كلمة الرئيس في عمان ومن أوعز بالتشويش
غالب قنديل
كشفت المعلومات الصحافية منذ يوم أمس عن رسالة موجهة الى قمة عمان وقعها رؤساء سابقون يتقدمهم الشيخ امين الجميل والسيد ميشال سليمان ومعهما رؤساء الحكومة السابقون فؤاد السنيورة و نجيب ميقاتي وتمام سلام وفي المعلومات ان الرسالة تضمنت مواقف اعتراضية و استباقية ضد ما يتوقع ان يطرحه الرئيس عون في خطابه الى القمة.
يعلم الرؤساء السابقون ان موجبات التضامن الوطني و احترام الاصول الدستورية و مصلحة لبنان العليا تفرض عليهم ان يحترموا مقام الرئيس وهيبته وان يحتفظوا بحقهم في التعبير عن آرائهم للرئيس مباشرة او داخل المؤسسات وبينهم ثلاثة اعضاء في البرلمان يملكون القدرة على التعبير عن مواقفهم بدلا من الطعن بمكانة الرئاسة وبموقفها لاسترضاء جهات في الخارج لا تظهر اي حرص على مصلحة لبنان بل هي متآمرة مع الكيان الصهيوني ومتناغمة معه في ابسط الاحوال.
ان جميع المعطيات ترجح ان تكون هذه الخطوة المخالفة للأعراف والاصول تنفيذا لأمر عمليات خارجي باستباق كلمة العماد ميشال عون رئيس الجمهورية اللبنانية في القمة الذي يحضر على رأس وفد يضم رئيس الحكومة سعد الحريري. وفي المعلومات الصحافية المتداولة ان الرسالة ركزت على مجموعة من النقاط التي تعاكس مضمون المتوقع في خطاب الرئيس اللبناني عن المقاومة وعن فلسطين وعن سوريا وهي مواقف سبق له ان اكدها منذ انتخابه وبعد قسمه الدستوري.
من حيث الشكل ان من المستغرب ان تبادر شخصيات لبنانية لمخاطبة القمة في وقت ان امام القمة كلمة باسم لبنان وبعد انتهاء الشغور الرئاسي واكتمال عقد المؤسسات ومع الاعداد لانتخابات نيابية وفي بداية انطلاق عهد جديد اكد مضمونه الوفاقي بلم شمل سائر الاطراف السياسية وهو الامر الذي يجعل المتطاولين على الرئاسة غادرين بالوفاق الوطني، طاعنين بالوحدة الوطنية، خارجين عن الاصول واللياقات والمبادئ التي يفترضها الانتماء الوطني في مثل هذه الظروف.
ان من طلب الطعن الاستباقي بكلمة لبنان في القمة معروف ويمكن الرجوع الى المصادر السياسية والاعلامية المعلومة التي تحركت ضد خطب الرئيس ميشال عون ومواقفه المعلنة وكان اولها من تل ابيب وتاليها واشنطن الحاضرة دائما لتلقف الصدى الصهيوني وتبنيه والجهة الثالثة المعلومة التي اعلنت اعتراضاتها على مواقف الرئيس العماد ميشال عون ولوحت بضغوط عديدة على لبنان ردا على هذه المواقف هي المملكة السعودية ودوافعها معروفة جدا وكذلك اساليبها.
من المؤسف ان تلتقي شخصيات لبنانية مع موجة ضغط اميركية صهيونية سعودية تستهدف رئيس الدولة الذاهب الى عمان لإلقاء كلمة باسم جميع اللبنانيين.
هؤلاء المشوشون لا يملكون لا وزنا تمثيليا ولا مشروعية شعبية او سياسية تؤهلهم للانتقاص من القيمة الوطنية لما سيعلنه الرئيس او من الوزن الدستوري والميثاقي لمواقفه وخياراته وهي مواقف وخيارات تعبر عن غالبية شعبية لبنانية كانت خلف فرض انتخاب العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، اما موقعو تلك الرسالة فيعلم اللبنانيون انهم كانوا ضد ذلك الخيار جهارا وان عبروا عنه بلغة متفاوتة.
اسرائيل هي المتضرر الاساسي من وجود رئيس لبناني يجاهر باحتضان المقاومة ودورها في الدفاع عن الوطن في وجه التهديد الصهيوني وضد الارهاب. واسرائيل هي المتضرر الرئيسي من وجود رئيس في لبنان يتبنى موقفا واضحا في رفض الاعتداءات الصهيونية التي تطال حقوق لبنان وسيادة لبنان وأرض لبنان.
الغريب العجيب ان هؤلاء المشوشين الذين استجابوا لمصلحة خارجية لم يرفعوا صوتا ولم يصدروا اشارة احتجاج على التهديد الإسرائيلي لحقوق لبنان في المياه الاقليمية وفي استخراج نفطه ولا في الحشد اليومي والمناورات المستمرة التي يجريها جيش العدو تحت عنوان معلن هو العدوان على لبنان بينما هم يبيحون لأنفسهم ان يطعنوا المقاومة في ظهرها وان يطعنوا سوريا وبعضهم لها فضل كبير عليه وكذلك ان يطعنوا بلدهم بمحاولة التشويش على كلمة رئيس الدولة امام قمة ليس فيها اثر لنبض حياة او لعزة او لكرامة لو غاب العماد ميشال عون عن حضورها.
من الواضح ان مشيئة خارجية تقف خلف هذا التشويش المقصود وهي لن تفل في عزيمة العماد ميشال عون وتصميمه على قول الحق بصوته العالي امام الجميع شاء من شاء وابى من ابى.
ما يجب ان يدون وان يحفظ ان هؤلاء الذين وقعوا على تلك الرسالة انما طعنوا بالتزامهم الوطني وبانتمائهم الى الدولة التي شغلوا فيها مناصب مسؤولة وهم خرجوا عن كل الاعراف والقيم الوطنية والدستورية التي تحتم عليهم الوقوف خلف رئيس دولتهم والاحتفاظ بما لديهم من ملاحظات الى ما بعد القائه خطابه باسم لبنان امام القمة العربية في عمان.