مقالات مختارة

يوجد مخرج: ران أدلست

 

تبدأ الساحة السياسية والادارية بالاحتساب المسبق لنهاية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي باتت رائحته كرائحة الجثة السياسية. لا تزال في كمه بضع أوراق يمكنه بها أن يمس شخصيا ومؤقتا من يتمرد في وقت مبكر أكثر مما ينبغي، ولكن يبدو انه غير قادر على أن يوقف الخطوة كلها.

زمن التسديد لمن تضرروا من نتنياهو وخانهم سيأتي عندما تنضج المحادثات السرية بين قيادة الليكود ومقاولي الاصوات في الميدان إلى محادثات علنية أكثر فأكثر، والتي تعني «نحن نصدق الواحد الآخر وفي لحظة الاختبار سنسير معا». وساعة الاختبار هي، مثلا، محاولة نتنياهو تطيير الوزير اسرائيل كاتس، بينما كل الباقين، بمن فيهم منافسو كاتس يقفون إلى جانبه ويهددون بتفكيك الرزمة في لعبة «من يخاف أكثر». في الجولة السابقة هذا لم ينجح. في هذه الجولة، حين يشم الجميع الدم، هذا كفيل بان يحصل. وهذا لا يعني أنهم أبطال. بل العكس، هذه عصبة مفزوعة وعديمة العمود الفقري، قادرة على ان تقوم بعمل ما فقط عندما يتهدد الكسب الوزاري بالتبدد.

ظاهرا، وعلى السطح، ليس لهم ولاعضاء الكنيست سبب يجعلهم يحلون أنفسهم، ولا سيما حين يكون من شأن العشرات منهم، ولا سيما الليكوديين إلا يعاد انتخابهم. مصلحتهم هي التواصل مع الاحزاب الاصولية، ليبرمان وباقي مهددي الانتخابات وحفظ الائتلاف الحالي. وحتى التهديد من جانب لبيد لا يفترض أن يجعل النواب المترددين يحلوا أنفسهم ليذهبوا إلى بيوتهم، إذا كانت توجد للحكومة الحالية أغلبية حتى بدون نتنياهو.

ما هو كفيل بخلق الاغلبية الرياضية للانقلاب او للانتخابات، هي مؤشرات واضحة على رفع لائحة اتهام. وفي هذه الاثناء يراكم نتنياهو كتلة من الاخفاقات الداخلية التي تقضم أكثر فأكثر في قدرته على الحكم، ومن حيث الطاقة الكامنة يدور الحديث عن استسلام تام لبينيت وشركائه في الليكود، ممن يلعبونها حكومة في داخل حكومة وضد الحكومة.

ليس لبينيت والبيت اليهودي سبب حقيقي لمغادرة الحكومة. فالسيطرة على وزارتي التعليم والعدل وعلى الفضائل الاستراتيجية، الايديولوجية والاقتصادية جيدة له وللمعسكر الوطني للمدى القصير والطويل. معظم الحاخامين والمتفرغين في قيادة المستوطنين يقفون إلى جانبه ولكن الميدان يسأل أين البناء والتوسيع. والميدان هو عشرات الاف الاشخاص الذي يعيشون في غيتوات في الضفة والتي تسمى «مستوطنات منعزلة» وينتظرون «اختراقا» ما يبدو أنه لن يأتي أبدا.

الآن، بعد أن تبددت فقاعة الشمبانيا التي فتحت مع انتخاب ترامب، ويسير نتنياهو على ما يبدو نحو تجميد اضافي، فلعله سيدفع ثمن الاستسلام ولكن بينيت سيتلقى سهام النقد. إذا كان ثمة شيء ما غير قابل للتحكم وغير متوقع في الواقع الاسرائيلي فهو رد فعل الميدان المتمثل بمتطرفين اليمين، وانظروا حالة عمونة. وفي هذه الاثناء يتراكم المزيد فالمزيد من الاخفاقات أمام بوابة نتنياهو وتجمع كتلة حركة يفترض بها أن تفكك وهم قدرة القرار لديه، بما في ذلك سحر الثلاثين مقعدا في الانتخابات الاخيرة.

مسار هروب محتمل هو السير مع ترامب إلى مؤتمر اقليمي، تطيير بينيت وضم المعسكر الصهيوني. يحتمل أن يكون في الخيال المعتمل لدى نتنياهو يتخيل اليسار، النيابة العامة ووسائل الإعلام وهم يحصنوه من النقد على نمط شارون. ويحتمل أن يقرر: تموت نفسي مع بينيت وليحترق العالم. معقول أنه لا يقرر على الاطلاق بل ينجر مفزوعا مع الظروف، يطلق النار في كل الاتجاهات ويضر، ضمن آخرين، بدولة إسرائيل.

معاريف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى