اسرائيل ملزمة لان تنتمي لاسرة الشعوب المتنورة : اوري سفير
“العالم كله ضدنا”، كان شعارا محبوبا لرئيسة الوزراء الاسبق غولدا مائير. كانت هذه، عمليا، نبوءة جسدت نفسها. فقد تنكرت مائير لوجود شعب فلسطيني، رفضت عروضا للتسوية من مصر وورطت اسرائيل بعزلة دولية. اما اليوم فهذا الشعار القتالي للرئيس دونالد ترامب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. فقد تعرض ترامب مؤخرا لضربات شديدة في حملته ضد العولمة والاتحاد الاوروبي. في بريطانيا، تريزا ماي، رئيسة الوزراء الوحيدة التي يقبل بها ترامب، تعرضت لهزيمة في الانتخابات حتى فقدت الاغلبية في البرلمان. واضطرت لان تقيم حكومة اقلية. عمليا، اضعفت نتائج الانتخابات يدي ماي في المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي بخروج كامل من الاتحاد. كان هدفها تعزيز حزبها، كي تودع الاتحاد الاوروبي من خلال الغاء الاتحاد التجاري وحرية الحركة للاشخاص والمهاجرين. اما الان فستضطر للمساومة مع المحافظين المعتدلين من الداخل ومع ممثلي الاتحاد. فالاتحاد الاوروبي، برئاسة المستشارة الالمانية انجيلا ميركيل والرئيس الفرنسي عمانوي ماكرون يتعزز فقط، رغم روح الرئيس ترامب. في الدول الثلاثة – فرنسا، بريطانيا والمانيا – ترامب ومثله الروس، أملوا بانتصار مرين لوبان وليس ماكرون، بانتصار واضح لماي وضعف ميركيل .
غير ان ميركيل تتصدر في الانتخابات لمنصب المستشارة في ايلول، ماي اهينت، اما ماكرون فحقق انجازا تاريخيا، حين اصبح الرئيس الاول الذي يأتي عمليا من خارج الساحة السياسية التقليدية واجترف انتصارا غير مسبوق في الانتخابات للبرلمان الفرنسي. وهو يتصدر حركة جديدة بلا تقاليد سياسية تسيطر في الجمعية الوطنية والحكومة الفرنسية. المانيا وفرنسا سيقودان اتحادا اوروبيا اقوى. بين 20 كانون الثاني و20 حزيران عاد العالم ليكون عالم العولمة الليبرالية، في ظل استياء ترامب، بوتين ونتنياهو. نتنياهو مقتنع بان العالم كله ضدنا. فكره هو فكر انعزالي، قومي متطرف وخواف. وعليه الان ان يواجه اجماعا عالميا ضد البناء في المستوطنات واجماعا عالميا في صالح دولة فلسطينية على اساس حدود 1967. العالم، حسب نتنياهو، يتشكل من عرب يريدون ابادتنا؛ اوروبيين لم يتغلبوا على اللاسامية؛ امريكيين ديمقراطيين يسيرون في طريق اوباما ويؤيدون الفلسطينيين. امريكيين جمهوريين هم افضل، ولكن لا يزالون لا يفهمون الخلاص الذي في ضم المناطق وافريقيين وآسيويين، يقاسون حسب طول البساط الاحمر الذي يضعونه تحت تصرفه وتصرف السيدة الاولى.
شعب وحده يسكن هي نبوءة خطيرة تجسد نفسها. في عالم اليوم في اسرائيل ملزمة لان تنتمي لاسرة الشعوب المتنورة وللاتحاد الاوروبي وان تتطلع الى التعاون الاقليمي على اساس حل الدولتين.
معاريف