بقلم غالب قنديل

المحور الذي صمد توسع وسينتصر

غالب قنديل

الكلمة التي يلقيها قائد المقاومة السيد حسن نصرالله سنويا في احتفال يوم القدس العالمي الذي ينظمه حزب الله تمثل دائما محطة متجددة سياسية وتعبوية وتنويرية محورها قضية فلسطين التي تتعرض منذ عقود إلى عمل منظم لتصفيتها وطمسها ودفعها بعيدا عن اهتمام الرأي العام العربي وعن وجدانه ووعيه الجمعي لكن خطاب السيد هذه السنة كان تقريرا شاملا عن محور المقاومة انطلاقا من فلسطين.

أولا ينطلق قائد المقاومة من الحقيقة العلمية التي اكدتها التجارب وهي ان فلسطين هي محور حاسم في الصراع الذي تخوضه شعوب المنطقة وبلدانها ضد هيمنة الحلف الاستعماري الصهيوني الرجعي وقد تضمنت كلمة السيد هذه السنة عرضا إجماليا لمسارات النضال الذي يخوضه ما عرف بمحور المقاومة في المنطقة ضد الغزوة الاستعمارية الصهيونية الرجعية التي انطلقت لتنشيط العمل على تصفية قضية فلسطين بعد هزائم الكيان الصهيوني المتلاحقة ولتكريس تسويات تتكفل بتثبيت الهيمنة الغربية الصهيونية على الشرق الهدف الذي سعت إليه الولايات المتحدة منذ حوالي نصف قرن وهو أشار إلى ارتباط الحروب والمؤامرات التي تستهدف اطراف هذا المحوربالغاية المركزية وهي فرض الاستسلام للهيمنة وتكريس الاعتراف بالكيان الصهيوني والتخلص من حركات المقاومة.

ثانيا  حقائق الصراع جميعها تؤكد مركزية قضية تحرير فلسطين وارتباطها العضوي بكل ما تعيشه المنطقة من اهوال سواء عبر إطلاق التوحش التكفيري وإرهابه الدموي لخوض حروب بالوكالة يقودها الأميركيون من الخلف او من خلال الغزو العسكري المباشر وما استهداف الدولة السورية الوطنية المقاومة وإيران سوى دليل عملي على تلك الحقيقة وهتان الدولتان ساهمتا منذ عقود في احتضان ودعم حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية واستنزاف العدو الصهيوني ويعود لسورية الفضل الرئيسي في منع قيام واقع عربي رسمي يكرس تصفية قضية فلسطين فمن غير توقيع دمشق لايمكن تحقيق تلك الغاية وهذا ما اعتبره السيد نصرالله الهدف المركزي في الحرب على سورية والأدلة اكثر من ان تعد او تحصى أبسطها الدور الصهيوني المباشر في تلك الحرب وأدلها حجم التآمر العربي الرجعي ضد سورية بتوجيه اميركي صهيوني.

ثالثا  بواقعية وتواضع قدم السيد نصرالله عرضا لعلامات الصمود التي تؤكد ان محور المقاومة صمد وأفشل الخطط المعادية وشرع ينتقل إلى الهجوم المعاكس وهذا ما تبينه مؤشرات التحولات الميدانية في سورية ووقائع الصعود الإيراني وتقهقر عصابات الإرهاب والتكفير في سورية والعراق امام الإرادة الشعبية والتصميم على القتال وحيث لعب الدعم الإيراني دورا حاسما ومهما في سياق التصدي للتكفير الإرهابي الذي شدد السيد على مصدره السعودي عقائديا وسياسيا وهي حقيقة يعترف بها شركاء المملكة في تصنيع القاعدة وداعش من المسؤولين الأميركيين وأهم الاعترافات صدرت كما نوه قائد المقاومة عن الرئيس الأميركي نفسه عندما كان مرشحا رئاسيا.

رابعا   في حصيلة التقرير السنوي أن محور المقاومة صمد ويتقدم إلى انتصارات كبرى وهو تمدد بدلا من التراجع والتقهقر ويزداد قوة وصلابة عكس ما هدف إليه المخططون الأميركيون والصهاينة.

تلك هي الحقيقة الساطعة التي زفها خطاب السيد نصرالله بكل وضوح من خلال التحولات العراقية واليمينة وحيث قضية فلسطين عنوان حاسم لالتزام قطاعات شعبية عريضة رفعت أعلام فلسطين وخرجت في مسيرات الاحتفال بيوم القدس والتعبير العملي عن ذلك ساقه السيد في خلاصة مهمة وهي انه في وجه أي حرب صهيونية محتملة على سورية او لبنان قد تفتح اجواء المنطقة لعشرات آلاف المقاتلين من اليمن والعراق وإيران وأفغانستان وباكستان وهذه رسالة ردعية ذات مغزى للكيان الصهيوني وللولايات المتحدة والحكومات الرجعية التابعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى