ترامب وخطوات بناء الثقة: براك ربيد
رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب الذي سيصل غدا (اليوم) في زيارة إلى اسرائيل سيطلب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ومن الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتخاذ خطوات لبناء الثقة لخلق اجواء مناسبة لاستئناف محادثات السلام بين الطرفين. هذا ما قاله مسؤول رفيع في البيت الابيض للصحيفة. وحسب اقواله سيطلب ترامب من نتنياهو وقف البناء في المستوطنات ومن عباس العمل ضد التحريض في السلطة الفلسطينية. ومع ذلك أوضح المسؤول أن ترامب لن يقدم مبادرة سلام في زيارته، وسيركز على تحسين العلاقات مع اسرائيل بعد أن ساءت اثناء ولاية سلفه براك اوباما.
أمس وصل ترامب إلى الرياض حيث وقعت صفقة لبيع سلاح بمبلغ 110 مليارات دولار من الولايات المتحدة للسعودية. وقال الملك سلمان لترامب إنه مقتنع بقدرته على تحقيق السلام الاسرائيلي الفلسطيني وأنه مستعد للمساعدة في ذلك.
في نهاية الاسبوع الذي سبق زيارة ترامب اندلعت صدامات استثنائية من حيث حجمها بين الفلسطينيين وبين القوات الامنية الاسرائيلية في الضفة الغربية وعلى حدود قطاع غزة، وأصيب حوالي 20 شخص من بينهم اثنان اصابتهما بالغة.
رئيس الولايات المتحدة ترامب سيطلب اثناء لقائه مع رئيس الحكومة نتنياهو غدا (اليوم) في القدس، ولقائه مع الرئيس محمود عباس في بيت لحم في يوم الثلاثاء، أن يقوما بتنفيذ خطوات لبناء الثقة. وأشار المسؤول الامريكي إلى أن ترامب سيكرر أمام نتنياهو موقفه بأن على اسرائيل وقف البناء في المستوطنات والقيام بخطوات لتحسين الوضع الاقتصادي الفلسطيني، وسيؤكد مرة اخرى أمام عباس بأنه يجب على السلطة الفلسطينية العمل على وقف التحريض والعنف ضد اسرائيل. «الرئيس أعلن حول موقفه من البناء من المستوطنات، وهو يأمل أن تأخذ الحكومة الاسرائيلية ذلك في الحسبان»، قال المسؤول في البيت الابيض. «وكان ايضا واضحا جدا مع الرئيس عباس فيما يتعلق بما يجب فعله تجاه موضوع التحريض ودفع الاموال لعائلات المخربين. لقد كان واضحا في هذه المواضيع وسيكون واضحا تجاهها اثناء الزيارة». الكابنت السياسي الامني سيجتمع في مكتب رئيس الحكومة في القدس اليوم (أمس) لمناقشة زيارة الرئيس الامريكي الذي سيهبط ظهر غد (اليوم) في اسرائيل، وخاصة العملية السياسية التي يسعى لتحريكها بين اسرائيل والفلسطينيين وبين اسرائيل والدول العربية. موظف اسرائيلي رفيع المستوى اشار إلى أنه يتوقع مصادقة الوزراء على خطوات في المجال الاقتصادي من اجل تسهيل حياة المواطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
من بين الاقتراحات التي سيُطلب من الوزراء المصادقة عليها سيكون موضوع فتح معبر اللنبي على مدار 24 ساعة من اجل انتقال الفلسطينيين من الاردن واليه، تحسين مستوى المعابر في الضفة الغربية التي يدخل من خلالها العمال الفلسطينيين إلى اسرائيل، توسيع المناطق الصناعية الفلسطينية في ترقوميا قرب الخليل والجلمة قرب جنين وخطوات اخرى للتخفيف على التجار من قطاع غزة.
ليس من الواضح بعد اذا كان نتنياهو سيقوم بطرح خطط بناء للفلسطينيين على الكابنت، في المناطق ج في الضفة التي تسيطر عليها اسرائيل مدنيا وعسكريا بشكل كامل. خطوة من هذا النوع قد تلاقي معارضة شديدة من قبل وزراء البيت اليهودي وبعض وزراء الليكود.
يشير المسؤولون في البيت الابيض إلى أن زيارة ترامب لا تهدف إلى تحريك محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، أو طرح مبادرة سياسية جديدة. وحسب اقوالهم فإن الادارة الامريكية توجد في مرحلة متقدمة جدا في جهودها لتحريك العملية السلمية، وهي تريد التصرف بحذر. «الرئيس يعتقد أن السلام ممكن وأن الطريقة الجديدة قد تنجح، لكنه يدرك أننا في مرحلة متقدمة جدا»، قال المسؤول في البيت الابيض. «لذلك، نحن لا نعتقد أنه حان الوقت للقاء الزعماء أو عقد لقاء ثلاثي. هذا ببساطة سابق لأوانه».
ترامب الذي يريد مساعدة الدول العربية، من اجل تحريك العملية السلمية، سيصل إلى اسرائيل بشكل غير مسبوق من خلال رحلة مباشرة من العاصمة السعودية الرياض، التي وصل اليها أمس. العملية السياسية الاسرائيلية الفلسطينية كانت أحد المواضيع المركزية التي تمت مناقشتها في اللقاء بين ترامب وبين الملك السعودي سلمان عبد العزيز. وقال وزير الخارجية السعودي عادل جبير بعد اللقاء إن ملك السعودية قال لترامب إنه على قناعة بقدرة الاخير على تحقيق التقدم من اجل اتفاق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، وأن السعودية مستعدة لمساعدة الولايات المتحدة من اجل صنع السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، وبين اسرائيل والدول العربية ايضا.
من المتوقع أن يشارك ترامب اليوم في الرياض في مؤتمر قمة مع عشرات رؤساء دول، اسلامية وعربية، وسيلقي خطاب أمامهم ويعرض موقفه فيما يتعلق بعلاقة الولايات المتحدة مع العالم الاسلامي. وأشار مسؤول رفيع في البيت الابيض إلى أن الخطاب لن يتحدث بشكل كبير عن عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية، بل سيركز على أنه يجب على زعماء العالم العربي العمل بشكل جدي ضد المتطرفين الاسلاميين.
الخطاب الاهم بالنسبة لاسرائيل هو الذي سيلقيه ترامب في متحف اسرائيل في القدس في يوم الثلاثاء. وأكد مسؤولون في البيت الابيض على أن ترامب لن يستغل خطابه في القدس من اجل طرح رؤيا حول عملية السلام، بل سيركز على التحالف بين اسرائيل والولايات المتحدة. وحسب اقوالهم فإن الخطاب لن يشمل تصريحا يغير السياسة الامريكية بالنسبة للقدس أو فيما يتعلق بنقل السفارة الامريكية إلى المدينة. «الرسالة في خطاب القدس ستكون حول الصداقة والدعم. رسالة اعتراف بتاريخ اسرائيل وما الذي مر عليها، وكيف نشأت وكيف تزدهر الآن». «لا تتوقعوا أي رؤيا حول السلام في الخطاب ـ ليس هذا هو سبب مجيئه إلى المنطقة وليست هذه هي نظرة الادارة الحالية بفرض الشروط».
وأشار مسؤولون في البيت الابيض إلى أن ترامب يريد استغلال زيارته لاصلاح العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل بعد ما اعتبروه ثماني سنوات من التوتر خلال ولاية الرئيس براك اوباما. «نحن في بداية جيدة ونريد الاظهار لشعب اسرائيل بأن هذا التحالف عاد من جديد إلى مساره الصحيح».
هآرتس