الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

2

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

السفير : هجوم “المزارع”: لماذا شبعا.. وكيف دخلت المجموعة وخرجت؟ المقاومة تكرّس معادلة الردع: “الأمر لي”

كتبت “السفير”: بعد عشرة أيام على هجوم القنيطرة، حسم “حزب الله” سريعاً النقاش حول أين وكيف ومتى سيحصل الردّ، وفرض معادلته الدقيقة: “أكبر من ثأر.. وأقلّ من حرب”، في عملية نوعية مركبة انطوت على تفوق استخباري ولوجستي وعسكري في حيز جغرافي شديد الحساسية والتعقيد.

ولعل أهم ما حققته العملية ـــ الإنجاز، أنها أجهضت محاولة اسرائيل تعديل قواعد الاشتباك من خلال هجوم القنيطرة، وأعادت تثبيت معادلة الردع على قاعدة “أن أي اعتداء يتعرّض له محور المقاومة.. سيلقى الرد المناسب”.

منذ اللحظة الاولى لعملية القنيطرة، كان الاسرائيلي يفضل ان يحصل الرد عبر الجولان، لأن من شأن ذلك أن يمنحه هامشاً واسعاً للرد في الداخل السوري، لكن المقاومة باغتت التقدير الإسرائيلي، فاختارت أن توجّه ضربتها في المكان الذي لم يكن مدرجاً، ربما، في أولوية الحسابات الاسرائيلية.

كان واضحاً أن انتقاء “المزارع”، هو الى حد ما “الخيار الآمن”، الذي يوفق بين حتمية الردّ وبين الرغبة في عدم التصعيد (الحرب)، إذ إن “المزارع” هي منطقة لبنانية محتلة تقع خارج نطاق القرار 1701، وتملك المقاومة فيها شرعية العمل العسكري قبل عملية الأمس وبعدها.

وإذا كانت إسرائيل قد اختارت وفق مقاييسها المكان والزمان للاعتداء على موكب “حزب الله” في القنيطرة، متوقعة أن يأتيها الردّ من البقعة الجغرافية ذاتها، فإن “حزب الله” ارتأى أن يوجّه ضربته المضادة في مزارع شبعا، مكرساً بذلك وحدة جبهة الصراع من الجنوب الى الجولان، واضعاً في حساباته أن الردّ عبر الجولان وما سيليه من تداعيات، قد يؤدي إلى إحراج حليفه السوري المنشغل بمواجهة القوى التكفيرية، وربّما الى تدحرج المنطقة كلها نحو مواجهة واسعة، وهو الأمر الذي لا يريده الحزب، وإن كان مستعداً له لو حصل، بدليل القرار بالردّ، ومن ثم وضعه موضع التنفيذ.

وهذه النقطة وغيرها، سيركّز عليها السيد حسن نصرالله في خطابه المقرّر غداً، وربما يتزامن إحياء ذكرى شهداء عملية القنيطرة مع بثّ مقاطع مصورة لعملية شبعا، كما رجّحت بعض الأوساط الاعلامية أمس.

ولئن كانت إسرائيل لم تتجرأ حتى الآن على التبني الرسمي والواضح لغارة القنيطرة، فإن “حزب الله” سارع الى تبني عملية “المزارع” عبر بيان حمل الرقم واحد في رسالة ضمنية بأن أي ردّ اسرائيلي سيرتب رداً سريعاً من المقاومة.

وتعاملت وسائل الإعلام الإسرائيلية مع الردّ على أنه تعبير عن إخفاق استخباري وعملياتي من الدرجة الأولى، خصوصاً أنه تمّ في ظل حالة التأهب القصوى المعلنة منذ أيام على طول الحدود الشمالية من الناقورة الى الجولان، لكن هذا الإخفاق أظهر من ناحية أخرى المعضلة السياسية التي وجدت إسرائيل نفسها فيها إثر دخولها شرك التصعيد مع “حزب الله” بعد عملية القنيطرة: هل تصعّد ميدانياً أم تتجنّب الصدام الواسع؟

ومن الواضح، أن السلوك الاسرائيلي أعطى انطباعاً بأن العدو قرر أن “يبتلع” الضربة، وألا يذهب بعيداً في ردة فعله، برغم التصريحات مرتفعة النبرة التي أدلى بها بنيامين نتنياهو، غير القادر على خوض مغامرة واسعة على تخوم الانتخابات، ومن دون وجود ضوء أخضر أميركي.

