ترامب يركز على الإرهاب: موشيه آرنس
كل إسرائيلي يستطيع أن يتضامن مع رغبة الرئيس دونالد ترامب من اجل القضاء على الإرهاب. هناك من لا يتفقون مع سياسته في مجالات مختلفة، وهناك الذين ما زالوا ينتظرون لرؤية ما هي نواياه بالفعل، لكن في مسألة الحرب ضد الإرهاب، فإن الإسرائيليين يقفون إلى جانبه .
دفع الإسرائيليون الثمن الاصعب في المعركة ضد الإرهاب. تم اختطاف طائرات إسرائيلية، هوجمت مدن وبلدات إسرائيلية بالصواريخ، قُتل الرياضيون، المطاعم وأماكن الترفيه تم تفجيرها، مواطنون إسرائيليون تم استهدافهم من قبل الإرهابيين. ومع مرور السنين بدأت دول اخرى ايضا تعاني من الإرهاب الموجه ضد مواطنيها. قتل مدنيون في نيويورك ومدريد وباريس ولندن وقائمة طويلة من المدن في ارجاء العالم. أصبحت إسرائيل عضوا في أسرة الشعوب التي تم استهدافها من قبل الإرهابيين. الكثيرون يتوجهون اليها طالبين مساعدتها في الحرب ضد الإرهاب.
على مدى السنين كان الإرهاب ضد إسرائيل في نظر العالم يختلف عما يحدث في دول اخرى، أكثر تفهما. خاطفو الحافلات والطائرات والإرهابيون الانتحاريون وصفوا بأنهم مقاتلين من اجل الحرية، يقاتلون من اجل حرية فلسطين مستخدمين السلاح الوحيد الذي يملكونه: استهداف المدنيين، الهدف السهل.
ترامب قال ما هو مفروغ منه: كل عمل إرهابي هو عمل شيطاني، ويجب القضاء على كل إرهاب. لا يوجد سبب يبرر قتل المدنيين الابرياء. لا فرق بين هجوم على ابراج التوائم في نيويورك وإطلاق النار على المدنيين في شوارع لندن أو عمل مخرب منتحر في مطعم في تل ابيب.
القاعدة، داعش، حزب الله وحماس هي منظمات إرهابية، قال ترامب، ولم يبق لنا سوى أن نرد بالتصفيق. عندما يقول إن إيران هي دولة داعمة للإرهاب، فلا حاجة لتذكير الإسرائيليين بأنهم كانوا ضحايا ذلك الإرهاب. وقفت إيران من وراء العمليات في السفارة وفي مركز الجالية اليهودية في بوينس آيريس. مقاتلو حزب الله يتدربون ويتسلحون ويمولون من إيران، ويحصلون على الأوامر من طهران. إيران تؤيد بشار الاسد في حربه ضد داعش. الحديث يدور عن إرهابيين يحاربون إرهابيين. الاسد الذي يزعم أنه يحارب الإرهاب، مسؤول عن موت نصف مليون مواطن. الشرق الاوسط تحول إلى ساحة معركة بين انواع كثيرة من الإرهاب، وإسرائيل وجدت نفسها في المركز.
ترامب قال لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس: حارب الإرهاب، توقف عن دعم عائلات المخربين الموجودين في السجون، توقف عن مباركة المخربين. وعباس لديه مشكلة.
ليس جميع الفلسطينيين مخربين. الكثيرون منهم مثل عباس استنتجوا أن الاعمال الإرهابية لا تخدم الشعب الفلسطيني ونضاله. ورغم ذلك يحظى الإرهاب بالتأييد في اوساط الشعب الفلسطيني. طرق عمل الإرهابيين في ارجاء العالم ـ تفجير الطائرات، مخربون انتحاريون، طعن مواطنين، دهس ـ هي اختراعات مخربين فلسطينيين. الاختراعات الخاصة بهذه الاعمال الظلامية مسجلة على اسمهم.
ربما يعتقد ترامب أن عباس وافق على وقف اعطاء الاموال لعائلات المخربين الذين أدينوا، ووزير الخارجية الأمريكية ريكس تلرسون أعلن عن ذلك، لكن السلطة الفلسطينية نفت هذا الامر. يمكن أن ترامب قادر على اقناع عباس بأن مسار السلام مع إسرائيل يمر عن طريق وقف الاعمال الإرهابية ضد إسرائيل. لن يكون سلام بين إسرائيل والفلسطينيين طالما استمر الإرهاب. وخلافا لبراك اوباما، يبدو أن ترامب أدرك ذلك. ويمكن أن عباس ايضا أدرك ذلك، لكنه لا يستطيع القضاء على الإرهاب الفلسطيني. ولا يبدو أنه سيكون شريكا في السلام مع إسرائيل.
هآرتس