مقالات مختارة

المفتاح في السعودية: ابراهام بن تسفي

 

بعيدا عن الاضواء، وبعد أن تراجع الاهتمام السياسي والاعلامي بالشرق الاوسط إلى اماكن اخرى في اعقاب زيارة الرئيس ترامب في الرياض والقدس، تستمر المحاولات الأمريكية لاعادة تحريك العملية السياسية في المسار الإسرائيلي الفلسطيني .

تعبير بارز عن التصميم لاقتحام الجمود ووضع مباديء اساسية متفق عليها بين الاطراف تؤدي إلى التقدم التدريجي نحو الحل، يمكن ملاحظته في قدوم شخصين من مستشاري الرئيس إلى المنطقة، غراد كوشنر وجيسون غرينبلت.

رغم أنه في المرحلة الحالية يبدو أن الوصفة السحرية التي ستؤدي إلى الاتفاق على هذه المباديء ما زالت بعيدة عن التحقق، إلا أن هناك حقيقة واضحة: في الوقت الذي اعتبرت فيه ادارة اوباما منذ بداية طريقها أن الحل الدائم هو شرط مبدئي وخشبة قفز ضرورية من اجل الوصول إلى «شرق اوسط جديد» برعاية الولايات المتحدة، فإن الادارة الجديدة لا تعتبر أن هذه الجبهة هي أساس كل شيء. بل على العكس، في نظر الادارة الحالية الحديث يدور عن لبنة واحدة فقط داخل مبنى اقليمي واسع يريد ترامب تشكيله وخلق الاستقرار فيه مع منح الاولوية في هذا الاطار لمكانة الخط السعودي وليس الفلسطيني. حقيقة أن المملكة السعودية التي تشعر بالتهديد بسبب ازدياد قوة إيران في اعقاب «اتفاق فيينا» جعلتها تترك سياسة المصالحة التقليدية مع الدول والجهات الراديكالية والصعود إلى مسار الكبح والاستيعاب، الامر الذي يفتح أمام واشنطن نافذة واسعة للفرص.

القوة التي تعكسها الادارة الأمريكية الآن والتي تناقض صورة ضعف اوباما والاستعداد لمنح السعودية سلاحا متقدما بشكل غير مسبوق، كل ذلك يمنح ترامب الآن هوامش واسعة للمناورة والتأثير تجاه الرياض. من هذه الناحية، مفتاح التقدم في المسار الفلسطيني لا يوجد في القدس أو في رام الله، بل في العاصمة السعودية. خروج السعودية من الخزانة واستعدادها لادارة ظهرها علنا لإيران وحلفائها يُمكن الرئيس من مطالبة السعودية بالقيام بخطوات لبناء الثقة مع إسرائيل.

بالتوازي، أتباع الرئيس الذين يصممون الآن على الوقوف وجها لوجه أمام التهديد الذي تتسبب به حركات مثل حماس، يتوقعون من السعودية استخدام الضغط على رام الله من اجل تليين المواقف، والمساعدة ايضا في تحقيق الاتفاق. واذا كان هذا هو ميزان الفرص والمخاطرة، فإن هدف زيارة كوشنر وغرينبلت هو معرفة الخطوات التي تستعد إسرائيل للمبادرة اليها مقابل خطوات الفلسطينيين تجاه إسرائيل. وتجدر الاشارة إلى أن الحديث يدور عن صيغة متعددة المراحل دون محاولة اقتلاع جذور الصراع المتواصل أو فرض الحل على الاطراف. وبدل ذلك سيسعى الرئيس الأمريكي إلى حل المسائل الأقل خلافية، وخلق نوع من الاستقرار النسبي في محيط مشتعل ومشبع بالعنف.

إسرائيل اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى