المقداد: لتعزيز وحدة القوى المناهضة للسياسات العدوانية الاميركية
قال نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، اليوم الإثنين، أن تصرفات الولايات المتحدة ضد القوات الحكومية في سوريا تقوض سمعة الإدارة الجديدة وتتعارض مع كل الوعود التي قدمها ترامب قبل.
كما أعلن في حديث لوكالة “سبوتنيك”، أن المظاهرات المناهضة للغارة الأمريكية على سوريا، والتي شهدتها نيويورك مؤخرا، تعكس عدم ترحيب الرأي العام الأمريكي بالسياسات العدوانية لإدارة ترامب، الذي خالف كل وعوده الانتخابية بألا تلعب بلاده دور شرطي العالم.
وقال المقداد: “المظاهرات التي شاهدناها… ضد ضرب سوريا عند مبنى ترامب في نيويورك وهو مقابل الأمم المتحدة تعني وجود رأي عام أمريكي لا يرحب بمثل هذه السياسات العدوانية للإدارة الأميركية، وإذا أرادت الولايات المتحدة الأميركية، أن تلعب دور شرطي العالم الأمر الذي كان ترامب قد هاجمه خلال حملته الانتخابية فإنه الآن يتناقض مع كل وعوده الانتخابية وهذا يدل على انه لا مصداقية للقيادات الأمريكية ولا لحملاتها الانتخابية ولا تعتمد أصلا على مبدأ ممارسة الديمقراطية والشفافية لا بالحكم ولا شفافية الإدارات الأميركية مع الشعب الأمريكي”.
وأضاف: ” نحن ندين هذا العدوان الموصوف على سوريا من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة التي أرادت أن تبدأ عملها بعدوان فلنتصور ماذا ستكون عليه السنوات الأربعة… هذا سيعطي انطباع عام لكل شعوب العالم حول سياسات هذه الإدارة ونعتقد أن هذا سيعيد أجواء الحرب الباردة وأجواء العدوان الأميركي على ما كان سابقا ضد فيتنام والعراق والشعوب الأخرى سواء في أوروبا أو حتى في أمريكا اللاتينية والتي يجب أن تنتبه إلى أن وحدة القوى المناهضة للسياسات العدوانية الأميركية يجب أن تتعزز ويجب أن تنضم إليها قوى تريد الاستقلال والسيادة لبلدانها”.
وأكد أن الغارة الأميركية على مطار الشعيرات، أتت بعد فترة تميزت بتقلبات الموقف السياسي الأمريكي، وأنها تعكس خلافات أميركية داخلية على مستوى الإدارة وكذلك على المستوى الشعبي، وأنها تحمل رسالة موجهة للعام بأسره، في إطار تعزيز الهيمنة الأميركية على الساحة الدولية.
وقال “هذه الضربة الأمريكية تأتي بعد عدة مقدمات تميزت بتقلبات في الموقف السياسي الأمريكي وتعكس خلافات داخل الإدارة والساحة الشعبية الأمريكية كما أنها رسالة ليست موجهة للداخل الأمريكي وإنما موجهة للعالم في إطار تعزيز هيمنة أميركا على العالم وهذا يدل على انه مهما تبدلت الإدارات فالاستراتيجية الأمريكية مستمرة تحت مختلف هذه الإدارات”.
وأعرب في سياق حديثه أن الهجوم الأميركي على القاعدة الجوية السورية، لا يمكن تبريره بوجود أسلحة كيماوية لدى دمشق، لأن الأخيرة سلمت البرنامج الكيماوي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وأن الولايات المتحد وروسيا ودول أوروبية تعرف جيدا ألا وجود لدى دمشق لمثل هذه الأسلحة.
وأشار”نحن قلنا قبيل هذا العدوان أنه لا توجد أسلحة كيماوية في سوريا.. انتهى هذا الموضوع وقمنا بتسليم البرنامج الكيمياوي السوري لمنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية وأميركا وروسيا وبريطانيا وفرنسا وكل دول الاتحاد الأوروبي وحتى السعودية يعرفون أنه لا يوجد برنامج كيمياوي في سوريا.، بما يعني أن هذا العدوان لم يكن مبررا على الإطلاق”.
ووصف ردة الفعل الروسية على الغارة التي شنتها الولايات المتحدة على قاعدة جوية سورية، بالتصرف العقلاني، رغم وجود عسكريين روس في القاعدة.
وقال “الاتحاد الروسي تصرف بعقلانية على الرغم من وجود عسكريين روس في القاعدة التي تم ضربها لكن.. الاتحاد الروسي يسعى دائما إلى ممارسة سياسة تتصف بالهدوء وضبط النفس وعدم الانفعال لان أي تصرف آخر كان سيقود إلى كارثة إنسانية لا سوريا ولا الاتحاد الروسي يريدان ذلك”.
وأضاف “سوريا وحلفائها لا يريدون تهديد الولايات المتحدة الأمريكية ونحن لا نهدد الأمن والسلم في العالم ولا نريد توجيه إنذارات للرأي العام الأمريكي.. لكن لكل حادث حديث وأنا متأكد أننا كما نناضل ونعمل ضد الإرهاب في سوريا والمنطقة نيابة عن كل العالم فإننا سندافع عن سيادة واستقلال سوريا”.
وعن المصالح الأمريكية في سوريا قال “أن لا وجود لأي مصالح أمريكية في بلاده، تبرر الاعتداء عليها سوى حماية الإرهابيين”.
وقال ” لكن لا توجد مصالح أمريكية خاصة في سوريا يمكن لها أن تبرر مثل هذا العدوان…”.
وأضاف: ” اعتقد المصالح كما ظهرت هي مصالح حماية الإرهاب والتنظيمات الإرهابية لأن من كان اكثر سعادة بهذا العدوان الأمريكي هي “داعش” و”جبهة النصرة”، بينما كان الرئيس الأميركي المنتخب مؤخرا قد أعلن أنه سيحارب “داعش” لنجد أنه يحارب الجيش العربي السوري الذي يتصدى لتنظيم “داعش” وغيرها من التنظيمات الإرهابية… “.
وفي سياق التعاون مع العراق، أعلن المقداد أن هناك حاجة للمزيد من التنسيق بين الجيشين، السوري والعراقي في محاربة الإرهاب.
وقال “أنا أقول أننا بحاجة إلى مزيد ومزيد من هذا التنسيق والتعاون ويتم التنسيق بشكل معلن أو غير معلن بيننا وبين الجيش العراقي وهنالك المركز الذي أنشئ في العراق للتنسيق العسكري وهو يمارس دوره بشكل أو بآخر.. نحتاج إلى مزيد من التنسيق..هذا صحيح”.
وأضاف “لكن الحرب المعلنة على داعش في كلا البلدين هي حرب على عدو واحد وأي انتصار في العراق يخدم سوريا والعكس صحيح فأي انتصار أو إنجاز في سوريا يخدم الأشقاء في العراق”.