التقرير الدوري لمراكز الابحاث الاميركية 3/6/2017
نشرة دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
2 حزيران – يونيو/ 2017
المقدمة
يستمر الرئيس الاميركي ترامب بمفاجأة مؤيديه وخصومه باعتماده على وسائط الاتصال الاجتماعي، لا سيما تغريداته على تويتر، والتي تسبب احراجا متزايدا لاعوانه واركان ادارته. بيد انه حافظ على ابتعاده عن التغريدات خلال جولته الخارجية الاولى.
ما ان حطت طائرته الرئاسية في اوروبا حتى برز حجم الهوة التي تفصل الموقف الاميركي عن مواقف ومتطلبات الدول الاوروبية المنضوية في كتلتي حلف الناتو والدول الصناعية السبع.
يستعرض قسم التحليل تصدع علاقات الطرفين خاصة بعد اعلان ترامب انسحاب بلاده من اتفاق باريس للمناخ، والاصطفاف شبه الشامل ضده من الدول الموقعة.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
تداعيات جولة ترامب
زعمت مؤسسة هاريتاج ان جولة الرئيس ترامب الخارجية تكللت بالنجاح، لا سيما في اوروبا التي شهدت “مؤشراً من ترامب اعرب فيه عن جديته بضم بعض أشد منتقديه لطرفه، من البابا فرانسيس لرئيس فرنسا الجديد ايمانويل ماكرون، لقادة حلف الناتو، والاتحاد الاوروبي، ومجموعة الدول السبع.” اما الدول الاوروبية فقد مالت لاتخاذ “ردود فعل سريعة وغاضبة منذ انتخاب ترامب .. وهو الذي يحثهم على الوفاء بالتزاماتهم في ميزانية حلف الناتو.” واضافت ان الرئيس ترامب استطاع انجاز “استعادة الدور القيادي لاميركا وجهوزيتها لتأكيد دورها في القتال ضد آفة الارهاب الدولي .. في كافة محطاته.” وشددت على ان ترامب بتوقيت زيارته الخارجية “أخذ استراحة قصيرة من (هموم) واشنطن ووفرت له فرصة لترويج رسالته.”
http://dailysignal.com/2017/05/25/trumps-foreign-trip-sends-strong-message-american-leadership-back/
لقاء قادة الدول الصناعية السبع اتسم بالتشنج نظرا “للفائض التجاري لصالح ألمانيا،” حسبما افاد صندوق مارشال الالماني. واضاف ان تلك المسألة كانت حاضرة ايضا في جدول اعمال الرئيس السابق اوباما “ليس لخلل الميزان التجاري بين واشنطن وبرلين لصالح الاولى، التي لا ينبغي ان تشكل نقطة خلاف بينهما، بل للفائض الاجمالي لصالح المانيا في كافة النشاطات الاقتصادية العالمية.” واوضح ان التبادلات التجارية “لا تستند الى نوعية عالية للبضائع بأسعار متدنية، كما يريد الالمان القول، بل تحكمها ايضا التدفقات المالية التي تعكس بدورها التغيرات في المداخيل الفردية الناجمة عن تطبيق سياسات محددة ..”
http://www.gmfus.org/publications/surplus-germany
اعتبر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية جولة ترامب بأنها تنم عن “نسيانه ان الولايات المتحدة هي عضو كامل العضوية في حلف الناتو،” مستدركا ان “معضلة اميركا مع الناتو سبقت حملة الانتخابات الرئاسية، بل جذورها أعمق من تصريحاته بأن الحلفاء مدينون لنا.” وشدد على ان رؤساء الولايات المتحدة “من كلا الحزبين اخفقوا في العقود الماضية في تبيان المنافع الاستراتيجية للولايات المتحدة من حلف الناتو .. وينبغي العودة الى هدف الولايات المتحدة في اقامتها الحلف بالدرجة الاولى.” وذكّر الساسة الاميركيين ان الحلف “أُنشيء لحماية الولايات المتحدة، وليس لاوروبا فحسب .. وبعد عام 1955 تم تدشين عضوية ألمانيا في المنظومة الغربية.”
