قانون القومية سيتسبب بالضرر فقط: موشيه آرنس
عندما تبين أن اقتراح قانون القومية قد وضع عميقا في ارشيف الكنيست، فإنه ظهر من جديد عندما قررت اللجنة الوزارية للتشريع طرحه مؤخرا .
الحديث لا يدور فقط عن قانون بلا فائدة، بل هو قانون ضار ايضا. لا تصدقوا كل التفسيرات والمبررات التي تُقال بأن الحديث يدور عن قانون للدعاية فقط، لا يعبر عن التمييز ضد المواطنين العرب. دعائي؟ من الذي يحتاج اصلا إلى قانون دعائي كهذا؟ علم الدولة هو العلم الصهيوني، ونشيدها الوطني هو نشيد «هتكفاه»، واللغة العبرية هي اللغة السائدة في إسرائيل وقانون العودة يتم تطبيقه بشكل يومي.
ليست هناك حاجة إلى اعلان يصادق على أن اليهود في إسرائيل يطبقون حقهم في تقرير المصير، وأن إسرائيل تواظب على الالتزام بأن تكون ملجأ لكل يهودي يطلب الملجأ. فكل مواطن في إسرائيل، يهودا وعربا، وكل العالم يعرفون ذلك جيدا.
وكل «اعلان» حول هذا الامر لا داعي له. إن الاسوأ من ذلك هو أن القانون يعكس عدم وجود الحساسية وعدم تفهم مشاعر عرب إسرائيل.
المواطنون العرب هم أقلية تشكل خُمس سكان الدولة، وهم يستحقون المساواة في الحقوق وفي الفرص الكاملة.
وعلى الرغم من أنه خلال الـ 69 سنة من وجود الدولة حدث تقدم كبير نحو تحقيق هذا الهدف، إلا أن الطريق ما زالت طويلة. إن دمج مواطني الدولة العرب في المجتمع الإسرائيلي من خلال المساواة الكاملة هو موضوع هام جدا ليس فقط بالنسبة للمواطنين العرب، بل ايضا بالنسبة لليهود.
الحديث يدور، بكلمات اخرى، عن هدف هام للدولة، يجب أن يكون في سلم أولويات البرنامج الاقتصادي والاجتماعي للحكومة.
إن الفشل في تحقيق هذا الهدف سيجعل الكثير من العرب يشعرون بالاغتراب تجاه الدولة، وربما العداء ايضا. من هذه الناحية، فإن قانون القومية هو بالتأكيد خطوة في الاتجاه غير الصحيح.
أحد بنود القانون الذي ينص على أن اللغة العبرية ستكون اللغة الرسمية الوحيدة في الدولة، يشكل انحرافا عن التفاهم القائم منذ سنوات طويلة، والذي يعتبر أن اللغة العبرية واللغة العربية هما لغتان رسميتان. هذا الهدف الذي لم يتم تطبيقه أبدا بشكل كامل، يجب أن يبقى شاخصا أمام أعيننا، وها هو قانون القومية يأتي من اجل تقليص شأن اللغة العربية.
فبدلا من اعتبارها لغة رسمية ستحظى بـ «مكانة خاصة».
إن كندا التي يتحدث معظم سكانها الانجليزية تعتبر مثالا للدول التي توجد فيها مكانة متساوية للغة الفرنسية، التي هي لغة الأقلية فيها.
ومثل العرب في إسرائيل فإن من يتحدثون الفرنسية يشكلون خُمس السكان، ووزراء الحكومة وموظفو الدولة في كندا يتحدثون اللغة الفرنسية بطلاقة.
أنا أقترح على من يؤيدون قانون دولة القومية، الذين يعتبرون أنفسهم أتباع جابوتنسكي، اقترح عليهم مراجعة مواقفهم في هذا الامر.
الامور التالية يمكن ايجادها في الكتاب الاخير الذي قام بتأليفه جابوتنسكي «اليهود وحرب 1939 – 1940): «اللغة العبرية واللغة العربية ستكونان متساويتان في الحقوق والمكانة القانونية… لن يكون هناك أي قانون أو اعلان أو أمر أو لغة… أو طابع للدولة أو عنوان، لن يكون قانونيا إلا اذا كان باللغتين وبالتساوي، العبرية والعربية ايضا».
من اجل تطبيق هذه المباديء هناك حاجة إلى تحسين تدريس اللغة العربية في المدارس اليهودية.
وقد تم النقاش في هذا الامر قبل سنوات طويلة. ولكن لسبب ما لم يحدث أي تقدم بعد في هذا الشأن. لقد حان الوقت لتطبيق هذا الامر.
وفي المقابل، قانون دولة القومية هو خطوة في الاتجاه غير الصحيح. ووضعنا سيكون أفضل بدونه.
هآرتس