الاستبداد والتوحش والهيمنة الغربية
غالب قنديل
تسقط جميع الأقنعة بقوة الدماء المسفوكة في البلاد العربية وتبدو الويلات العاصفة بأهل المنطقة نتيجة مباشرة لخطط هيمنة الغرب الاستعماري وهي الشاهد الفاضح للدجل الديماغوجي عن الديمقراطية وثقافة حقوق الإنسان وكل ما تردده الخطب الأميركية والأوروبية عن المنطقة العربية وما يجتره توابع الهيمنة الاستعمارية وأذنابها الصغار المرتزقة في صحف وفضائيات امراء الاستبداد والتخلف عن تلك القيم المزعومة.
بدعم أميركي كامل تفرض الحكومات الرجعية العربية قمعا وحشيا في شبه الجزيرة العربية وتدبر مذبحة وشيكة في البحرين وترعى مجازرمستمرة في اليمن وتدعم مع شركائها الدوليين ورعاتها في الحروب العابرة للحدود عصابات التوحش من تنظيمات داعش والقاعدة وزمرة الأخوان التي حبكتها ودعمتها جميعا منذ عقود اجهزة الاستخبارات الغربية وعملاؤها من حكام المنطقة لتدمير الدول والجيوش والمجتمعات لا سيما في سورية والعراق ومصر وليبيا.
يخترعون خصومة وهمية مع إيران لأنها تقدم نموذجا لنجاح نهج الاستقلال الوطني والسيادة الكاملة على الثروات الوطنية واستثمارها لامتلاك القدرات المتطورة والفاعلة في شتى المجالات بالاعتماد على النفس وبالطريق التحرري المناهض للاستعمار ويواصلون العداء والافتراءات ضد سورية الدولة العربية الوحيدة العاصية على الهيمنة الاستعمارية والداعمة لحركات المقاومة في وجه العدوانية الصهيونية.
الاستبداد المطلق هو نمط الحكم في الأنظمة المتخلفة التي يساندها الغرب الاستعماري ويعتبرها حليفه المحوري في المنطقة كما يشاركها خططه الإقليمية الهادفة أساسا لحماية الكيان الصهيوني آخر نموذج للاحتلال والاستعمار الاستيطاني على وجه الكرة الأرضية والأشد بطشا وإجراما في اقتلاع السكان الأصليين ونشر المستعمرات والتنكر للحقوق البديهية لأصحاب الأرض ومركز التهديد النووي ومنظومة العدوان والحروب في المنطقة.
الغرب الاستعماري يكشف وجهه البشع مجددا وبعد عقود من ترويج الخطب الكاذبة والزائفة عن حقوق الإنسان ونشر الديمقراطية ورفض الاستبداد فأدوات الهيمنة الغربية على المنطقة باتت مفضوحة ومكشوفة لكل ذي بصيرة وقدرة متواضعة على الفهم وهي عصابات الاحتلال الصهيونية وزمر داعش والقاعدة وحكومات الممالك والمشيخات التابعة وعصابة الأخوان ومشتقاتها.
تلك الأدوات تضم الأشد رجعية واستبدادا وتخلفا من نماذج الحكم المطلق التي انقرضت من باقي أقاليم العالم المعاصر الذي يتجه إلى نظم حكم انتخابية توسع من حجم القاعدة الاجتماعية للمشاركة في إدارة السلطة والثروات العامة للدول الملكية التي تقيم سلطات دستورية وأكثر تمدنا من تلك الأنماط المتخلفة والرجعية التي يتبناها الغرب في البلاد العربية ويقدم لها الدعم السياسي والأمني ليواصل نهب الثروات العربية المباحة.
لتعويض عجز الكيان الصهيوني امام المقاومة الفلسطينية واللبنانية ومحور المقاومة الإقليمي ولتعويض عدم قدرة العدو الصهيوني والحكومات الرجعية العربية معا على شن حروب مباشرة وشاملة تسحق الدول والحكومات العاصية على الهيمنة أطلق الغرب حربه الشيطانية بواسطة زمرة الأخوان وعصابات القاعدة وداعش متعددة الجنسيات التي استحضرها لتنشب مخالبها وتنشر جرائمها في الدول العاصية على المشيئة الاستعمارية ولاسيما في سورية.
الأجندة الصهيونية نفسها تحرك الحملات المعادية لحزب الله الذي بات قوة إقليمية هادرة في مجابهة ادوات العدوان الاستعماري كما بين دوره الحاسم في التصدي لعصابات داعش والقاعدة وتلك الحملات داخل لبنان وخارجه ليست سوى الصدى لخطط صهيونية ناتجة عن دور الحزب الرئيسي في ردع الكيان الصهيوني الذي هرب ذليلا من الميدان قبل سبعة عشر عاما ثم هزم في الحرب العالمية التي خاضها بقيادة الولايات المتحدة وبالشراكة مع منظومة الهيمنة الإقليمية التي سميت بمجموعة شرم الشيخ وكانت لها ذراع لبنانية معروفة بالأسماء والتفاصيل ما تزل كامنة ومتربصة تبدل ألوان جلدها كالحرباء وتتناغم بخبث مع كل بادرة عدائية تستهدف المقاومة وآخرها العقوبات الأميركية وبيان قمة الرياض.
حلفاء الغرب الواضحون هم الكيان الصهيوني ورهط الحكام الأكثر تخلفا واستبدادا وعصابات التكفير والتطرف الأكثر توحشا وبربرية فالوحش الاستعماري المتعطش للدماء يرعى ويدعم تلك الأدوات بكل ما لديه من قدرة لقاء مواصلة النهب والهيمنة على ثروات المنطقة وأسواقها ومحاولة إخضاع القوى الاستقلالية الحرة الرافضة للهيمنة.