مجاعة اليمن : الفاعل معلوم
غالب قنديل
تسارعت تصريحات الناطقين الأممين الداعية للمساعدة في إغاثة اليمن وشعبها العزيز من خطر المجاعة الزاحفة التي تهدد حياة ومصير الملايين من الأطفال والراشدين كبارا وصغارا بعد أشهر من بيانات وتقارير منظمات الطفولة وجمعيات الإغاثة عن كارثة إنسانية تهدد جيلا يمنيا بكامله بأمراض تكوينية تصيب ملايين الأطفال بعضها قاتل او مشوه نتيجة انتشار الجوع وتفشي الأوبئة.
المشاركون في هذه الجريمة الموصوفة ضد شعب كريم عزيز ليسوا مجهولين أبدا وينبغي ان تقال الأمور بصراحة ومن غير أي مواربة امام نتائج دامية ومأساوية منظورة وعارية يشهدها العالم ويلوذ الكثيرون بالصمت أمامها تهربا من المسؤولية او بغواية المال الملوث بالدم البريء أو خشية عسف الجهات التي تقود حرب الإبادة ضد شعب مسالم كريم يتمسك بعزته واستقلاله في وجه اطماع الهيمنة وخطط الإخضاع والسيطرة لمصادرة خيرات اليمن ولمنعها من النهوض كقوة إقليمية مستقلة لها خياراتها السيادية التي يعود لليمنيين وحدهم ان يقرروها.
اولا الإبادة التي يتعرض لها الشعب اليمني انطلقت مع العدوان الأميركي السعودي الذي شن حملات عسكرية من الجو كانت من نتائجها عمليات قتل بالجملة وتدمير شامل للمعامل والأسواق والجامعات والمستشفيات والمدارس والأحياء السكنية ولسائر البنى التحتية في البلاد.
ثانيا الحصار البحري والجوي والبري السعودي الأميركي المحكم على اليمن هو أخطر أدوات العدوان وقد حرم الشعب اليمني من جميع المواد الغذائية والطبية التي كانت تستورد من الخارج وأعدم فرص تصدير المنتجات اليمنية أو مبادلتها وهو ما ضاعف آثار حملات التدمير والإبادة وحرم الملايين من مداخيل وعائدات كثيرة ومن أبسط مقومات العيش.
ثالثا إن حكومات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة السعودية وشركاءها الآخرين في الحرب على اليمن يحملون المسؤولية المباشرة القانونية والمادية عن نشر الجوع والموت في اليمن ومعهم كل من ساهم في اتخاذ القرارات الدولية التي استعملت في تغطية العدوان البربري على شعب مسالم يناضل من اجل استقلاله.
رابعا الصامتون في العالم والمنطقة ومن بيدهم القدرة على اتخاذ موقف رادع لم يشهروه هم شاءوا ام أبوا شركاء في هذه المقتلة التي تهدد الملايين بالهلاك بين حدي الحرب والجوع في بلد العزة والخير القادر بثرواته على كفاية اهله والرافض للاستكانة امام جبروت المعتدين الطغاة.
خامسا لا يمكن إعفاء جميع الأحزاب والنقابات في البلاد العربية وفي العالم من عار الصمت امام ما يجري في اليمن ولا يمكن القفز عن التبعات والمسؤوليات التي تحملها الصين وروسيا والهند وجنوب أفريقيا وسواها من الحكومات المناهضة للهيمنة الأميركية في العالم لأنها لم تظهر الحزم المناسب في التصدي لجريمة العصر ضد شعب اليمن الأصيل الذي لن يركع .
سادسا فك الحصار عن اليمن فورا في البحر والجو يجب ان يتردد في الساحات وتهدر به الحناجر والمنابر وكذلك وقف العدوان البربري الذي تحول إلى حرب إبادة قذرة … إنه نداء الإنسانية والعروبة لكل ذي وجدان حي في هذا العالم الظالم الذي يمسكه اخطبوط المال والنفط والصهيونية .
اليمنيون لا يريدون منة من احد ولا هم يقبلون جعلهم مادة للتسول الأممي فلطالما دفعوا ضريبة الحرية والكرامة ولقنوا الغزاة دروسا لا تنسى على مر العصور.
مرة اخرى يتضح سر تصميم قائد المقاومة السيد حسن نصرالله على كسر جدران الصمت بقوة حول ما يرتكب من جرائم بحق هذا الشعب العربي الطيب العظيم والأصيل وتصميمه على تحمل كلفة كلمة الحق في وجه كل هذا التوحش والجور الدموي المسكوت عنه.