نيويورك تايمز: أوروبا أمام أربعة اختبارات وجودية
قال كاتب بنيويورك تايمز إن تفكك الاتحاد الأوروبي بدأ هذا الأسبوع أقرب إلى الواقع أكثر من أي وقت مضى اعتمادا على تزامن ما وصفه بالأزمات المتعددة التي تمثل أعمق مشاكل القارة .
وأورد الكاتب والمحلل السياسي بالصحيفة ماكس فيشر أن بريطانيا خطت خطوة نحو مغادرتها الاتحاد الأوروبي، كما خطت أسكوتلندا خطوة تجاه الاستقلال، ويُتوقع لليمين المتطرف أن يفوز في هولندا، وكشف الخلاف المتنامي بين تركيا وهولندا صعوبات الحفاظ على وحدة أوروبا والقوى التي يمكن أن تمزقها.
وأضاف أن هذه القضايا الأربع ليست كافية لتمزيق أوروبا، التي مرت بأسوأ منها، لكنها -أي هذه القضايا- تمثل قوى أكبر منها تستطيع، إذا اجتمعت، أن تمزق القارة.
وقال أيضا إن أحداث هذا الأسبوع تختبر قدرة أوروبا على تجاوز مشاكلها أو على الأقل إدارتها، أو أن هذه المشاكل كافية لتدمير نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وتناول فيشر أهمية القضايا الأربع، وقال إن اليمين المتطرف في هولندا سيصعد كثيرا، رغم أنه لن يستطيع تشكيل حكومة لوحده، وربما تبعده أحزاب الوسط من المشاركة في السلطة، لكن ورغم ذلك فإن ضغطه على من سيحكمون سيضطرهم إلى تبني بعض مواقفه مثل استهداف المهاجرين وإضعاف الاندماج الأوروبي، مثلما اضطر حزب المحافظين البريطاني إلى تبني خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي، قائلا إن ذلك سيهدد نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وأشار إلى أن ما سيحدث في هولندا سينطبق على فرنسا وألمانيا وغيرهما، مشيرا أيضا إلى أن حرمان اليمين الأوروبي المتطرف من المشاركة في السلطة سيزيد من شعبيته.
وعن الخلاف التركي الهولندي قال فيشر إن تركيا ربما تضطر، إذا تصاعد الأمر أكثر، إلى إلغاء صفقتها مع الاتحاد الأوروبي حول اللاجئين والدفع بملايين منهم إلى أوروبا والتسبب في اضطراب المشهد السياسي بالقارة وصعود اليمين المتطرف في وقت حرج لأوروبا.
وخلص أيضا إلى أن تركيا وأوروبا بحاجة إلى التوافق، لكن الضغوط السياسية ربما تتراكم إلى درجة الوصول إلى قطيعة تضر بالجميع.
أما خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يقول الكاتب، فإنه سيلحق الضرر بالاقتصاد البريطاني وبوحدة أوروبا، وركز على أن عملية الخروج أمامها عامان لاستكمالها باتفاقات بين بروكسل وبريطانيا، لكن هناك احتمال ألا يتم التوصل إلى أي اتفاق بشأن قضاياها مثل التجارة وحقوق مواطني الطرفين لدى كل طرف وغيرها من القضايا، وفي هذه الحالة ستُطرد بريطانيا من الاتحاد دون أي اتفاق، “ولا أحد يعلم ما الذي يعنيه ذلك“.
وأخيرا، توقع الكاتب أن تتفكك بريطانيا باستقلال أسكتلندا وأيرلندا الشمالية، رغم أنه قال إن الوقت لا يزال مبكرا للقطع في ذلك.