ماذا عن خطط واشنطن بشأن الحدود السورية ـ العراقية؟ حميدي العبدالله
تسعى الولايات المتحدة الأميركية جاهدة للحؤول دون وصول الجيشين السوري والعراقي وقوات الحشد الشعبي إلى الحدود السورية – العراقية المشتركة. وبذلت واشنطن كلّ جهد مستطاع لتمكين جماعات مسلحة مرتبطة بها بالوصول إلى المنطقة الممتدة من البوكمال باتجاه مثلث الحدود المشتركة السورية العراقية الأردنية في محاولة منها لخلق أمر واقع يعطل إمكانية اللقاء المباشر بين الجيشين السوري والعراقي .
لكن جميع هذه المحاولات قد فشلت حتى الآن ولم تحقق النجاح المطلوب والذي يرتقي إلى مستوى خلق أمر واقع يصعب تغييره. فقد قام الجيش السوري، وتحديداً سلاح الجو باستهداف المجموعات المسلحة التي حاولت التقدّم على هذا المحور وأعاقت عملية التقدّم، كما أنّ الجيش السوري فتح جبهة جديدة على هذا المحور وتقدّم بنحو 65 كيلو متراً باتجاه الطريق الدولي الذي يربط دمشق ببغداد في منطقة السبع بيار.
لا شك أنّ هذه الخطوات ليست هي نهاية المطاف بالنسبة لجهود الجيش السوري وحلفائه، وما حققه الجيش العراقي وقوات الحشد التي لم تصل بعد إلى الحدود السورية لا يشكل نهاية المطاف في عملية قد تستغرق بضعة أشهر. بهذا المعنى لا يمكن الحديث عن فشل المخطط الأميركي على هذا الصعيد، حيث يفشل المخطط الأميركي في حالة واحدة وهي عندما تصل قوات الجيش السوري وحلفائه إلى الحدود العراقية. وعندما تصل قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي إلى الحدود السورية، عندها يمكن القول إنّ المخطط قد فشل.
لكن من الواضح أنّ موازين القوى السياسية في العراق والمعطيات الميدانية في سورية تشير إلى أنّ الاحتمال المرجح هو وصول قوات الجيش السوري والعراقي إلى الحدود المشتركة وفشل المخطط الأميركي.
لا شك أنّ للولايات المتحدة نفوذاً قوياً في العراق، وتحديداً على مستوى الحكومة العراقية، لكن هذا النفوذ لا يصل إلى مستوى ارتهان الحكومة العراقية بالمطلق للقرارات الأميركية، والتوازن السياسي في العراق يسمح للأطراف الرافضة للسياسة الأميركية أن تحدّد وجهة الأحداث لا سيما في هذه المسألة على خلفية محاربة الإرهاب وضرورة التنسيق بين بغداد ودمشق.
كما أنّ حلفاء سورية ولا سيما روسيا وإيران لديهم مصلحة مشتركة في إفشال المخطط الأميركي وتلتقي هذه المصلحة مع إرادة الدولة السورية.
هذه المعطيات تشير إلى أنّ مصير المخطط الأميركي للحدود السورية – العراقية سيلاقي الفشل في نهاية المطاف.
(البناء)