أبو مازن يطمح الى اقناع ترامب باستئناف في المفاوضات: ايزي لبلار
في الاسبوع الماضي تحدث رئيس الكونغرس اليهودي العالمي، رونالد لاودر، في امور أثبتت أنه شجع الرئيس ترامب على الاعتراف بأن السلام بين اسرائيل والفلسطينيين قابل للتحقق الآن. وأكد على أنه يعتبر رئيس السلطة محمود عباس شخصا معتدلا وملتزما بالسلام. يمكن الاستخلاص من روايته أن حكومة اسرائيل، ولا سيما رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، كانوا حتى الآن بدون مرونة كافية .
أنا أعرف لاودر شخصيا منذ عشرين سنة تقريبا، ويمكنني القول إنه منذ تولى منصبه سفيرا للولايات المتحدة في النمسا، وهب نفسه لصالح الشعب اليهودي ورفاهية اسرائيل وساهم اسهاما حقيقيا في الاستثمار المباشر أو من خلال العمل الدعائي. وكانت له علاقة حميمية مع نتنياهو، وقد أيده على مدى سنوات العزلة بعد هزيمة اهود باراك في الانتخابات. إلا أن هذه العلاقة انقطعت منذ خمس سنوات عندما لم ينجح لاودر كصاحب أسهم رئيسي في منع القناة العاشرة من بث حملة سيئة ضد نتنياهو.
لاودر حلم دائما بأن يكون الزعيم اليهودي الذي سيؤدي في يوم ما الى اتفاق سلام حقيقي، ولهذا عاد وصمم على أن رئيس السلطة الفلسطينية يطمح الى السلام. وهو يزعم الآن أنه أقنع أبو مازن بتقديم تنازلات كبيرة. وفي نقاش مطول مع لاودر، لم أنجح في ثنيه واقناعه بالواقع. فقد تحدث بلهجة مسيحانية تقريبا عن السلام الذي سيكون بيننا، وذكرته بأنه يقوم الآن بالاخلال بقانون الحديد الساري على القادة اليهود في الشتات، والذي يقول إن من لا يعيشون في اسرائيل يقومون بتجاوز الخطوط الحمراء عندما يتدخلون في السياسة الامنية لحكومة اسرائيل المنتخبة مع الحكومات الاجنبية. وفي هذه الامور ايضا يقوم نتنياهو بتطبيق سياسة تحظى بتأييد الاغلبية في اسرائيل. اذا باسم من هو يعمل؟.
الامر الذي يجعل سلوك لاودر خاطيء هو حقيقة أنه أكد على أنه لم يتحدث أبدا مع رئيس الحكومة حول برامجه، وزعم أنه حاول ثلاث مرات التحدث بشكل رسمي، لكن نتنياهو رفض الالتقاء معه بشدة. وعندما تحدثت مع نتنياهو تبين أن تدخل لاودر لدى ترامب يغضبه. لقد تعامل مع لاودر على أنه “التحدي الاكبر الذي يجب التغلب عليه” لأن له تأثير كبير على الرئيس، وهو يسعى لخطة سلام رفضتها اسرائيل. وعلى الرغم من ذلك، الخطة تشكل اغراء للرئيس الامريكي الذي قد يؤمن بأن الحديث يدور عن خطة ممكنة وسلام سريع.
لقد حذرت لاودر مرة تلو الاخرى بأنه يقع في شرك أبو مازن الذي يتحدث بلغة تصوره كرجل سلام معتدل تجاه العالم الخارجي، وفي نفس الوقت يقدس الكراهية الدينية واللاسامية. وسألته هل أبو مازن يمكنه التعايش مع اسرائيل كدولة يهودية، وقبول حقيقة ضم المستوطنات المركزية لاسرائيل والتنازل عن حق العودة ووقف دفع الرواتب الاسبوعية لقتلة اليهود؟ هذه بعض التنازلات المطلوبة منه والتي يتوقع أن لا يستجيب لها. إن طموحه هو اقناع ترامب بالاستمرار في المفاوضات، دون التنازل عن شيء، ولكن من خلال اسماع اقوال كاذبة وتآمر ضد اسرائيل في الساحة الدولية.
لاودر يعتبر صديقا مخلصا لاسرائيل منذ سنوات طويلة، ولا توجد له أجندة خفية. وهو مخلص لمصالح الشعب اليهودي ونيته جيدة. ولكن يجب عليه التراجع خطوة الى الوراء ومعرفة النتائج الكارثية المحتملة اذا عاد تدخله الشخصي كالسهم المرتد علينا. يجب عليه الوصول الى اسرائيل فورا والالتقاء مع نتنياهو الذي يجب عليه وضع الخلافات السابقة جانبا والبدء في نقاش، واقناعه بالتراجع قبل أن يقوم ترامب بوضع خطواته النهائية وقبل زيارته للمنطقة.
اسرائيل اليوم