https://www.csis.org/analysis/americas-nato-problem-weve-forgotten-why-were-member
ترامب في ضيافة العرب
اعرب معهد ابحاث السياسة الخارجية عن اعتقاده بأن زيارة اوباما للرياض “قد تسفر عن انشاء حلف أمني اقليمي في الشرق الاوسط،” معتبرا أن من ابرز النتائج الفورية الملموسة “صدور بيان من أجل الاتحاد وانضمام التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لجهود محاربة الدولة الاسلامية في العراق والشام، وتعزيزها بانشاء قوات عسكرية احتياطية قوامها 34،000 عنصر بقيادة سعودية للتحالف العسكري الاسلامي لمكافحة الارهاب.” اما موقف الولايات المتحدة، وفق المعهد، فإن “ادارة ترامب لم تعلن للحظة عن استراتيجيتها لمحاربة” داعش، بيد ان “قمة الرياض تشير الى امكانية قيام الولايات المتحدة التخطيط للمشاركة مع الحلف العسكري” بقيادة السعودية “من اجل بسط الاستقرار في المناطق التي يقطنها السنّة في شرقي سوريا وغربي العراق بعد الحاق الهزيمة بالدولة الاسلامية.” وخلص بالقول ان زيارة الرياض “استعادت الثقة بين البلدين بكل تأكيد ..”
http://www.fpri.org/article/2017/05/baghdad-riyadh-new-regional-security-pact/
تفاخر مجلس السياسة الخارجية الاميركية بترتيبات الزيارة “غير المسبوقة” بالقول ان “فرصة بزغت لاحلال السلام في الشرق الاوسط .. ونلمس تبلور الظروف الاستراتيجية بطريقة تعزز احتمال التوصل لصفقة.” واوضح ان من بين المتغيرات الاستراتيجية “الهامة في السنوات الاخيرة استعداد عدد من الدول العربية السنّية اعتبار اسرائيل كحليف استراتيجي بدلا من كيان منبوذ.” وخلص بالقول ان التوصل “لصفقة معقولة، ليس بالضرورة تسوية شاملة، من شأنه تيسير مسار الدول الاقليمية نحو علاقة وثيقة مع اسرائيل للوقوف بوجه ايران.”
http://www.afpc.org/publication_listings/viewArticle/3524
سوريا
حذر معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى من “مخاطر مواجهة دولية في سوريا .. اذ اضحت الحدود الجنوبية لسوريا نقطة ساخنة كبيرة – من التنف (السورية) لسنجار العراق متنازع عليها بين مجموعات مقاتلة مختلفة نيابة عن داعميها الاقليميين؛ الممثلة في التنافس بين المحور الشيعي، شرقا وغربا، والمحور السني، شمالا وجنوبا.” وزعم المعهد ان “اتفاقا دوليا ينمو بالحاح يومي حول احتلال الاراضي التي كانت تحت سيطرة داعش سابقا؛ اذ بغيابه تغامر الاطراف المنخرطة بوقوع اشتباك مباشر بين القوات الروسية والاميركية.”
ايران
استعرض معهد المشروع الاميركي سياسة ايران الأمنية نظرا “لارتباط ارثها الثقافي الاستراتيجي الوثيق بكيفية رؤية الجمهورية الاسلامية لدور القوات العسكرية في الحسابات الاستراتيجية.” واوضح ان تصرفات ايران محيرة لصناع السياسة الغربيين استنادا لادراكهم ان “عقيدة القوات المسلحة الايرانية والحرس الثوري تحيل النظريات التقليدية لسياسة دفاعية بشكل كبير.” واضاف ان تلك المعتقدات هي وراء “لجوء ايران اتخاذ مواقف هجومية وعبر الوكلاء في نهاية المطاف ..”
http://www.aei.org/spotlight/the-future-of-irans-security-policy/