الهدوء مخادع ولكن الوضع الاستراتيجي افضل من جيد: يوسي ميلمان
صورة الوضع التي تظهر من استطلاع رئيس جهاز الامن العام “الشاباك” – المخابرات هي أنه في السنة الاخيرة تتمتع اسرائيل من احدى فترات الهدوء التي تشهدها في العقد الاخير. صحيح أن نداف أرغمان شدد على أن الهدوء “مضلل، مسكر وخادع″ ولكن هذا قول يكاد يكون ممكنا قوله في كل لحظة معطاة في الشرق الاوسط الذي يسير على رمال متحركة، ومن المتوقع أن يقوله كل مسؤول في أجهزة الاستخبارات والامن، ولا سيما على لسان قائد احباط الارهاب.
وبالفعل، نجح جهاز الامن في السنة الاخيرة في احباط نحو 400 نية وخطة لتحويل العمليات من القوة الى الفعل. معظمها كانت ثمرة خطط لحماس، التي تحاول كل الوقت اشعال المنطقة في الضفة الغربية ولكن الحفاظ على الهدوء في غزة. وفي السنة الاخيرة اعتقل جهاز الامن المخابرات أكثر من 1000 من رجال حماس أو من المتماثلين معها.
وفي الوقت التي تنتظر فيه السلطة الفلسطينية تحريك خطوة سياسية من جانب الرئيس الامريكي دونالد ترامب وبالتالي تمتنع عن المبادرة الى العمليات وأجهزة أمنها تواصل التعاون لاحباط الارهاب مع جهاز الامن والجيش الاسرائيلي، فان المنتج الاكبر للارهاب يواصل كونه “منفذ العملية الفرد”. ومع ذلك، هناك تصعيد ما أيضا في تنظيم الافراد الذين بمبادرتهم، وبدون انتماء تنظيمي، يحاولون اقامة خلايا وشبكات ارهاب.
كما ينبغي التشديد ايضا، مثلما فعل أرغمان على أن عرب اسرائيل يواصلون الحفاظ على القانون وان يكونوا مواطنين صالحين ومخلصين، بالضبط مثل الاغلبية اليهودية، وهم يكادون لا ينضمون الى دوائر الارهاب. عدد من ينضمون الى داعش في سوريا والعراق قليل للغاية.
في السنوات الستة بين حرب الايام الستة وحرب يوم الغفران تباهى زعماء اسرائيل وعلى رأسهم وزير الدفاع موشيه دايان قائلا: “لم يسبق أن كان وضعنا افضل”. وعليه فمرغوب الا نكرر هذه العبارة.
ولكن الحقيقة هي أن وضع اسرائيل الاستراتيجي هو أكثر من جيد. فالهبوط في عمليات الارهاب والهدوء النسبي يميزان كل الجبهات: في الضفة الغربية، في غزة، على حدود سيناء وكذا في الشمال، في الحدود مع سوريا ولبنان. في بعض من هذه الاماكن يحفظ الهدوء ليس فقط بفضل قدرات جهاز الامن العام، بل بالاساس بسبب القوة العسكرية لاسرائيل، التي تترجم الى ردع حماس، حزب الله، داعش في سيناء ونظام الاسد في سوريا.
معاريف