وفي سياق احتواء الموقف، تواصلت المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة سيغريد كاغ وقيادة “اليونيفيل” مع “حزب الله”، أمس، من زاوية الدعوة الى التهدئة وضبط النفس، وتبلّغ الجيش اللبناني من القوات الدولية رسالة، نقلاً عن الجانب الإسرائيلي، مفادها بأن عمليات القصف انتهت وأن بإمكان جنود “اليونيفيل” الخروج من الملاجئ.

وسُجل أيضاً تنسيق بين “حزب الله” وقيادة الجيش، في ظل ارتياح للموقف الرسمي اللبناني الذي عبّر عنه رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الخارجية جبران باسيل الذي أجرى اتصالات دولية وإقليمية صبّت كلها في خانة تأكيد الحق اللبناني.

وتلقى “حزب الله” أمس سيلاً من برقيات التهنئة والدعم من أوساط عربية متعددة، لاسيما فلسطينية على اختلاف مشاربها، ومن ضمنها قيادتا “فتح” و “حماس”.

وقائع العملية

كيف حصلت العملية وما هي مقدّماتها؟

هي عملية نظيفة ونوعية بامتياز، وتنطوي على مزيج من عناصر الابتكار والخبرة والقدرة والمباغتة والشجاعة.

وبرغم أن العدو كان ينتظر الردّ منذ اعتداء القنيطرة، إلا أن “الفضيحة” التي أصيب بشظاياها ولا تقل وطأتها عن صواريخ “كورنيت”، هي أن المقاومة تحكّمت بمسرح العملية، محتفظة لنفسها بزمام المبادرة منذ إطلاق الصاروخ الأول على القافلة المعادية وحتى لحظة الانسحاب.

بعد جريمة القنيطرة، حصل نقاش واسع داخل قيادة المقاومة للخيارات المضادّة، بالتشاور مع طهران ودمشق، وتقرّر الردّ عبر مزارع شبعا، بأسرع وقت ممكن، لمنع إسرائيل من استثمار مفاعيل غارة القنيطرة بتغيير قواعد الاشتباك، ومحاولة فرض أمر واقع جديد على خط الجبهة الممتدّ من الجنوب الى الجولان.

كُلّفت المجموعات العسكرية المعنية في المقاومة بتفعيل الرصد في المزارع، لتحديد الهدف الذي سيُضرب وزمان التنفيذ ومكانه، وتم تأجيل إطلالة السيد حسن نصرالله الإعلامية حتى الجمعة، لإفساح المجال أمام المقاومة لتُنجز مهمتها.

كان “السيد” قد حسم الأمر: الردّ قبل الخطاب، وليس العكس، “وهذه دفعة أولى في الحساب المفتوح بيننا وبين الإسرائيلي”.

الديار : ردّ المقاومة لم يتأخر ومقتل ضابط وجندي اسرائيليين وجرح سبعة “الديار” تشرح كل معطيات الحادثة الخطيرة وقواعد الصراع الحاصل

كتبت “الديار”: رد المقاومة لم يتأخر، وجاء بعد 10 أيام على عدوان الجولان وسقوط 6 شهداء ابرار من حزب الله وقبل يومين على اطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله نهار الجمعة ليتحدث عن موقف الحزب بكل معطياته.

“الديار” تشرح معاني ما حصل ومستقبل ما يجري:

1ـ عبارة البيان “رقم 1” التي وردت في بيان العلاقات الاعلامية في حزب الله عن العملية تحمل مؤشرات كبيرة، “اذا عدتم عدنا” وبالتالي هناك بيان رقم 2 و3.

2ـ العملية تمت بعد 10 أيام على جريمة الاحتلال في القنيطرة وقبل يومين من كلمة السيد حسن نصرالله، والتوقيت الدقيق وسرعة الرد فاجآ العدو.

