعكاسات على التحكم في تشكيل الرأي العام، المحلي والدولي.

ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث

ما بعد داعش

       التطرف فكراً وتجلياته كان من ضمن اهتمامات مؤسسة هاريتاج معتبرة القضاء عليه “مفتاح تحقيق السلام في الشرق الاوسط،” موضحاً أن الأمر يتطلب توفر ثلاثة قضايا: وضوح الاهداف المنوي تحقيقها، وفي القمة القضاء على المتطرفين من أمثال داعش والقاعدة؛ يتعين على الولايات المتحدة إحتواء النفوذ المتنامي لإيران؛ ينبغي على إدارة ترامب ضمان إلحاق الهزيمة بداعش والإعداد الحصيف لمرحلة ما سيأتي بعده، وبقاء التركيز على المنطقة الأوسع نطاقاً.

http://www.heritage.org/middle-east/commentary/crushing-extremism-first-step-toward-middle-east-peace

آفة النظام الطائفي

       لفت معهد كارنيغي الانظار الى “الأزمات العميقة” التي يواجهها نظام “التقاسم الإثني والطائفي” في كل من العراق ولبنان، واللذين “أفرزا تحالفاً غير مقدس بين الدين والسياسة .. وتسابق الزعامات الطائفية لقطع الطريق على التظاهرات الشعبية،” المطالبة بتوفير خدمات أفضل خاصة “حين رفع المحتجون منسوب الأمل” لإحداث التغيير.” وأضاف انه حين التوصل لقناعة “إستحالة إصلاح النظام السياسي، نجد ضرورة لحراك مدني يستند الى القضايا المطلبية.” وانتقد بشدة الأرضية التي يستند اليها النظام الطائفي في البلدين إذ “يسمح بقيام تحالف بين الدين والسياسة .. على حساب المواطنة والمواطنين؛ مما مكّن النخب التقليدية من خطف التمثيل السياسي؛ وتطبيق نهج الإستلحاق والإستتباع.” اما ردود سلطات البلدين على الاحتجاجات فهي “مثّلت التهديد الأبرز للسلم الأهلي.” وحث المعهد “نشطاء المجتمع المدني في البلدين حول تعريف الإستراتيجيات المتاحة أمامهم؛ في ضوء قدرة النظامين على احتواء الصدمات؛ ويتعين إنشاء تحالفات تقدمية واسعة مع عموم الناس للتغلب على التحديات السياسية المتنامية.”

http://carnegie-mec.org/2017/06/30/summer-of-our-discontent-sects-and-citizens-in-lebanon-and-iraq-pub-71396

العراق

       تناول مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية المهام المطلوب إنجازها في العراق “بعد الهزائم المتتالية التي لحقت بداعش؛ وعلى رأسها بسط الاستقرار” في عموم البلاد، بيد ان “العراق لن يفلح في تحقيق ذلك بمفرده. فهو بحاجة للتقنية من الخارج وضخ الدعم المالي لعدة سنوات.” اما الدول الخارجية “تقع على بعضها مسؤولية أخلاقية لتقديم الدعم، شريطة تحقيق قادة العراق توجهاً موحّداً وإثبات قدرتهم على توظيف الدعم في قنواته الصحيحة.” وحذر “القادة العراقيين من المضي قدماً في تصدير اللوم والمسؤولية” على عاتق أطراف خارجية “بصرف النظر عن أخطائها.”

https://www.csis.org/analysis/after-isis-creating-strategic-stability-iraq/?block2

النزاع الخليجي

       حذر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الحكومة الأميركية من الانزلاق في الأزمة واضطرارها للاصطفاف مع أي طرف في ظل “اختزال الأزمة الى فرض الحظر ومواعيد نهائية (لقطر) من جانب السعودية والإمارات.” واردف ان استمرار أجواء التوتر أدت “لتوقع حدوث تنازلات صعبة للغاية؛ فالإنذارات نادراً ما تؤتي أُكلها كأدوات تفاوضية.” وحث الحكومة الأميركية على العمل “لإيجاد مخرج يحفظ ماء الوجه .. وعليها البدء بتوضيح دورها بأنها تحافظ على مصالح كافة شركائها، وعرض تقديم الدعم أينما كان ضرورياً، وكذلك توفير الضمانات الأمنية.” واستدرك بالقول ان تلك الصيغة “تبدو وكأنها وليدة أفكار الثنائي تيلرسون – ماتيس وهي الصحيحة بكل تأكيد.” وحذر من ميل السياسة الأميركية لمعالجة “أحد أبعاد الاستراتيجية الاميركية بمفرده وكذلك تضييق مروحة الاهداف الى محاربة التطرف الإسلامي والذي من شأنه إلحاق الضرر بالمصالح الأميركية وتشتيت دول الخليج العربي .. وبالمحصلة تقوم بتوفير العون والراحة للعدو.”

https://www.csis.org/analysis/american-strategic-interests-gulf-states

المملكة السعودية

       اوضح معهد كارنيغي تعثر السياسة السعودية قبل ان تبدأ في أعقاب حرصها الدقيق على “تقديم نفسها في صورة سمسار النفوذ الوحيد في المنطقة .. غير أن الأسلوب الذي تعتمده هذه القيادة في السعي لتحقيق هذه الأهداف قد يؤدي إلى عرقلة خططها الاقتصادية الداخلية.” وأوضح ان من بين “التحولات الأكثر أهمية إبعاد ولي العهد محمد بن نايف .. وفرض الإقامة الجبرية عليه وهي تقوِّض السردية التي يروج لها النظام الملكي عن الإنتقال السلس والاستقرار الداخلي.” كما أن استقرار المملكة بدأ يتعرض للشكوك “مع تراجع الإنتاج النفطي .. وحصار قطر الذي يزيد من حدة التشنجات السعودية مع الدولتين الحليفتين لقطر، إيران وتركيا، وقد يؤدي الى اصطدام السعودية بتحديات مشابهة لتلك التي تواجهها في حربها الباهظة الكلفة في اليمن والتي تترتب عنها أضرار واسعة.” وحذر المعهد من عدم قدرة “الرياض احتواء التأثير السلبي للتوريث وأزماتها الإقليمية، وتضييق مروحة خياراتها؛ ومن شأنها مجتمعة التسبب على المدى الطويل بتقويض جوهر الدافع الذي يحرك السعودية – ألا وهو أن تكون قوة إقليمية عظمى.”

