هجمات مُضلّلة أم فرج قريب ؟ ثريا عاصي
حرب في جرود رأس بعلبك. شهداء في صفوف الجيش اللبناني. «غزوة رومية « نسبة إلى ذلك السجن العجيب !. صورة الدولة اللبنانية في المرآة. يـُروى أنه خصص جناح في الحبس للمعتقلين الإسلاميين من جماعة الضنية ومن حرب تدمير مخيم نهر البارد..
ومن الذين تم القبض عليهم على أبواب مخيم اللاجئين الفلسطينيين في عين الحلوة، وفي فنادق بيروت، وأثناء إجتيازهم الحدود بمركبات معبأة بالمتفجرات… أو القادمين عبر المطار. المفارقة أنه ليس مرخصا لأجهزة الأمن في لبنان بتوقيف بعض الإسلاميين حتى ذوي الأيدي الملطخة بدم الأبرياء. يحكى عن إرهابي مات بسبب فشل كلوي فور إعتقاله. وعن آخر إسترده وزير من قبضة رجال الأمن، يتنقل بحرا بين طرابلس ومخيم اللاجئين في عين الحلوة في الجنوب، حيث يقضي فترة نقاهة بعد كل معركة تخوضها جماعاته. اما إذا كان الإرهابي الإسلامي سيئ الحظ، فوقع في مصيدة قوى الأمن في غفلة من الذين توكلوا أمر حمايته، أدخل سجن رومية، جناح الإرهابيين. إذا صدقت الأخبار التي تتداولها وسائل الإعلام أمكن القول أن في سجن رومية، مؤسسة تدير الإرهاب وتلقن النزلاء دروسا في فنونه. من المرجح أن تبدلا طرأ على موقف السلطة اللبنانية تجاه جناح الإرهابيين في سجن رومية. قد يكون ذلك مقتصرا على ظاهر الأمور فقط وبالتالي القصد منه هو الخداع والإيهام، تمهيدا لتمرير صفقة تبادل مع الإرهابيين الذين يحتجزون عسكريين لبنانيين في جرود عرسال. من المحتمل أيضا أن نكون حيال تغير فعلي في موقف السلطة. من البديهي في هذه الحال أن المطلوب هو تهدئة بانتظار نضوج تسوية يتم إعدادها في مطابخ أصحاب الحل والعقد. ولكن هذا كله لا يبدد بحسب رأيي، النظرة التشاؤمية التي لها مبرراتها. هجوم إرهابي على مواقع الجيش في جرود رأس بعلبك. خروج الإرهابي ذي الحصانة المذهبية من مخيم اللاجئين الفلسطينيين. ليس مستبعدا أن يكون قد عاد إلى طرابلس، بقصد مساندة الذين يقاتلون الجيش اللبناني في رأس بعلبك. حكي في هذه البلدة عن قوات بريطانية خاصة وأجهزة مراقبة متطورة. يتلازم ذلك مع أحداث مثيرة للريبة على الساحة السورية. يعلن زعيم جماعة إسلامية في ريف دمشق عن نيته إمطار أحياء العاصمة السورية بوابل من القذائف والهاون !. يتساءل المرء إستطرادا من أين للرجل ولجماعته هذا الكم من القذائف وهذه القدرة على الصمود في محيط دمشق !
لا بد لنا في هذا السياق من أن نأخذ بالحسبان أيضا، الهجوم الإسرائيلي الأخير على المجموعة العسكرية الإيرانية ـ المقاومة اللبنانية في منطقة القنيطرة السورية وإستخلاص الدلالات التي تحملها. إذ من البديهي أن هذه المجموعة توكلت بمهمة. من المحتمل أن المستعمرين الإسرائيليين قاموا باعتراضها، ليس بهدف إنزال خسائر بشرية فقط وإنما لمنعها من إنجاز مهمتها أيضا. ينبني عليه أن أخشى ما يخشى هو أن تكون جميع الهجمات التي تجري في نفس الوقت تقريبا، في جرود لبنان، في محيط دمشق وفي القنيطرة، في إطار خطة للتضليل والتمهيد.. لمعارك أكبر.
ما يدهش حقا، هو أن المستعمرين الإسرائيليين يشنون حربا شعواء على سوريا، في حين أن بعض السوريين يتجادلون حول جنس الملائكة والجن.. ظنا منهم أن جيوش أردوغان التي أخرجت السوريين بحجة الثورة سوف تعيدهم اليها.. إذا استطاعت إلى ذلك سبيلا.
(الديار)