الأسد راية الاستقلال
غالب قنديل
تنقضي ست سنوات على الحرب التي عصفت بسورية وهزت المنطقة والعالم بتداعياتها التي أوشكت ان تشعل حربا عالمية غير مرة. وفي حصيلة هذه الأعوام التي انقضت تتبلور وتترسخ صورة الرئيس الدكتور بشار الأسد الذي انتزع الاحترام والإعجاب بثباته وصلابته وتمسكه باستقلال بلاده في احلك الظروف بينما تنقلب الصورة في العالم وتتهاوى منصات الدجل والفبركة التي رسمت لما يدور في سورية صورة افتراضية خادعة تصدعت وتفسخت وباتت في طريق الانحلال رغم ما أنفق وما وظف من قدرات هائلة لتعميمها ونشرها في جميع الاتجاهات.
المعركة كما قدمها الرئيس الأسد هي معركة استقلال وسيادة دافع فيها عن مكانة سورية ودورها ومستقبلها وعن مصالح شعبها الوجودية في التصدي للعدوان الاستعماري الصهيوني المستمر منذ اغتصاب فلسطين وفي التخلص من وحش التكفير والإرهاب الذي احتضنه حلف العدوان على سورية بجميع مكوناته وأطرافه التي تخطى تعدادها في الذروة قبل سنوات تسعين حكومة بقيادة الولايات المتحدة وخلفها دول الناتو جميعا والحكومات العربية التابعة للغرب وحكومة الوهم العثماني وكيان العدو الصهيوني .
تمكن الرئيس الأسد ببراعة وحكمة من فك مسار الحرب على الإرهاب كأولوية وطنية وجودية قدم في سبيلها شعب سورية وجيشها البطل تضحيات عزيزة وجليلة وبين خيار الحوار والمصالحة والإصلاح الداخلي كما تعهد في بداية الأحداث واللافت ان العالم يستدير وينقلب منذ اكثر من ثلاثة أعوام عبر التكيف مع الرواية السورية التي توصف ما يجري على انه هجوم إرهابي تشنه عصابات تكفيرية متعددة الجنسيات مولها ودعمها الخارج لتدمير سورية ولضرب استقلالها الوطني والنيل من خيارها كمركز لمحور المقاومة في المنطقة ويظهر عاريا دور الكيان الصهيوني وحكومات السعودية وقطر وتركيا في الحرب على سورية بينما تنتحل حكومة الولايات المتحدة شعار مكافحة الإرهاب لتغطية تدخلاتها الاستعمارية في سورية والعراق.
الرصيد الشعبي للرئيس الأسد تراكم وتوسع في مسار هذه الملحمة ونتيجة صلابته وصموده وصواب ما اتخذ من قرارات وتوجهات بينما تثبت التجربة صحة خياراته المبدئية وصلابة التحالفات التي استند إليها وبرع في تثبيتها وتظهيرها في الميدان السوري كروافد قوة وصمود حصدت بنتيجتها الدولة الوطنية إنجازات كبيرة باتت في حصيلتها تسيطر على مساحة واسعة من سورية طردت منها عصابات الإرهاب او اكتسبتها بتفكيك حالات التمرد من خلال المصالحات الشعبية التي ابتكرها الرئيس الأسد وقادها بنفسه وهي مجال النجاح الرئيسي للجهود السياسية المبذولة في سورية طيلة السنوات الست الماضية وقد شكلت الطريق الأفضل لاسترداد عشرات الآلاف من المتورطين في حمل السلاح والتمرد على الدولة التي باتت عودتها مطلبا ملحا لجميع المواطنين في مختلف انحاء سورية.
توازن القوى العام في الداخل والخارج يتغير لصالح سورية وتتوالى المؤشرات السياسية على هذه الحقيقة وعاجلا ام آجلا ستحمل الأحداث المزيد من التقهقر في حالة حلف العدوان الذي يعيش تصدعات وتناقضات ويجتاز أطرافه اضطرابات وأزمات يرتبط العديد منها بالفشل في النيل من صمود سورية التي تحملت بشعبها ودولتها وجيشها وبجميع مؤسساتها الإعلامية والإدارية والإنمائية الكثير اقتصاديا وبشريا ولكنها ظلت صلبة ثابتة ترفض الاستسلام والخضوع لليهمنة الاستعمارية الصهيونية وتبتكر فنون المقاومة في ميادين الصراع دفاعا عن الوطن.
القائد الأسد الزعيم الشعبي والشخصية الحضارية المثقفة هو اليوم رمز استقلال سورية ومستقبلها المشرق ومكانتها المتقدمة كقوة صانعة للتوازنات العالمية الجديدة وهو المؤتمن على ثقة شعبية كبيرة داخل سورية وفي الوطن العربي لكونه نموذج القيادة المقاومة العنيدة والصلبة في التصدي للخطط الاستعمارية الدموية الهادفة إلى فرض الهيمنة الصهيونية على الشرق بعد تدميره وتمزيقه فطريق الاستقلال والسيادة في هذا العصر له عنوان هو الرئيس بشار الأسد.