http://carnegie-mec.org/#alislah-althwrh-althqafh-kyf-nqawm-alsltwyh-alarbyh

حصار قطر

       استعرض معهد واشنطن “أسوأ السيناريوهات” للسياسة الاميركية على خلفية الأزمة الخليجية، التي “لا يلوح في الأفق أي علامات على انحسارها.” وحذر الحكومة الأميركية من “مواصلة تأرجحها بين ميل الرئيس الاميركي (الاصطفاف) تجاه الرياض وتخوفات كبار مسؤولي إدارته من الخطوة السعودية، وبالتالي لن تجد واشنطن وسيلة للتوسط في الأزمة والتوصل الى حل وسط، ومن الممكن أن تتوسع هذه المحنة وتنتشر.” كما حذر بلاده ودول الحصار من امكانية “لعب قطر اوراقها الديبلوماسية مع بعض الاطراف النافذة مثل روسيا وإيران .. إضافة لطفح كيل أنقرة من مطالبة السعوديين والإماراتيين بإغلاق القاعدة التركية في قطر.” وواصل المعهد تحذير الإدارة الاميركية من “احتمال لجوء قطر الى روسيا أو إيران لالتماس الدعم العسكري .. وهو أمر يتماشى بالكامل مع حقوق قطر السيادية. ومن المنافي للمنطق قبول الفكرة القائلة بأن الولايات المتحدة قد تحاول التصدي عسكريا لمثل هذه الخطوة حتى لو أدى ذلك الى تواجد القوات الروسية في الخليج ..”

http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/qatar-crisis-worst-case-scenarios

       وفي جانب مواز أعرب معهد واشنطن عن اعتقاده بترتيبات متقدمة “لأبو ظبي والرياض” لانقلاب مضاد يؤدي للإطاحة بأمير قطر الحالي واستبداله بشخصية أخرى من سلالة آل ثاني، مؤكداً أن الأمير الأب، حمد، لا يزال يدير الديبلوماسية القطرية وهو “رجل قوي وخطر .. ولا يستطيع أن يقاوم أي فرصة من أجل إزعاج الدول الخليجية العربية المجاورة.” واستطرد بالقول ان الأمير الأب “كان يخطط مسبقا” للاستقلال عن السعودية مشيراً إلى إقامته “مشروع الأمن الغذائي .. عوضاً عن مواجهة خطر إغلاق مضيق هرمز” كما أمِلَت الرياض.

http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/the-palace-intrigue-at-the-heart-of-the-qatar-crisis

تركيا

       أعرب معهد المشروع الاميركي عن عظيم قلقه من “انزلاق تركيا” الى الحكم الديكتاتوري في ظل ولاية اردوغان، مسترشداً برواية الكاتب البريطاني جورج اورويل، 1984، الذي حذر بأسلوبه الروائي من “.. التفكير المزدوج الذي يجعل الحكومة قادرة على الترويج (لسرديتها) وفرضها كحقيقة موازية للواقع.” ووجه المعهد سهام انتقاداته أيضا “لبعض المؤسسات الأميركية التي يبدو أنها تجد خطأً ضئيلا في نظريات اردوغان، أو لجوءها لفرض رقابة ذاتية على منتجاتها الفكرية لضمان استمرارية تدفق التبرعات من مؤسسات قريبة من اردوغان او تحت سيطرة اقرباء له.” ووصف التحولات في ظل اردوغان بأنها “مأساوية، فالمسألة لم تعد محصورة بحرية التعبير بل حرية التفكير .. ونبه إلى حملة الاعتقالات الموسعة لمجرد شك في ماذا يفكر الفرد.” وتوقع المعهد بمستقبل سوداوي للبلاد إذ أن “الزمن في تركيا يسير الى الوراء، والبلاد تبدو وانها تزداد غرقاً في (اوصاف رواية) 1984.”

http://www.aei.org/publication/is-turkey-the-most-orwellian-country/

إيران

       دق المجلس الأميركي للسياسة الخارجية ناقوس الخطر من “القدرات العسكرية الموسعة لإيران .. إذ الى جانب تصنيعها الأسلحة لاستخدامها الذاتي، تقوم طهران بإنشاء مرافق لتصنيع الأسلحة في لبنان لحساب حزب الله.” وزعم المجلس أن منشأة شيدت في شمالي لبنان “تنتج صواريخ فاتح-110، يصل مداها الى 190 ميلاً، باستطاعتها تهديد معظم (أراضي) اسرائيل.” وأضاف ان تمدد إيران في التصنيع العسكري “يمثل تهديدا متنامياً لحلفاء واشنطن في القدس والرياض وأماكن أخرى ..” وحث الإدارة الأميركية على “الإقدام على تبني الخطوة المقبلة – ترسيم معالم استراتيجية من شأنها مواجهة نظام بغيض وفي نفس الأوان ممارسة سلطتها الأخلاقية بالوقوف إلى جانب ملايين الإيرانيين الذين يريدون أكثر من الإطاحة به.”

http://www.afpc.org/publication_listings/viewArticle/3558

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى