داعش: معارك انتحار حميدي العبدالله
لا شك أنّ معارك تنظيم داعش الأخيرة باتت معارك انتحارية لا جدوى منها. معركة الموصل صحيح أنها استمرّت أكثر من ثمانية أشهر وقد تمتدّ إلى حدود عام بكامله، ولكن في النهاية خسر داعش الموصل وخسر معها مناطق سيطرته في العراق .
معركة داعش في الرقة لا جدوى منها، فهو بات محاصراً الآن من تحالفين كبيرين لا يقوى على مواجهتهما، التحالف الأول الذي تقوده الولايات المتحدة والذي دخل إلى الأحياء الشرقية في المدينة بعد أن سيطر على أرياف المحافظة الشمالية والغربية والشرقية، والتحالف الذي يقوده الجيش السوري والذي بدأ بالدخول في أرياف محافظة الرقة الجنوبية الغربية، ولن يجني داعش في معركة الرقة شيئاً يختلف عما جناه في معارك في الفلوجة والرمادي وتكريت ونينوى والموصل.
وحتى معارك داعش في دير الزور والبادية السورية بدأت هي الأخرى تتحوّل إلى معارك انتحارية بالمعنى العسكري. ذلك أنّ تواجد هذا التنظيم العسكري في محافظة دير الزور بات مطوّقاً من كلّ الجهات، من الشرق الحشد الشعبي العراقي وقوات الجيش السوري التي وصلت إلى الحدود العراقية، فداعش معنيّ الآن بحشد قوات كبيرة لمواجهة زحف الحشد الشعبي لشطر مناطق سيطرته في منطقة القائم وعزل وجوده العسكري في سورية عن وجوده العسكري في صحراء الأنبار في العراق، ومن الغرب تتقدّم وحدات من الجيش السوري وحلفائه على ثلاثة محاور رئيسية، محور أول من ريف حلب الشرقي وصولاً إلى تخوم محافظة حماة، ومحور ثان من ريف حماة الشرقي باتجاه عقيربات، ومحور ثالث من ريف حمص الشرقي.
ومن الجنوب يواجه داعش جبهة جديدة تمتدّ على طول أكثر من 70 كيلو متراً، جبهة لم يتمّ في السابق إنشاء التحصينات فيها وبناء خطوط صدّ لأنها كانت تمثل عمقاً آمناً لداعش، لكنها باتت الآن مهدّدة بعد وصول الجيش السوري إلى الحدود العراقية، حيث ستتجه عملياته شمالاً نحو دير الزور، وبعد وصول الحشد الشعبي إلى الحدود السورية وتوجهه نحو القائم ومعبر الوليد.
داعش بات مطوّقاً من الجهات الأربع ويواجه جيوشاً متعدّدة، ومعاركه لم يعد لها من نتيجة سوى الانتحار.
(البناء)