بقلم غالب قنديل

قضايا لبنانية في مناسبة التحرير

غالب قنديل

تفتح مناسبة عيد المقاومة والتحرير كثيرا من ابواب النقاش في العيوب اللبنانية الفاضحة ليس فحسب من زاوية ما تتعرض له المقاومة من حيف وظلم تواجهه برشدها صابرة واحيانا صامتة مترفعة ﻷنها القوة التي تتصرف بحكمة وتواضع في الحياة الداخلية وتتصدى برشد كبير لطفولية وارتباطات اطراف كثيرة ما تزال تقع في غواية اميركا والغرب والخليج وتبتعد عن دروس التجارب المرة وخيبات الرهانات الحمقاء والمجربة تكرارا خلال عقود ورغم العبر العميقة الماثلة في الواقع السياسي الحي فحكمة المقاومة وقائدها تقابل بتصميم بعض الاطراف اللبنانية على تجريب المجرب .

اوﻻ لم يكن انتصار الوطن الصغير ممكنا لوﻻ نضاﻻت وتضحيات مجموعة القوى والاحزاب الوطنية اللبنانية التي رفعت راية مقاومة اﻻحتلال وهذا يشمل حزب الله بالطبع ويضم اساسا إلى جانبه مع خطوط تشديد نافرة حركة امل التي قادت فصوﻻ حاسمة من العمل المقاوم الشعبي والعسكري ضد اﻻحتلال وقادت اﻻنتفاضة الشعبية التي اسقطت اتفاق العار ومن يستطع التنكر لشركاء المقاومة والشهادة من الحزب الشيوعي اللبناني والحزب السوري القومي اﻻجتماعي ومن حزب البعث ورابطة الشغيلة وحركة الشعب والتنظيم الشعبي الناصري وتيار المردة.!

ثانيا بعد التحرير الكبير ورسوخ صحة الخيار الوطني الذي جسده حلف المقاومة هذا لم يعد مسموحا تهميش هذا التيار اللبناني الشعبي والسياسي في الحياة الوطنية بجميع قواه ورموزه ومكوناته ومن واجب هذه القوى ان تتلاقى مجددا وتقدم رؤية مشتركة حول الوضع اﻻقتصادي والسياسي برؤية تقدمية اصلاحية وطنية وجذرية وتفككها الى مفردات موزعة يتحمل مسؤولية ضعف ووهن حضور فكرة بناء الدولة الوطنية في لبنان.

ثالثا من اهم القضايا الخطيرة التي ينبغي التعامل معها بكل صراحة هي علاقة لبنان بكل من سورية وايران وينبغي التصدي بكل حزم للسلوك الرسمي المائع وغير الواضح حول هذا الموضوع الذي يتخطى البعد اﻷخلاقي المتمثل بالوفاء لدولتين كانتا وحدهما تقفان مع لبنان وتدعمان المقاومة والشعب والجيش في اصعب الظروف ولوﻻ دعمهما لما امكن تحقيق التحرير في موعده وﻻقتضى الإنجاز مزيدا من الوقت والتضحيات دون شك.

تلك شراكة مصيرية وتاريخية تعمدت بالدماء ثم تعمقت في معارك التصدي لعصابات التوحش التكفيري في لبنان وسورية والعراق ويجب العمل لبناء سلوك رسمي لبناني يليق بتلك الشراكة تفتح للبلد ابوابا واسعة للازدهار والتقدم ويقيننا ان فخامة الرئيس ميشال عون الذي يدرك تلك الحقائق بعمق هو القادر على اتخاذ الخطوات الشجاعة في هذا السبيل والتقاط فرص ثمينة لنهوض لبنان في قلب التكتل الشرقي الصاعد وفي صلب حلف طريق الحرير الجديد كشراكة اقتصادية وتكنولوجية وحضارية عابرة للحدود والقارات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى