جائزة إسرائيل للاحتلال ومتعاونيه: جدعون ليفي
في القرار حول الفائزين بجائزة إسرائيل لهذا العام ممنوع التسامح: لأول مرة في تاريخ الدولة تقرر منح التقدير الاكبر والاسمى للاحتلال. لم يسبق للدولة أن فعلت ذلك، لا سيما بهذا الشكل الفظ، بدون أي خجل وتردد أو غموض.
الجائزة ستمنح للمحتل ومتعاونيه. الاول متعاون مباشر مع الاحتلال، عنصري وقومي متطرف. الثاني متعاون مع الجيش، وبطريقة غير مباشرة مع الاحتلال ايضاً، مملوء بالنوايا الحسنة ـ كلاهما حاصلان على جائزة اسرائيل. هكذا تم تحطيم رقم قياسي آخر في التدهور الاخلاقي لإسرائيل. المشروع الذي بدأ سراً وبتردد وخجل، أصبح مسموحاً بالتدرج وتحول إلى ابعاد وحشية، ويصل الآن إلى ذروة اخرى وهو مزين بالجوائز.
في دولة سليمة كان من المفروض أن يكون مكان دافيد باري في المحكمة. تاريخ الجمعية التي أقامها «العاد» مليء بالخداع الاستيطاني. شركات وهمية ومتعاونون ووثائق مزورة والابتزاز تحت التهديد والرشوة والركض وراء المال، اضافة إلى شركات الحراسة العنيفة والميليشيات التي تزرع الرعب والإرهاب. هذا العفن يفوز الآن بالجائزة، وهدف باري غير الاخلاقي يبرر كل الوسائل. وتحت غطاء الآثار والحفاظ على جودة الطبيعة والسياحة، فان هدفه الشفاف والحقير هو التهويد. وبكلمات اخرى التطهير العرقي والترحيل في القدس. والجهاز القضائي صادق ودولة اسرائيل تعاونت، والآن هي تؤدي التحية.
لمن تؤدي التحية، أيتها الدولة؟ لمن قام بطرد آلاف السكان من منازلهم ونغص حياتهم، لمن حول قرية فلسطينية إلى موقع سياحي يهودي؟ للأسف ان اعضاء لجنة الجائزة لم يكلفوا أنفسهم عناء زيارة قرية سلوان. الحاصل على الجائزة هو المسؤول عن وضع العصي في عيون السكان في هذا الحي الضعيف والمقموع، حيث أن أعلام اسرائيل والحراس المسلحين يقضون مضاجع السكان صبح مساء. وللأسف أن اعضاء اللجنة لم يتواجدوا اثناء تنفيذ عملية طرد السكان من بيوتهم إلى الشارع، بأمر من باري وعصابته. وهذا لا يهم باري، لكن منح الجائزة لصاحب الترانسفير يعيد تعريف اسرائيل بأنها دولة نتفاخر الآن بجرائمها. لم يسبق أن كان أمر كهذا.
الشخص الآخر الحاصل على الجائزة مليء بالنوايا الحسنة، تسفي ليفي الذي هو من الكيبوتس وضابط رفيع المستوى في الاحتياط، الذي قرر أن يهب حياته لمساعدة الجنود الوحيدين والمحتاجين. وهذا الامر ليس سيئاً، لكن لماذا اختار جنود الجيش الاسرائيلي من بين جميع محتاجي وضحايا الدولة؟ ولم يختر الفقراء أو المعاقين أو اللاجئين أو الشيوخ أو الاثيوبيين أو الفلسطينيين ـ لقد اختار الجنود بالذات. وبهذا يستمر ليفي في إرث غير فاخر لمشاريع المساعدة للجماعة المحتاجة أقل في المجتمع. الجيش الذي يغرق في بحر ميزانياته ليس من بين المحتاجين في اسرائيل. والجنود الذين يقوم البعض منهم بتنفيذ مهمات احتلالية شيطانية لا يستحقون ذلك. إن قرار منح الجائزة لليفي الذي يجلس على كرسي متحرك مع جهاز للتنفس الاصطناعي، مشكوك فيه أنه قرار صحيح.
هذا القرار ليس صدفة ايضاً: الدولة التي هي في هذه الحالة وفي حالات اخرى هي نفتالي بينيت، قررت منح الجائزة الاجتماعية الاكثر أهمية لمن يتعاون مع الاحتلال والجيش. هذا يقول شيئاً ما عنها، وهذا يقول الكثير عن سلم اولوياتها. وهذا يقول كل شيء عن قيمها. ومن الذي يؤدي التحية لذلك؟ المعارضة. يئير لبيد مفروغ منه: «أنتم البرهان على أن حب الدولة والوحدة هما الطريق». وقد كرر ذلك مثلما يتحدث دائماً. وكثير من مؤيديه علقوا هذه المقولة على الثلاجات.
في مسابقة التمسك والالتصاق انتصر اسحق هرتسوغ بالضربة القاضية. فقد نعت باري بـ»باحث ومكتشف أسرار القدس» بعد مباركته «تسفيكا ودافيداليه على المشاريع الكبيرة من اجل الشعب والدولة». صانع الترانسفير هو «مكتشف أسرار القدس» وهرتسوغ هو «مكتشف أسرار اسرائيل»: كلها جمعية العاد.
هآرتس