باسل رمز مقاومة جديدة
غالب قنديل
كثيرون منا لم يسمعوا بالشهيد البطل باسل الأعرج قبل ان يستشهد في اشتباك مع قوات الاحتلال الصهيوني وكما حال القادة المقاومين الكبار شرعنا نتعرف عليه بعد استشهاده فقد فرض علينا هذا الشاب البطل والكاتب المثقف التنقيب عما تيسر من معلومات عنه .
الصيدلي المحبوب الذي درس في القاهرة تحول في وطنه إلى كادر قيادي قدم مساهمات نضالية وتنظيمية وفكرية هامة في إطلاق حركة المقاومة الجديدة التي تنهض بها أجيال فتية في جميع انحاء فلسطين المحتلة ولاسيما في الضفة الغربية حيث يرتفع مستوى الحيوية النضالية وينبري المزيد من الشباب والصبايا الذين يشقون طرقا متنوعة في النضال الشعبي والعسكري ضد الاحتلال الصهيوني بصورة تربك العدو وتضعه في حيرة قاتلة يعبر عنها قادة الأجهزة والباحثون في مراكز التخطيط بالكلام عن لغز الانتفاضة التي أصرت القيادات الفلسطينية كافة على وصفها بتعبير الهبة لتبهيت قيمتها ومضمونها ولإعطائها صفة عابرة ومؤقتة بينما هي نمت وتبلورت باستقلال كلي عن معظم فصائل الحركة السياسية الفلسطينية التقليدية بجميع تياراتها ومشاربها العقائدية.
الكنز الفعلي الذي تركه لنا هذا الشهيد للتعرف عليه وعلى هويته وطبيعة نشاطه مع رفاقه واخوته المقاومين هو مجموعة من المقالات الفكرية والسياسية المنشورة إلكترونيا وهي تطال العديد من قضايا العمل المقاوم في فلسطين وفي تلك المقالات نتعرف على ملامح عقل قيادي ثوري ومنهج علمي في تحليل الظواهر واتخاذ المواقف وتحديد الخيارات على قاعدة الصراع الوجودي ضد الكيان الاستعماري الصهيوني .
باسل الأعرج قدم نقدا ثوريا جريئا لمصنفات عقل الاستلام والهزيمة وقدم مساهمات فكرية وثقافية مهمة وغنية في معالجاته المشوقة للعديد من قضايا النضال الفلسطيني وهو كرس جهده في هذا المجال لنشرالإيمان بقضية تحرير فلسطين مع وعي نقدي مدهش لمأزق مسيرة الاستسلام التي استغرقت نشاط وجهود القيادة الفلسطينية الرسمية وليس من الفراغ ان هذا البطل الفذ قد اعتقل في سجون السلطة الفلسطينية عملا باتفاقات اوسلو وبالتنسيق الأمني مع قوات الاحتلال وكانت تهمته هي العمل ضد العدو والانخراط في نشاطات شعبية وسياسية وعسكرية لمقاومة الاحتلال الصهيوني .
نستنتج من ثنايا النصوص قرب هذا القائد الشهيد من مناخ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وإيمانه بالفكر الثوري وبالنهج السياسي الثوري واعتقاده بأن المقاومة خيار عابر للإيديولوجيات فنجده يتحدث عن شريعتي وغيفارا كملهمين لأفكاره ويستشهد بكل من الخليفة عمر والإمام علي والإمام الحسين وبماوتسي تونغ .باسل وفقا لشهادات رفاقه وأصدقائه المنشورة على العديد من المواقع والصفحات بعد استشهاده شارك في قيادة التظاهرات الشعبية خلال الانتفاضة وساهم في نشر الوعي الوطني بين أبناء جيله عبر جولات ميدانية لجمع التراث الفلسطيني المقاوم ولإعادة كتابة تاريخ النضال الوطني.
ملحمة الشهيد القائد باسل الأعرج ابن الثلاثين عاما هي فضيحة للسلطة الفلسطينية ووصمة عار مشينة لمسيرة اوسلو برمتها كما انها منارة لجيل فتي من المقاومين يخوض مقاومة جديدة لتحرير فلسطين ويؤسس لنواة ثورية سيكون من الصعب اقتلاعها لأنها راسخة الجذور ومتشعبة ، شبكية التكوين وأفقية الامتداد كما يصفها الشهيد باسل نفسه وهي مبنية على فهم دورس التجارب الخائبة وهضمها بعمق وبوعي نقدي علمي كما تؤسس لحركة تنوير ثقافية في صفوف الشعب الفلسطيني سيكون لها تأثيرها الواسع.
موقع الشرق الجديد ينشر مقالات الشهيد القائد باسل الأعرج نقلا عن مواقع فلسطينية على شبكة الأنترنت وغايتنا تعريف القاريء على مثقف ثوري وبطل مقاوم من فلسطين شارك في النضال الشعبي والعسكري تحت راية تحرير فلسطين وهو رائد كبير رغم صغر سنه لحركة هادرة تنبئنا بمستقبل مشرق للنضال الثوري الفلسطيني الذي لن يستطيع العدو ولا الانتهازيون ورواد خط الاستسلام ان ينالوا منه … باسل الأعرج هو رمز قيادي ومؤسس لمقاومة جديدة واعية وواعدة تنهض في قلب فلسطين والسلام لروحه ولدمائه الغالية والمجد لشهادته المشرفة في القتال ضد الغزاة الصهاينة.