ليس لدى إدارة ترامب اي فكرة أو خطة لمعالجة الوضع: ران أدليست
بعد أن خاب ظن اليمين بترامب على أنه لم يصدر على الفور تراخيص بناء في أرجاء الضفة الغربية، لم ينقل السفارة ولم يعبر عن التفهم لضم المناطق، حان دور اليسار ليخيب ظنه من مبادرة السلام لرجل الاعمال، الذي في رؤية عقارية كان يفترض به أن يجري اعادة تقسيم للارض بيننا وبين الفلسطينيين ويجلب السلام لجنودنا والسكينة لقصورنا .
احيانا، حين يقف انسان عادي دهشا أمام قصص ترامب وشركاه، لا يكون له مفر غير أن يسأل نفسه: كم يمكن لهذا الرجل وفريقه المقرب (ابنته ايفانكا ترامب وصهره جارلد كوشنير ومستشاره ستيفان بانون)، ان يكونوا أغبياء؟ احدى الافكار العبقرية الاخيرة، الخدع واحدة – واحدة كانت “عقد قمة للزعماء العرب في واشنطن” على خلفية الازمة القطرية وبهدف تسوية النزاع بين دول الخليج ومكافحة “التطرف الاسلامي”. واحد الامور التي من شأنها ان تطرح هناك على البحث هو الحرب في سوريا. واحدى المسائل هي مثلا ماذا يعني “جمع العرب في واشنطن؟” تكافح واشنطن هذه الايام في سوريا ضد روسيا على السيطرة في مناطق اساسية على حدود العراق، الاردن واسرائيل. هل فكر أحد ما لالفية الثانية بان الطرف الآخر، الشيعي، سيصل الى واشنطن ليلعب السيرك برعاية البيت الابيض؟ ان يوافق بوتين على أن يستولي ترامب على الحرب التي استثمر فيها غير قليل من المال (الضحايا على ما يبدو لا يعنون الرجلين على نحو خاص)؟ يمكن لترامب بالتأكيد أن يدعو دول المحور السني بل ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للجلوس معا والاتفاق على امور متعلقة تماما بالطرف الاخر، وليس كل هذا الفعل اكثر من فعفتتة ادارة ليس لديها اي فكرة (خطة استراتيجية) في معالجة الوضع.
ومقارنة بالبيت الابيض، الذي ليس لديه خطة حقيقية في اي موضوع، لاسرائيل بالتأكيد توجد خطة استراتيجية. فقبل بضعة ايام، ردا على تسلل النار في شمال هضبة الجولان، هاجم سلاح الجو اهدافا للجيش السوري في الشمال. واذهب لتعرف ماذا حصل هناك بالضبط. فهل النار السورية “تسللت” أم في هذه المناسبة التي سمعت فيها انفجارات في المنطقة، اوقعت اسرائيل حدثا مشجعا (استفزازا بالعبرية الدارجة)، برعايته ساعدنا حلفائنا ضد الجيش السوري؟
كما أننا، في صالح التسوية السياسية بالطبع، نساعد حليفنا للحظة، ابو مازن، بالضغط على حماس في غزة على حساب بؤساء القطاع. وبالتوازي وصل الى هنا على عجل كوشنير وجيسون غرينبلت، ممثل ترامب، في زيارة عاجلة هاذية. فقد تبادلا الأراء مع نتنياهو وسافرا الى رام الله يحملان صفحة رسائله: وقف الدفعات لعائلات المخربين، وقف التحريض والسؤال لماذا لم يجلب ابو مازن العملية في باب العمود. ابو مازن سمع، والناطقون بلسانه قالوا: “خسارة على الوقت”. وعلى سؤال لماذا هو غير مستعد للقاء مع السفير ديفيد فريدمان، اجابوا في المقاطعة ان فريدمان مؤيد للمستوطنات. وفي الغداة عاد الرجلان، اللذان ليس لهما اي فكرة عما يجيبان وعما يسألان الى واشنطن (أليس خسارة على الوقود؟) كي “يطلعا الرئيس ترامب، وزير الخارجية ريكس تلرسون، ومستشار الامن القومي ه. رمكمسترا”. وعلم من البيت الأبيض بانهم “سيجرون بحثا بالخطوات التالية للإدارة في المسيرة السلمية”. بكلمات أخرى: المسيرة تنازع الحياة على الرصيف وتنتظر رصاصة الخلاص التي تؤكد القتل.
معاريف