3ـ العملية تمت في وضح النهار وعند الساعة الحادية عشرة وخمس وعشرين دقيقة وفي ارض سهلية وهذا مخالف لكل قواعد العمل العسكري التقليدي ونجح حزب الله وتفوق عسكرياً في تكتيكاته، لانه غالبا ما تحصل العمليات فجراً أو عند الغروب.

4ـ عدد القتلى الكبير في صفوف الاسرائيليين يؤكد على حجم العملية، وقد منعت الرقابة الاسرائيلية نشر عدد القتلى. وهذا ما يكشف الارباك الكبير، الناتج عن سلسلة البيانات الاسرائيلية المتناقضة في عدد القتلى.

5ـ تفوق حزب الله استخباراتياً على العدو الاسرائيلي، ونفذ العملية في ظل استنفار اسرائيلي بري وبحري، وجوي شمل كل اسرائيل، بالاضافة الى السفارات في الخارج، وهذا ما يؤكد على سلامة جسم الحزب الامني ونظافته بعكس كل تسريبات البعض في الفترة الاخيرة وتحديداً بعد عملية القنيطرة واعتقال العميل شوربا.

6ـ نجح حزب الله في تشتيت جهد العدو الاسرائيلي عبر ايماءات بأن الرد سيكون من هذه المنطقة وتلك، وهذا ما جعل الاسرائيلي منذ عمليته في القنيطرة يطلق صفارات الانذار يومياً، وينقل جنوده من منطقة الى منطقة. وفي المعلومات ان العدو الاسرائيلي ينشر كتيبتين اسرائيليتين واحدة في الجولان والثانية في محيط الغجر في مزارع شبعا وهما من ضمن اللواء المنتشر في المنطقة، وكان العدو الاسرائيلي وحسب المعلومات، يضع خطة لكيفية نقل الجنود وتأمين الدعم للكتيبة الاسرائيلية في الجولان، لأنه كان يتوقع العملية من الجولان وهذا الامر يعد تفوقاً للحزب.

7ـ عمل الاسرائيلي وحسب المعلومات على جمع بقايا الصواريخ التي أُطلقت على الاليات الاسرائيلية، حيث اصاب الصاروخ الاول الآلية الاولى وتم تدميرها. وقد خلفت الصواريخ الستة التي اطلقها رجال المقاومة دماراً هائلاً في الآليات الاسرائىلية واحرقتها، ما دفع العدو الى جمع بقايا الصواريخ ليتأكد من نوعيتها وما اذا كانت من نوع “كورنيت” الروسي المتطور “أي أم” وامتلاك المقاومة لهذا النوع من الصواريخ يعتبر تطوراً بارزاً في الحرب والمواجهة، علماً أن صواريخ “كورنيت” الروسية غير المتطورة نجحت بتدمير الميركافا الاسرائيلية في حرب 2006 والتي سميت “مجزرة الميركافا” في وادي الحجير.

8ـ عندما يقول حزب الله ان الرد قادم فهو صادق بما يقول، وردّ، وهذا ما يؤكد على مصداقية المقاومة.

9ـ الموقف السياسي مما حصل في القنيطرة ورد حزب الله وصولاً الى التداعيات المتوقعة لهذا الحدث سيطرحها سماحة السيد حسن نصرالله في كلمته غداً ويحدد الموقف الحاسم تجاه هذا الموضوع.

10ـ ان حزب الله عندما قام بهذا العمل كان يأخذ بعين الاعتبار كل ردات الفعل سواء كانت الردود العسكرية الاسرائيلية او الردود السياسية التي قد تصدر من اي موقع او عاصمة، وبالتالي فان الحزب أخذ بعين الاعتبار كل الخيارات، اي اذا اراد العدو الاسرائيلي الذهاب الى الحرب، فالمقاومة جاهزة لها، واذا رضخ الاسرائيلي لقواعد الاشتباك الجديدة فالمقاومة جاهزة للتعاطي مع هذه القواعد التي رسمتها.

11ـ العملية تمت في ارض لبنانية محتلة وليست ضمن الاراضي الخاضعة لـ1701، وبالتالي فان حزب الله اخذ بعين الاعتبار مصلحة لبنان.

