نيويورك تايمز: حصار قطر لا يهدد بحرب
قال خبير بالأزمات الدولية إنه رغم الخطاب الحاد والحصار القاسي ضد دولة قطر من جيرانها فإن التوتر بمنطقة الخليج لا يهدد بحرب جديدة في منطقة مشحونة بالنزاعات .
وأوضح مدير مجموعة الأزمات الدولية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جوست هلترمان في مقال له بصحيفة نيويورك تايمز أن الخلاف بين السعودية ودولة الإمارات من جانب وقطر من جانب آخر ليس وليد اليوم ولم تحدث أي وقائع جديدة لتغييره، وما تغيّر هو فقط الفرصة التي وجدتها جارتا قطر بقدوم صديق جديد لهما في البيت الأبيض.
وأشار إلى أن القضيتين المعلنتين اللتين تقول السعودية والإمارات إنهما تريدان قطر أن تتعاون معهما لمواجهتهما هما التهديد الإيراني والإخوان المسلمين.
والتهديدات السعودية الإمارتية لقطر، وفقا لرأي هلترمان، تمكنهما من الحصول على تعديلات في سلوك قطر، لكن الضعف العسكري “المتأصل” في السعودية والإمارات واختلاف أولوياتهما وتحالفاتهما مع الآخرين ستعمل ضد المزيد من التصعيد ضد الدوحة.
ومضى هلترمان ليقول إن قطر لم تخالف السعودية في سياستها تجاه إيران، بل وقفت مع السعودية ضد إيران في اليمن، لكنها وسلطنة عمان والكويت حافظت على علاقات ودية بطهران.
وأكد أن قطر يجب ألا تقلق كثيرا لأن “المشاجرة” الحالية لن تفلت من السيطرة بسبب أن السعودية والإمارات لهما مصالح متعارضة في حصارهما لها. فالإمارات ليست حريصة على معاداة إيران كما السعودية، والأخيرة ليست حريصة على معاداة الإخوان المسلمين كما الإمارات بل تتعاون معهم في اليمن.
وقال إن الإمارات لا يُعرف لها عداء لطهران بل لا تزال مستمرة في ترحيبها الحار بقدوم رجال الأعمال والمستثمرين والمواطنين الإيرانيين -في حين تحظر دخول القطريين- لكنها متشددة ضد الإخوان المسلمين، إذ ظلت تسجنهم في الداخل وتحاربهم في الخارج خاصة في ليبيا واليمن وتونس.
وقال هلترمان أيضا إن هذا النزاع سيثبت أنه ليس أكثر من عاصفة في فنجان. وأن ما أظهره كعاصفة هو مكان حدوثه -الخليج- وهي منطقة حتى اسمها يثير الخلاف، وأي حركة خاطئة وأي سوء فهم لأي محادثة وأي سوء قراءة لأي إشارة يمكنها إطلاق قوى لا تتوقف لتضر بمصالح السعودية والإمارات ضررا أكثر مما تحلم الدوحة بإيقاعه على خصميها لو سعت له بنفسها.
واختتم بأن المطلوب حاليا هو أن تقوم الكويت وسلطنة عمان بدور الوساطة للمساعدة في العثور على صيغة تحفظ ماء الوجه لطرفي النزاع. فالسعودية والإمارات يمكنهما خفض مطالبهما مقابل تخفيف دعم قطر للإخوان المسلمين، وحتى إدارة ترمب رغم استجاباتها المشوشة والمتناقضة يمكنها أن تساعد في إنهاء هذه الأزمة.