رواية صهيونية جديدة عن عملية انصارية
نشر مُحلل الشؤون العسكريّة في (يديعوت أحرونوت)، أليكس فيشمان، تقريرًا مطولاً حول المذبحة التي وقعت في صفوف كتيبة الكوماندوز الإسرائيلية التي حاولت نصب كمين لمقاتلي حزب الله عام 1997 في بلدة أنصارية ووقع نحو 40 من أفرادها بين قتيل وجريح. وأوضح التقرير أنّ الكتيبة وقعت في كمين حزب الله بينما كانت تهم بصنع كمين لمقاتلي الحزب فوقع إفرادها بين قتيل وجريح. وجاء أيضًا في التقرير أنّه في البداية قام جنود الكوماندوس الإسرائيلي بتجهيز أنفسهم لنصب كمين لمقاتلي حزب الله في الجنوب عام 97 وركبوا الزوارق المطاطيّة ونزلوا عن طريق البحر حيث كانت ليلة بلا رياح، وخرجوا واحدًا تلو الآخر ثم بدأت الانفجارات وبدأ الجنود يصيحون بقولهم (وقعنا في كمين) وبعد نحو 39 ثانية وقع انفجار ثانٍ وثالث وانقطعت الاتصالات مع أفراد الكتيبة، وبدأ الطيران الحربي والمروحيات بالتحرك لكن دون فائدة. وبيّن التقرير أنّ احد الجنود الذين حاولت المروحية إنقاذه مات على الفور .
وبيّنّ المُحلل العسكري أنّ الكمين الذي حاول الجيش نصبه لحزب الله تحول ضدهم واحترق الجنود وتقطعت أجسادهم مؤكّدًا على أنّ الإصابات كانت مباشرة في صفوف قوة النخبة الصهيونية حيث سقط 40 جنديّا بين قتيل وجريح من الفرقة.
ولفت فيشمان، الذي أجرى لقاءً مع وزير البناء والإسكان، الجنرال في الاحتياط يوآف غالانط، بمناسبة مرور 20 عامًا على ما أسماه بالإخفاق التاريخيّ، إلى أنّ قادة الجيش حاولوا التملّص من أربع لجان تحقيق، وشدّدّوا في شهاداتهم على أنّ الجنود قُتلوا بسبب خللٍ في المواد المتفجرّة التي كانوا يحملونها، والتي كانت معدّةً لقتل رجال حزب الله وبحسب غالانط، الذي يتحدّث لأوّل مرّة عن الإخفاق فإنّ حزب الله اللبنانيّ تمكّن بدون معرفة الإسرائيليين، من التنصت على المحادثات التي كان يُجريها الطيّارون الإسرائيليون بواسطة طائرات الاستطلاع التي كانت تُحلّق فوق الأراضي اللبنانيّة، خلال حديثهم مع القوات المًتواجدة على الأرض، وتابع قائلاً إنّ حزب الله استطاع أنْ يكشف كل ما يدور وبالتالي وقع الجنود في الكمين الذي نصبه لهم حزب الله.
علاوةً على ذلك، أكّد الوزير الإسرائيليّ في سياق حديثه على أنّ إدعاءات شعبة الاستخبارات العسكريّة في الجيش (أمان)، بأنّ الجنود والضباط قُتلوا جرّاء المواد المتفجرّة غير الصالحة التي كانت بحوزتهم، غيرُ صحيحةٍ بالمرّة، وأنّهم قُتلوا نتيجة الألغام وإطلاق النار من قبل حزب الله، الذي كان ينتظر وصول القوّة في كمينٍ محكمٍ جدًا، على حدّ تعبيره.
وأورد المُحلل العسكريّ فيشمان أنّ موقف الجيش الإسرائيليّ في العام 2017، أيْ بعد مرور عشرين عامًا على العملية هو كالتالي: حزب الله تمكّن من التقاط عددٍ كبيرٍ من المكالمات بين الطائرات وبين القوات على الأرض، الأمر الذي مكّنه من معرفة تفاصيل العمليّة قبل وقوعها بعدّة أسابيع، وتابع قائلاً إنّ هذه النتيجة التي توصلّت إليها لجنة أغمون في العام 2010، تمّ تقديمها إلى قائد سلاح البحريّة الإسرائيليّ في ذلك الوقت، الجنرال رام روتنبرغ، الذي أقّر بأنّ هناك احتمالاً كبيرًا بأنّ حزب الله رصد المكالمات، وبالتالي نصب الكمين القاتل للوحدة النخبويّة الإسرائيليّة، على حدّ تعبيره.