12ـ جرت خلال الساعات الماضية اتصالات روسية ـ اميركية ـ اوروبية على اعلى المستويات لضبط اي رد اسرائىلي، خصوصاً في ظل الاستياء الروسي والاوروبي والدولي من العملية الاسرائىلية في القنيطرة وان رد حزب الله جاء على العملية وبالتالي منع تطور الامور.

13ـ اكدت العملية ان حزب الله هو من يحدد قواعد الاشتباك وليس قادة العدو، واكدت ايضا وحدة الجبهة من الجولان الى جنوب لبنان وبالتالي فعلى العدو ان يفهم اذا ضرب في جنوب لبنان فالرد ربما قد يكون من الجولان وبالعكس. وبالتالي فان المعادلة باتت “ما قبل عملية مزارع شبعا ليس كما بعدها”.

اعلن حزب الله في بيان “رقم 1” ان مجموعة من شهداء القنيطرة الابرار في المقاومة الاسلامية قامت باستهداف موكب عسكري اسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، مؤلف من عدد من الآليات يضم ضباطاً وجنوداً صهاينة، بالاسلحة الصاروخية المناسبة، ما ادى الى تدمير عدد منها ووقوع اصابات عدة في صفوف العدو، “وما النصر الا من عند الله العزيز الجبار”.

الأخبار : تدخل دبلوماسي للتهدئة بعد تهويل على حزب الله

كتبت “الأخبار”: فور انتشار نبأ عملية المقاومة في مزارع شبعا، انهالت اتصالات على وزارة الخارجية للتأكيد على أهمية “لملمة الوضع وعدم التصعيد” بحسب مصادر في الوزارة. وتلقى وزير الخارجية جبران باسيل اتصالات من السفراء والدبلوماسيين المعتمدين في لبنان، وفي مقدمهم السفيران الأميركي ديفيد هيل والبريطاني طوم فليتشر ومنسقة الامم المتحدة سيغريد كاغ والقائد العام لليونيفيل لوتشيانو بورتولانو، فيما لوحظ غياب لافت للسفير الفرنسي باتريس باولي.

وأكّدت المصادر أن السفراء سمعوا تأكيدات بأن “لبنان لا يريد أن ينجرّ الى حرب، ولكن عليكم الاتعاظ من تجربة عدوان 2006”. وأكدت وزارة الخارجية ان “العملية انطلقت من مزارع شبعا اللبنانية المحتلّة من خارج الخط الأزرق، واستهدفت قافلة عسكرية إسرائيلية متواجدة في الأراضي اللبنانية المحتلّة خارج الخط الأزرق”، مؤكدة تمسّك لبنان بالقرار 1701 حماية له من الاعتداءات الإسرائيلية.

وعلمت “الأخبار” أن عدداً من السفراء الغربيين، من بينهم باولي، قصدوا، بعد عملية القنيطرة، مسؤولين في حزب الله، وقدموا “نصائح وتوصيات”، وكان لافتاً أن “طبيعة الأسئلة التي طرحت بإلحاح تؤكد أنها تخصّ العدو حصراً”.

وقد حاول الدبلوماسيون معرفة موقف حزب الله من عملية القنيطرة وما إذا كانت المقاومة سترد، وكيف سيكون الرد، وأين؟ كذلك كان لافتاً إطلاق “موجة تهويل” وتحذير من أن “لبنان سيدفع كلفة باهظة جراء أي رد” على الاعتداء الإسرائيلي.

وقد سمع هؤلاء موقفاً واضحاً فيه تأكيد لـ”حق المقاومة بالرد وفق ما تراه قيادتها مناسباً”. كما سمعوا أيضاً “انتقادات قاسية لسياسة الصمت التي اتبعتها الدول الغربية والأمم المتحدة، واكتفاء الأخيرة ببيان هزيل يتنافى والخرق الكبير الذي قام به العدو في القنيطرة”.

وفي السياق نفسه، قال مصدر دبلوماسي روسي لـ”الأخبار” إن وزير خارجية العدو افيغدور ليبرمان “طرح قضية عملية القنيطرة على نظيره الروسي في موسكو، ودعا الى الضغط على لبنان كي لا تتجه الأوضاع إلى المواجهة أو الانفجار”.

من جهة أخرى، كشف مصدر أمني لبناني لـ”الأخبار”، أن الأيام الماضية التي سبقت عملية المقاومة وتلت عملية القنيطرة بيومين، شهدت قيام فرق تابعة لقوات الطوارئ الدولية “بأعمال مثيرة للريبة في بعض المناطق الحساسة في الجنوب، بينها جولات في أودية كثيرة بعيدة عن نطاق عملها الفعلي على طول الخط الأزرق، وتسيير دوريات داخل بعض القرى المتاخمة لمزارع شبعا”. وأشارت الى “احتكاكات ساخنة مع أهالي هذه المناطق لم تصل أصداؤها إلى وسائل الإعلام، قبل أن يتدخل الجيش بناءً على اتصال من قيادة اليونيفل”. وبحسب المصدر الأمني، فقد “أقرت قيادة اليونيفل بعد مراجعتها بهذا الخطأ”.

البناء : عملية “المزارع” تبهر الخبراء… و”يديعوت”: نتنياهو قرّر امتصاص الضربة فضيحة بيت العنكبوت والجيش الذي لا يُقهر… زلزال لا يشعل حرباً نصرالله منتصراً غداً… و”إسرائيل” بلا شركاء حرب… وواشنطن لضبط النفس

كتبت “البناء”: السؤال الذي يربك العالم اليوم وما بعد اليوم، هو هل تلجأ “إسرائيل” إلى الحرب، أو إلى ردّ يستدعي رداً فانزلاق نحو الحرب؟

العملية النوعية الاستثنائية التي نفذتها المقاومة قبيل ظهر أمس في مزارع شبعا المحتلة، محكمة الحسابات، في درجة الألم الذي تسبّبت به لقادة كيان الاحتلال، بمثل ما جاءت محكمة الدقة والإتقان في تحقيق الإبهار تجاه درجة الإعجاز الذي نجحت المقاومة عبره في إثبات مقولة إنّ “إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت”، وإنّ المقاومة قادرة أن تجعل “الجيش الذي لا يقهر” وهو في ذروة الاستنفار أضحوكة للجيوش، كحارس مرمى ذائع الصيت، يدخل في مرماه وهو في أعلى درجات اليقظة هدف سهل ممتنع بسيط حتى العبقرية، تتدحرج الكرة بطيئة وسلسة وتمرّ من بين قدميه وتستقرّ في الشباك، وهو يقفز بهلوانياً واستعراضياً لإبراز مهاراته يميناً ويساراً كأنما ستأتيه كرة سماوية من نار وهو جاهز لالتقاطها.

من الزاوية القانونية، العملية محكمة، ردّ صاعق وساحق، لكن لا ذريعة فيه لحرب، العملية في أرض لبنانية محتلة من زاوية نظر المقاومة والدولة اللبنانية وليست قصفاً من مناطق انتشار “اليونيفيل”، ووفقاً للتصنيف “الإسرائيلي” المزارع سورية كما قال النائب جنبلاط فهي ردّ من نفس نوع عملية القنيطرة من هذه الزاوية، ومن الزاوية العملياتية العملية صفعة ترنّ لها الرؤوس وتستدير إعجاباً وتضع المقاومة في مصاف الجيوش الأشدّ احترافاً، وتسجل يوم الثامن والعشرين من الشهر الأول من العام الحالي يوماً تاريخياً لفضيحة بيت العنكبوت والجيش الذي لا يُقهر.

هل هو الردّ أم هي البداية؟

لا أحد يعلم، فالبيان استخدم صيغة الترقيم، ولم يأت على ذكر الردّ بل اكتفى باستعمال اسم “مجموعة شهداء القنيطرة”، ومن الممكن أن تكون العملية جزءاً من ردّ أو تكون الردّ دفعة واحدة، أو أن تكون تمهيداً لردّ لم يتمّ بعد.

