هزيمة داعش صفعة للأميركي
غالب قنديل
الخروج الأميركي والصهيوني إلى المسرح مباشرة وبقوة غير مسبوقة منذ سبع سنوات عبر موجات التهديد وسيناريوهات الحرائق الكبرى هو نتيجة مباشرة لسقوط خطة القيادة من الخلف التي حركتها الولايات المتحدة ودول الناتو لاسيما بريطانيا وفرنسا بالشراكة مع الكيان الصهيوني والحكومات التابعة في السعودية وقطر وتركيا والأردن عبر شبكة التنظيمات القاعدية وصولا إلى طفرة داعش الشهيرة قبل سنوات وقد كان التخطيط الأميركي الصهيوني يقوم على توليد استقطاب مذهبي خطير يطلق عنفا اهليا مدمرا انطلاقا من العراق وسورية ولبنان ويشعل حروبا لا تتوقف في العالم الإسلامي وفي الشرق العربي ومن بين الأهداف المرسومة تهجير مسيحيي الشرق العربي واقتلاعهم بمذابح التكفيريين وملاقاة ذلك بسيل إغراءات الهجرة نحو الغرب التي بلغت حد التحول إلى خطاب رسمي على لسان الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي خلال استقباله لبطريرك انطاكيا الماروني بشارة الراعي.
عتبة الانتصار كانت كسب معركة الوعي المبكر للمخطط الأميركي التي خاضها محور المقاومة بجميع رموزه في الشرق العربي يتقدمهم الرئيس بشار الأسد والسيد حسن نصرالله والرئيسان نبيه بري وميشال عون وقادة وطنيون آخرون من رموز محور المقاومة اللبناني اولهم الرئيس سليم الحص وحشد من الشخصيات السياسية والروحية السنية التي حاصرت المتورطين في الخطة المعادية عندما حاولوا تحويل لبنان إلى منصة لأوكار التكفير والإرهاب بالإيعاز الغربي وبالمال الخليجي.
في لبنان منعت قوى الثامن آذار بتحالفها العريض جميع محالات إشعال حرائق الفتنة وكان انتقال حزب الله إلى المبادرة الهجومية بالشراكة مع الجيش اللبناني في القتال ضد عصابات التكفير على الحدود وتحرك الحزب المنسق مع الدولة السورية وقواتها المسلحة داخل سورية مفصلا نوعيا سيج لبنان وحماه وقطع أوصال اخطبوط الإرهاب والتكفير ومن ثم أرغم المتورطين على إعادة الحساب وتعديل السلوك وممارسة تكيف سياسي لصالح اولوية التصدي للإرهاب كانت إطاره الفعلي حكومة الرئيس تمام سلام.
في سورية تمكنت الدولة الوطنية بفطنة ووعي الرئيس الأسد وأركانه من تحصين الوحدة الشعبية وتم كسرمخطط التمزيق البشع الذي انطلق بمذابح وحشية وأعمال قتل جماعي لاستدراج ردود فعل عنيفة تعطي ما يجري صفة الحرب الأهلية بدلا من حقيقة العدوان الاستعماري والحرب بالوكالة ضد الدولة والجيش والشعب.
انتصرت سورية بصمودها وأحبطت المخطط العدواني ومنعت وحش داعش والقاعدة بيافطاته المتعددة الكاذبة والمضللة من التجذر والاستيطان بمعركة سياسية إعلامية هجومية شرسة وبسلوكيات حكيمة ورشيدة اتبعتها الدولة في مواكبة إنجازات الجيش العربي السوري الميدانية وبقوة اندفاع نوعية شرعت تغير التوازنات العسكرية والسياسية.
فشل التكفير في سورية ولبنان كان موازيا لنهوض وعي شعبي عراقي عابر للطوائف في وجه التوحش والإرهاب الداعشي الذي استهدف بالقتل والإبادة سائر العراقيين وطالت جرائمه رجال دين ووجهاء من الطائفة السنية قبل سواهم وشكلت مبادرات عديدة سياسية وشعبية سعيا في الاتجاه الصحيح لحرمان داعش من فرص التجذر بعدما اكتسحت مناطق عديدة مستغلة اخطاء جسيمة ارتكبتها السلطات العراقية منذ تكونها في حضن المحتل الأميركي بالشراكة مع تنظيم الأخوان وشخصيات عميلة عديدة من جميع الطوائف ركب بعضها موجة داعش بأكثر من وسيلة ابتزاز وضغط وبدعم تركي خليجي.
الدعم الإيراني الكبير للقوى الرسمية والشعبية المقاتلة ضد وحش الإرهاب التكفيري والشراكة السورية الوثيقة مع إيران وروسيا كانا من عناصر القوة الحاسمة لاسيما منذ الانخراط الروسي العسكري في المعركة السورية المصيرية التي يقودها الرئيس الأسد.
اليوم باتت المنطقة بأسرها على أبواب تحولات كبرى ستحسم الصراع بالقضاء على وحش التكفير الذي يتبدد في جغرافية المنطقة ويندحر امام الجنود والمقاومين البواسل وبفاعلية توازن القوى الدولي والإقليمي الذي صنعه محور المقاومة والشريك الروسي الكبير والصادق.
لائحة المهام الباقية لإعلان النصر طويلة بدءا من كسر حواجز العرقلة الأميركية الصهيونية والتحسب لأسوأ الحروب العدوانية والمؤامرات المعادية وصولا إلى الكثير الكثير من الجهود والتضحيات المستحقة في جميع مستويات الصراع انتهاءا بالحلقات الباقية من عملية مطاردة نزعة التكفير بجميع تعبيراتها وتحصين الوعي الشعبي والوحدة الوطنية.