في ذكرى النكبة اين الأمل؟
غالب قنديل
عقود مضت على نكبة فلسطين بالحكومات العربية التابعة للغرب اﻻستعماري وبالقيادات السياسية اللاهثة خلف سراب التسويات اﻻفتراضية وعلى الرغم من الدماء التي سفكت ومن الارواح التي بذلت من ابناء فلسطين ومصر واﻻردن وسورية ولبنان على امتداد عشرات السنين وعبر اﻷجيال المتعاقبة تبدو فلسطين في الظاهر أبعد مما مضى عن وعد التحرير والعودة بفعل واقع القيادات الفلسطينية التي ترتهن للغرب ولسراب التسويات وللحكومات الرجعية في البلدان العربية والمنطقة ويتحول الصمت المريب او التصرف بمنطق أضعف اﻹيمان لتبرئة الذمة في قضية مثل تحرك اﻷسرى اﻷبطال في سجون العدو إلى شاهد صارخ على حالة التردي التي استغرقت فيها الحركة الوطنية الفلسطينية نتيجة التكيف المتمادي مع المشاريع اﻻستعمارية المكرسة لتثبيت اﻻحتلال الصهيوني وتكريس اﻻعتراف بكيان العدو الغاصب كقوة مهيمنة في المنطقة.
من مهازل الزمن ان يتحول منطق بعض الاطراف الفلسطينية المهيمنة والرئيسية من خيار المقاومة الى استلحاق ركب التسوية والاستسلام والتفريط بحق وطني كامل ﻻ يقبل التجزئة ومن خلال التجاوب مع الغواية المالية والسياسية لرجعيات النفط العربي وحليفها التركي التابع.
هل باتت احوال القضية على هذه الدرجة من اليأس والتردي ليصبح اقصى المتاح هو الرهان على عدالة موهومة في محاكم الهيمنة اﻻستعمارية وما يسمى بالقانون الدولي الذي أنشأه المستعمرون لتثبيت سيطرتهم اﻻقتصادية والسياسية على شعوب اﻷرض؟.
الصورة الفعلية لحركة الصراع تشير الى تراجع الكيان الصهيوني وعجزه عن اﻻحتفاظ بزمام المبادرة في التوازن الاقليمي بفعل تنامي قدرات المقاومة في لبنان وصمود سورية العربية التي انفردت بين الدول العربية برفض اﻻعتراف وبمقاومة الهيمنة اﻻستعمارية الصهيونية غير آبهة بالكلفة تحملها دفاعا عن استقلالها وعن قضية فلسطين وعن اﻷمة وكرامتها ووجودها.
اسرائيل في خيبة انكسار الهيبة والجبروت وهي تعترف بعجزها جهارا امام قوة محور المقاومة وقدراته الرادعة وليس أدل على ذلك من المشهد الذي عرضه سماحة السيد حسن نصرالله حول اختباء هذا العدو خلف الجدران داخل فلسطين المحتلة وعلى خط الجبهة مع لبنان بينما هو مرتجف ومرتبك في حسابات جبهة الجوﻻن ومسارات نهوض الدولة الوطنية السورية رغم ضراوة العدوان اﻻستعماري.
ما تقدم يشير إلى ظروف مواتية لخيار المقاومة واﻻنتفاضة في فلسطين رغم ردة الحكومات التابعة وخيار المقاومة هو نذر شباب فلسطين من الفتيان والفتيات ومن الفصائل المناضلة التي ﻻ تعرف المساومة أو المراوغة بل تحمل نبض القضية ونذر التحرير الكامل من البحر إلى النهر.
المقاومة الجديدة هي اﻷمل وهي الطريق بعيدا عن اﻷوهام والرهانات المجربة والخاسرة فلم يعد عند المفرطين وصفة لم تختبر او كذبة لم تنكشف.
فلسطين تعيش كقضية املا جديدا ويفتح لها جيل صاعد ومقاوم بوابات الغد القادم معانقا انجازات المقاومة اللبنانية وحصاد سورية البطولي في صد الغزوة اﻻستعمارية والغد لناظره قريب.