“إسرائيل” ضائعة في التحليل، وضائعة في تقدير الموقف، كما هي ضائعة في كيفية التصرف، فالمقاومة مرتاحة للمواقف اللبنانية، بما فيها مواقف الأطراف التي اكتفت بالدعوة إلى عدم التورّط في حرب، من دون أن تتهم حزب الله بالسعي إلى ذلك، أو بفعل ذلك، كما كان دأبها في ما هو أقلّ من هذه العملية، و”إسرائيل” لا تجد من يعلن أنها طليقة اليدين وتملك “حق الردّ” باسم اللازمة التقليدية بـ”الحق المشروع في الدفاع عن النفس”، من واشنطن إلى باريس الدعوات متطابقة لضبط النفس وصولاً إلى مجلس الأمن، والوضع خطير لكنه لا يستحق الذهاب إلى الحرب كما جاء في الموقف الأميركي.

“إسرائيل” مهّدت لردود بسلاح الجو، واستثنت العمل البري، في موقف لافت، لا تفسّره ذريعة الحرص على قوات “اليونيفيل”، التي اجتاحتها “إسرائيل” في عام 1982، وقصفت المدنيين أطفالاً ونساء في مواقع يحرسها “اليونيفيل” في عام 1996 في مجزرة قانا.

الردّ البري يفتح الباب لمرحلة الجليل وما بعد الجليل وفقاً لما تراه “إسرائيل” ترجمة لمعادلات قائد المقاومة في إطلالته الأخيرة، والردّ الجوي يعني رداً صاروخياً كما يقول خبراء “إسرائيليون”، مطاراتكم مقابل مطاراتنا، وكهرباؤكم مقابل كهربائنا، ومدنكم وجسوركم مقابل المدن والجسور.

ماذا ستفعل “إسرائيل” هو السؤال الذي لا يملك قادتها جواباً وافياً عليه، فتجرّع سمّ الهزيمة يعني سقوط أهداف عملية القنيطرة بالقول إنّ اللعبة لم تنته بعد رداً على كلام السيد حسن نصرالله بأنّ اللعبة انتهت في المنطقة، والتأقلم مع العملية ثبوت لنهاية اللعبة فيما يد المقاومة هي العليا، وأنّ مَن مع المقاومة في محور المقاومة هم أصحاب التسديدة الأخيرة في ملعب المنطقة.

تابعت الصحيفة، فبعد حوالى عشرة أيام على العدوان “الإسرائيلي” على القنيطرة السورية والذي أدى إلى استشهاد ستة من كوادر حزب الله وجنرال إيراني، وقبل احتفال تأبينهم المقرر غداً الجمعة، نفذت المقاومة عملية احترافية مدروسة بدقة من النواحي الأمنية والعسكرية والسياسية، ضد موكب عسكري “إسرائيلي” وأدت إلى سقوط أكثر من عشرة قتلى من العدو بينهم قائد سرية، فضلاً عن احتراق 9 آليات عسكرية.

وسارع حزب الله إلى الإعلان في بيان أنه “عند الساعة 11.25 من صباح هذا اليوم أمس ، قامت مجموعة شهداء القنيطرة الأبرار في المقاومة الإسلامية باستهداف موكب عسكري إسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، مؤلف من عدد من الآليات، ويضمّ ضباطاً وجنوداً صهاينة، بالأسلحة الصاروخية المناسبة ما أدّى إلى تدمير عدد منها ووقوع إصابات عدة في صفوف العدو”. فيما أفيد أنّ الموكب كان يعبر طريقاً في محاذاة السياج الحدودي بعد قرية العباسية وتحديداً عند منعطف صعوداً باتجاه مزرعة بسطرا في شبعا المحتلة شرق ثكنة المجيدية.

النهار : ساعات من شبح 2006 ومسارعة دولية إلى الاحتواء “حزب الله” يردّ في شبعا… ضمن “قواعد الاشتباك”

كتبت “النهار”: هل يؤدي توازن الرعب والربح والخسارة بين ضربة القنيطرة والرد عليها بضربة مزارع شبعا الى اعادة النصاب الى “ستاتيكو” الاستقرار الذي كان سائدا منذ عام 2006 في الجنوب، ام ان ما جرى يضع لبنان امام واقع تصاعد التوتر جرعة اثر جرعة بما ينذر بانفجار حرب شاملة في لحظة غير محسوبة؟

