التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 2015-1-23
المقدمة
من الطبيعي ان يحتل الخطاب الرئاسي اهتماما مميزا لدى اوساط النخبة السياسية والفكرية والاعلامية. وخصص عدد من مراكز الابحاث الاميركية جهودا لا باس بها لتحليل مضمون الخطاب، لا سيما في بعد السياسة الخارجية .
يستعرض قسم التحليل الخطاب السنوي للرئيس اوباما، وتبيان نواقصه وما اغفله من قضايا مما دفعه للزعم بان سياساته الخارجية حققت انجازات متعددة. كما سيسعى التحليل لسبر اغوار الحملة الانتخابية المقبلة ورسم معالم الخطاب السياسي للمرشحين عن الحزب الديموقراطي.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
خطاب اوباما السنوي – مصدر تندر النخب الفكرية
اعرب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية عن اعتقاده ان استمرار موجة “العنف في الشرق الاوسط” ناجم عن الاستراتيجية التسطيحية” التي تتبعها الادارة الاميركية، “اسوة بمعظم وسائل الاعلام والكونغرس” في تعاطيها مع ازمات المنطقة، لا سيما في العراق وسورية. وحذر المركز ان تركيز الاضواء على خطر “الدولة الاسلامية،” لا يفي بالغرض سيما وانها تشكل احد عناصر التدخل الاميركي وتبريراته. وانتقد المركز الرئيس اوباما لعزوفه عن “ذكر اي انجاز حقيقي” لسياسة التصدي للدولة الاسلامية “او تقديم خلاصات مفصلة لما اسفرت عنه الغارات الجوية التي بلغت نحو 1800 طلعة ضد اهداف (الدولة) في سورية والعراق.” ومضى في انتقاده للرئيس اوباما الذي “لم يأتِ على ذكر تحدي الدولة الاسلامية التي لا تشكل سوى احدى الحركات الجهادية .. سيما وان جبهة النصرة الحقت هزيمة منكرة بتيارات المعارضة المعتدلة” التي تدعمها الولايات المتحدة وحلفاءها.
معهد المشروع الاميركي ذهب ابعد من ثمة تبيان عناصر الخلاف مع نهج الادارة مؤكدا ان خطاب الرئيس اوباما “لم يجب على الاستفسارات المطروحة المتعلقة بلاجابة على سؤال هل الاميركيين اليوم ينعمون بالأمان من تهديدات (تنظيم) القاعدة.”
هاجس الارهاب
اعتبرت مؤسسة هاريتاج ان هناك قرائن تربط التهديد المستهدف مبنى الكونغرس بالهجمات الارهابية في باريس “اذ لم يعد بوسع الولايات المتحدة انكار الحرب على الارهاب.” واوضحت ان الخشية من قيام عنصر ارهابي شن هجوم بمفرده “يشكل تحدياً لجهود الولايات المتحدة لمكافحة الارهاب نظراً لانخفاض منسوب الشك به وشح المعلومات التي تفيد عن ارتباطه بمجموعات او افراد آخرين.” وحثت الولايات المتحدة على”مضاعفة جهودها ومواردها لمحاربة الارهاب واللتشبث بما هو متوفر من تدابير لمكافحة الارهاب.”
اليمن
تصدرت الازمة اليمنية اولويات مراكز الابحاث مرة اخرى بعدما تراجع الاهتمام بها عند اعلان الرئيس اوباما منذ بضعة أشهر بأن “اليمن اضحى نموذجا لعلاقات الشراكة الناجحة” مع الولايات المتحدة في جهود مكافحة الارهاب.
واعرب معهد واشنطن عن اعتقاده بامكانية عودة مرحلة عدم الاستقرار التي “تبدو حتمية” في الظرف الراهن “حتى لو تم التوصل لاتفاق يقضي بوقف اطلاق النار وبقاء الرئيس (عبد ربه) منصور هادي في منصبه.” واضاف ان تجدد الازمة يشكل “انتكاسة للجهود الاميركية لحشد القوى ضد مجموعات القاعدة،” ومحذرا من استمرار التدهور وفشل الحكومة “في حال اعلن جنوب اليمن عن انفصاله مما ينذر باحالة مضيق باب المندب الاستراتيجي الى وضع خارج القانون.” كما نوه الى المعضلة الأمنية المضاعفة التي تواجه السعودية “الدولة الاسلامية في شمالها وقوات الحوثيين في جنوبها.”
معهد هدسون بدوره حذر من الافراط في تعظيم دور تنظيم القاعدة “وسعيه استثمار زعزعة الاستقرار في اليمن للتمدد اذ اثبت اسلوبه الجهادي على فشله في استقطاب الدعم الشعبي .. فضلا عن اخفاقه في السيطرة على اراضي واسعة مقارنة مع نجاح الدولة الاسلامية في ذلك.” واوضح ان التنظيم سائر في اتجاه الصدام الحتمي مع الحوثيين، مما ينذر “بارتفاع ملحوظ في العنف والاصطفاف الطائفي.” ومضى محذراً من “استمرار صلاحية تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية لكافة التشكيلات الجهادية، بصرف النظر عما ستؤول اليه احداث اليمن من نتائج.” واردف انه بالرغم من الضربات القاسية التي لحقت بالتنظيم الا ان “هجمات باريس اثبتت قدرته على النمو والمحافظة على وحدة نسبية بين صفوفه في مواجهته الدولة الاسلامية.”
استعرض معهد كارنيغي مسألة نجاح تنظيم الدولة الاسلامية في التمدد الجغرافي على الرغم من الغارات الجوية الدولية المكثفة، بل “تضاعف حجم الاراضي التي يسيطر عليها في سورية منذ بدء الحملة الغربية،” منذ ايلول / سبتمبر الماضي. واوضح ان احد اهم الاسباب يكمن في “افتقار التحالف استراتيجية شاملة للتصدي وعدم تطبيقه استراتيجية متنوعة الاوجه مثل الاشتباك الميداني .. وبطء الولايات المتحدة في توفير الدعم العسكري الملائم للمعارضة السورية.” واضاف ان “غارات النظام (السوري) وغارات تحالف (واشنطن) لم تستهدف مراكز القيادة والتحكم” لتنظيم الدولة الاسلامية، الذي احسن استغلال انشاء تحالفات ميدانية مع “بعض قبائل المنطقة .. الذين يتوجسون من جدية قوى التحالف محاربة الدولة الاسلامية.” وحمل المعهد “الغرب ومختلف فصائل المعارضة السورية” مسؤولية نجاحات الدولة الاسلامية، سيما وان تمددها الجغرافي شرقا “يترافق مع التوسع الرمزي للتنظيم حول العالم.”
ايران
دحض مركز السياسة الأمنية “مزاعم” الرئيس اوباما، كما اسماها، جهود ايران لخفض نسبة اليورانيوم المخصب قائلا “بالاقرار ان ايران اوقفت جهودها لتخصيب اليورانيوم لنسبة 20% من اليورانيوم 235 .. وتمييع 20% من اليورانيوم المخصب لنسبة ادنى لاستخدامات المفاعل، الا ان ذلك التنازل لم يسفر الا عن نسبة ضئيلة لتقليص التهديد من برنامج ايران النووي.” واضاف انه باستطاعة ايران “تحويل المادة الى كمية كافية من وقود ضروري لانتاج قنبلة نووية في غضون شهرين الى ثلاثة اشهر ونصف، (مما يعادل) نحو اسبوعين اضافيين من الزمن تحتاجهما لبلوغ ذات الهدف باستخدام يورانيوم مخصب بنسبة 20%.”
تركيا
استعرض صندوق مارشال الالماني اجواء الانتخابات التركية المقبلة بعين من القلق والتي “تنذر بانعكاسات على عدة مستويات: اولها المسألة الكردية؛ ثانيها اتهامات الحكومة بالفساد؛ وثالثها تداعيات الانتخابات على منصب الرئاسة .. الذي يسعى (اردوغان) تحويله الى مركز لصنع القرار بديلا عن اهميته الصورية.”