الجيشان العراقي والسوري يلتقيان عند الحدود السورية العراقية
سيطر الجيش السوري وحلفاؤه خلال العمليات الأخيرة في البادية السورية على آلاف الكيلومترات، وتمكنوا من فتح الطريق بين دمشق وبغداد بالاتجاهين من نقطة حدودية تقع في الوسط بين معبر التنف الذي تتمركز فيه قوات أميركية وبين منفذ القائم الحدودي الذي يسيطر عليه تنظيم “داعش” الإرهابي .
والتقت صباح اليوم وحدات من الجيش العراقي وقوات من الحشد الشعبي مع القوات السورية، وتمركزت في الجهة المقابلة للنقطة التي وصلها الجيش السوري قبل سبعة أيام، وتقع على بُعد 50 كليومترًا الى الشمال الشرقي من معبر التنف السوري.
وكانت وزارة الدفاع العراقية، أعلنت أمس أن قوات حرس الحدود سيطرت على منفذ الوليد العراقي المقابل لمنفذ التنف السوري، وطردت عناصر تنظيم “داعش” منه.
وتعارض الولايات المتحدة وصول القوات السورية الى الحدود مع العراق، وترغب في إسناد هذه المهمة لمجموعات سورية مسلّحة تُشرف على تدريبها وتمويلها منذ سنتين، وحاولت هذه المجموعات وبدعم عسكري أميركي قبل سنة من الآن السيطرة على الخط الحدودي الممتدة من التنف إلى القائم لكنها تكبّدت خسائر كبيرة في مواجهات استمرت ساعات فقط مع “داعش” الأمر الذي دفع الأمريكيين الى تثبيت نقاط عسكرية لهم في منطقة التنف.
وكشفت موسكو أن القوات الأميركية بدأت قبل أيام بإنشاء قاعدة عسكرية ثابتة في منطقة التنف على بُعد 18 كيلومترا من الحدود الأردنية، وأكدت أن “البنتاغون” الأميركي أمر بنشر منصات صواريخ من نوع HIMARS في القاعدة الجديدة داخل الأراضي السورية بالقرب من بلدة التنف، وحذرت من أي استهداف أميركي للجيش السوري الذي بات يسيطر على جزء رئيسي من مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية.
ولَم تعلن الولايات المتحدة الأهداف الحقيقية وراء تعزيز قواتها المتواجدة في قواعد عسكرية داخل الاْردن والعراق، ولا الدوافع وراء إنشاء قاعدة لها داخل الأراضي السورية.
وسبق أن أعلنت واشنطن خلال شهر حزيران/يونيو الجاري أن طيران “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة استهدف وحدات عسكرية سورية لمنعها من الوصول الى منطقة التنف.
ويكتسب المثلث الحدودي بين العراق وسوريا والأردن أهمية استراتيجية كونه يُشكل عقدة مواصلات إقليمية تربط بلاد الشام القديمة (لبنان وفلسطين وسوريا والاردن والعراق) بالجزيرة العربية (بلدان الخليج حالياً) وإيران ودول اسيا الوسطى.