الواقع ان رد “حزب الله ” امس في مزارع شبعا على عملية القنيطرة التي نفذتها اسرائيل قبل عشرة أيام وقتل فيها ستة من كوادر الحزب وأحد القادة العسكريين للحرس الثوري الايراني استتبع معطيات ميدانية واجواء شديدة الخطورة ساعات عدة بعد العملية بدت معها المنطقة الحدودية في الجنوب ومناطق شمال اسرائيل على مشارف استعادة سيناريو اشتعال شرارة حرب 2006 . ذلك ان الحزب الذي سيطل أمينه العام السيد حسن نصرالله غدا بكلمته الاولى بعد عملية القنيطرة استبق هذه الاطلالة برد على الضربة الاسرائيلية فاجأ معظم المراقبين والمعنيين بمكانه وليس بتوقيته باعتبار ان مجمل المعطيات كان يشير الى ان الحزب سيرد في وقت وشيك ولكن من خارج الاراضي اللبنانية. بيد أن الحزب استهدف قافلة عسكرية اسرائيلية من تسع عربات في مزارع شبعا وقصفها بستة صواريخ من طراز “كورنيت” المضادة للدروع والموجهة الكترونيا الامر الذي ادى الى مقتل ضابط وجندي وجرح سبعة آخرين في صفوف القافلة. وأكدت قيادة القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان “اليونيفيل” انها رصدت اطلاق ستة صواريخ نحو اسرائيل من محيط عام منطقة الوزاني شمال الميسات في منطقة عملياتها.

ورد الجيش الاسرائيلي بقصف مناطق كفرشوبا والمجيدية وحلتا والعرقوب بما يفوق الخمسين قذيفة ونجم عن ذلك مقتل جندي اسباني ضمن الكتيبة الاسبانية في قوة “اليونيفيل”. وهدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على الاثر “بتكرار تجربة غزة في لبنان”، مشددا على ان الجيش الاسرائيلي “على أتم الاستعداد للتعامل مع الاوضاع الامنية على كل الجبهات وبكل قوة”.

وبدا واضحا ان رد الحزب في مزارع شبعا حصرا استهدف تحقيق توازن الردع ضمن تبادل الضربات التي لا تشعل حربا شاملة اذ ان منطقة المزارع المحتلة لا تزال ضمن قواعد الاشتباك منذ 2006 ورد الحزب ادرج ضمن التزامه هذه القواعد. كما ان المعلومات افادت ان الحزب ابلغ اسرائيل عبر الامم المتحدة انه يكتفي بالرد اذا لم تصعد الدولة العبرية الوضع فيما بدا في المقابل ان اسرائيل لن تذهب الى اشعال حرب شاملة وفق توقيت الحزب ومن ورائه ايران.

المستقبل : سلام يتمسك بالقرار 1701 وجنبلاط يعتبر أنّ عملية شبعا “تمّت في أراضٍ سورية” إيران تثأر لـ”دادي” من لبنان

كتبت “المستقبل” : من الجولان السوري إلى الجنوب اللبناني، كلُّ الدروب تؤدي إلى “طواحين” الطموحات الإيرانية وإن تعددت المسالك والأدوات. بالأمس لم يكن أمام “حزب الله” خيار آخر سوى الامتثال لمأمورية صادرة من طهران قضت تحت عنوان “البيان رقم 1” بالثأر لمقتل جنرالها محمد علي الله دادي في الغارة الجولانية من الجبهة اللبنانية، فاقتصر دور الحزب على تشكيل “مجموعة شهداء القنيطرة” والضغط على زناد التنفيذ مستهدفاً موكباً عسكرياً إسرائيلياً في مزارع شبعا “بالأسلحة الصاروخية المناسبة”.. واضعاً نفسه واللبنانيين مجدداً في فوهة “المغامرات” التي تبدأ بشعارات شعبوية من نوع “البادئ أظلم” وتنتهي بانتصارات وهمية من نوع “لو كنتُ أعلم”.

