هكذا خططت «النصرة» لتفجير كازينو لبنان! غسان ريفي
لم يكن التفجير الانتحاري المزدوج الذي استهدف جبل محسن وأعلنت «جبهة النصرة» مسؤوليتها عنه، هو العمل الارهابي الوحيد الذي أرادت من خلاله زعزعة الأمن والاستقرار. بل كان هذا العمل واحداً من عدة عمليات انتحارية كانت أعدتها وجهزت انتحارييها لأجلها.
وكشفت التحقيقات التي تجريها مديرية المخابرات في الجيش مع الموقوفين من «الانتحاريين المفترضين» وغيرهم من المنتمين إلى مجموعات إرهابية، وكان آخرهم المدعو ق. ت. (18 عاماً) الذي كان مكلفاً بتقديم الخدمات اللوجستية للارهابيين وقام بايصال الانتحاريين طه الخيال وبلال مرعيانة الى جبل محسن، أن عدة عمليات انتحارية كان مخططا لها أن تحصل في أماكن عدة، أبرزها «كازينو لبنان» في ليلة رأس السنة.
وتشير المعلومات الى أن «جبهة النصرة»، عبر المطلوبين المولوي ومنصور، كانت تنوي استهداف «كازينو لبنان» في ليلة رأس السنة بسيارة مفخخة محمّلة بكميات كبيرة من المتفجرات، يقودها انتحاري هو إيلي الوراق الذي تم توقيفه قبل نحو أسبوعين. وكان من المفترض أن يدخل الوراق ببطاقة هويته، كونه مسيحيا ولا يثير الشبهات، وينفذ العملية، لكن صعوبات لوجستية حالت دون ذلك.
وتقول المعلومات إن عمليات انتحارية كان من المفترض أن تستهدف بعد جبل محسن، مركز مخابرات الجيش في شارع المطران في طرابلس، وفي الضاحية الجنوبية، عبر انتحاريين هما م. ع. وهـ. ش.، وتشير إلى أنّ منصور نفسه أبلغ مقربين منه أنه سينفذ عملية انتحارية في الضاحية، لكن تم تأجيل العملية الى وقت يحدد لاحقا، إلا أن الإجراءات التي قام بها الجيش بعد التفجير المزدوج في جبل محسن والتوقيفات التي شملت بعض المتورطين حالت دون استكمال تنفيذ هذا المخطط.
وتكشف التحقيقات حجم الاختراقات التي تمكنت «النصرة» من تحقيقها في صفوف الشباب في المنكوبين والتبانة ومحيطهما.
وتظهر الوقائع أن الفترة التي أمضاها المولوي ومنصور في «مسجد عبد الله بن مسعود» في التبانة، وغضّ النظر الأمني عن نشاطهما العسكري الذي أخذ بالتوسع قبل أن يتصدى الجيش لحالتهما الشاذة، قد مكنهما من تجنيد عدد من الشبان ممّن تتراوح أعمارهم بين 18 الى 20 سنة.
ولعل اعتراف الموقوف ق. ت. بتأمين الخدمات اللوجستية للارهابيين وتأمين طرقاتهم الى أماكن تنفيذ العمليات من خلال استطلاعها مسبقا، هو أكبر دليل على الشريحة التي تم تجنيدها لهذه الخطط الارهابية. وهؤلاء، منهم من فرّ مع المولوي ومنصور الى مخيم عين الحلوة. ومنهم من انتقل إلى القلمون السورية عبر وسطاء ومهربين، بعضهم بدأ بالقتال الى جانب المجموعات المسلحة هناك، والبعض الآخر عاد بعد فترة مجهزا بالأحزمة الناسفة، ومن بينهم الانتحاريان في جبل محسن طه الخيال وبلال مرعيانه، وغيرهما ممن وقعوا في قبضة الجيش أو ممن هم قيد الملاحقة. ومنهم من بقي يتنقل بين التبانة والمنكوبين بهدف تأمين الدعم اللوجستي لكل من يحتاجه من المكلفين بأعمال إرهابية.
وتشير المعلومات المتوفرة لـ «السفير» الى أن الجيش نجح حتى الآن في توقيف عدة أشخاص كانوا ينوون القيام بعمليات انتحارية هم: ح. ن. و ع. خ. وم. ع.، فضلا عن أحد المحرضين ويدعى م . ح.، في حين تستمرّ ملاحقة مجموعة من أربعة أشخاص يشتبه بتجهيزهم لتنفيذ عمليات انتحارية، خصوصاً أن أحدهم ويدعى ع. ع. هرب من التبانة لدى قيام مخابرات الجيش بمداهمته وعثر في منزله على حزام ناسف وعلى كميات من الأسلحة والمتفجرات، وقد فر معه أحد الأشخاص ممن تربطهم صلة قرابة بأسامة منصور. كما تستمر التعقبات بحق شخصين آخرين هما ع . ع و ع . خ. المتهمين بالانتماء الى مجموعة إرهابية.
وتقول معلومات أمنية لـ «السفير» إنّ بعض المتورطين ممن كانوا يزورون القلمون السورية تلقوا تدريبات على كيفية تصنيع العبوات والأحزمة الناسفة.
وتضيف إن منصور كان خبيراً في تصنيع العبوات الناسفة التي استخدمت أكثر من مرة في استهداف دوريات للجيش، والتي عثر على نموذج منها على طريق مجدليا الاسبوع الفائت، وأن منصور قام بتعليم بعض الشبان المحيطين به كيفية تصنيع العبوات والأحزمة الناسفة. علما أن احد الأحزمة التي استخدمت في التفجير الانتحاري المزدوج كان من تصنيع محلي وهو لم ينفجر بكامله.
ويبدو من المعطيات المتوفرة أن المولوي ومنصور ومن خلفهما «النصرة»، حرصوا على أن تكون المجموعات من ثلاثة أو أربعة أشخاص، لا تعرف إحداها الأخرى، ولكل منها مهمة محددة.
وتقول معلومات أمنية لـ «السفير»: إن التوقيفات شملت بعد التفجير الانتحاري المزدوج في جبل محسن عددا كبيرا من الشبان الذين يخضعون للتحقيق، ويصار الى تحليل داتا الاتصالات العائدة لهواتفهم الخليوية.
(السفير)