اللواء : عودة إلى “توازن الردع”: إسرائيل وحزب الله يستبعدان الثالثة نتنياهو يهدّد لبنان وسوريا وإيران ب “دفع الثمن” .. ومجلس الأمن لإلتزام القرار 1701

كتبت “اللواء”: ردّ “حزب الله” في مزارع شبعا المحتلة، على اعتداء القنيطرة، فقتل قائد سرية في لواء غفعاتي الرائد يوحاي كلينغر والعريف نيني من شيتوليم، باعتراف الجيش الإسرائيلي الذي قال في بيان له بعد العملية، وفي مضي بضع ساعات، ان صاروخاً مضاداً للدبابات من نوع “كورنيت” الروسية الصنع، أدى إلى مقتل الجنديين وإصابة سبعة آخرين بجروح.

والصاروخ لم يكن وحيداً، بل كان من مجموعة ستة صواريخ استهدفت القافلة العسكرية الإسرائيلية بعد زرع عبوات ناسفة في بركة النقار.

ومنذ ان أعلن حزب الله في البيان الذي حمل الرقم 1 عن تبنيه للعملية، حيث أشار إلى “استهداف الموكب العسكري الاسرائيلي المؤلف من عدد من الآليات، وفيه ضباط وجنود صهاينة، مما أدى إلى تدمير بعضها ووقوع اصابات عدّة في صفوف العدو”، حتى تغير الموقف في لبنان وإسرائيل والدول المجاورة، ونشطت الاتصالات لضبط الوضع، ومنع انهياره إلى حرب شاملة، وفق تكهنات متعددة المقاربات وحسابات الربح والخسارة في مرحلة بالغة الحساسية في الشرق الأوسط.

الجمهورية : سخونة تلفّ حدود لبنان من أقصاه إلى أقصاه ومجلس الأمن يلتئم

كتبت “الجمهورية”: خطفَت عملية شبعا التي نفّذها “حزب الله” ضدّ قافلة إسرائيلية كلّ الأضواء السياسية بفعل المخاوف من تطوّر المواجهة إلى حرب إقليمية مفتوحة تعيد استنساخ تجربة تمّوز 2006 بصيغة كانون الثاني 2015. ولكن ما قلّل من تلك المخاوف ثلاثة اعتبارات: الاعتبار الأوّل، هو أنّ “حزب الله” لم يكن المبادر في المواجهة مع إسرائيل، بل هو في موقع ردّ الفعل على الفعل الإسرائيلي في القنيطرة، وبالتالي كان من المتوقع في إطار المواجهة الأمنية المفتوحة بينهما أن يردّ الحزب الذي لم يكن بإمكانه تجاهل عملية القنيطرة. الاعتبار الثاني يتصل بجغرافية العملية من خلال مزارع شبعا، حيث إنّ “حزب الله” لم يتجاوز بهذا المعنى القرار 1701، بل نفّذَ عمليته ضمن منطقة اشتباك طبيعية قاطعاً عبرَها الطريق على أيّ تأويلات، ومظلّلاً نفسَه بالبيان الوزاري وحقَّه بتحرير أرض محتلة. الاعتبار الثالث، هو أنّه لا يُفترَض بإسرائيل أن تتذرّع بعملية “حزب الله” للذهاب نحو حرب إقليمية، لأنّ ما حصل لا يخرج عن سياق الردّ. وفي هذا الوقت تسارعَت الاتصالات من أجل احتواء الوضع ولجمِ التصعيد والتوتّر، فتلقّى لبنان مزيداً من الضمانات والتطمينات بأنّ ما حصل قد توقّفَ عند حدود ما سجَّلته الاعتداءات الإسرائيلية من أعمال قصف طاوَلت المدَنيين في القرى الجنوبية، إلّا أنّ لبنان دخل مع عملية شبعا في مرحلة جديدة حوّلت كلّ الحدود اللبنانية إلى حدود ساخنة في مواجهة مع الإرهابيين والإسرائيليين معاً.

قفزَ الوضع في الجنوب الى الواجهة، وأضحى الترقّب سيّد الموقف بعد العملية التي نفّذها “حزب الله” في مزارع شبعا المحتلة ضد موكب عسكري لإسرائيل التي اقرّت بمقتل جنديين لها، احدهما قائد سرية، وجرح سبعة آخرين، وردّت بقصف مناطق في الجنوب، فيما سقط لـ”اليونيفيل” شهيد من الكتيبة الاسبانية خلال تبادل لإطلاق النار بين اسرائيل والحزب.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى