الجعفريّ في اجتماع وزراء الخارجيَّة العرب: لعودة سورية الى الجامعة
أوضح الدكتور إبراهيم الجعفريُّ وزير الخارجيَّة العراقيَّة أنَّ: الميدان العراقيَّ وإن كان أرضاً عراقيـَّة إلا أنَّ داعش يستهدف كلَّ دول العالم خُصُوصاً الدول العربيَّة؛ لذا لهم، بل عليهم أن يُتابعوا ما يجري في العراق خطوة خطوة، وتطوُّرات الساحة، والميدان بكلِّ اهتمام، ويتحدَّثون بخطاب واضح، وصريح، وغير خجول عمَّا يحصل في العراق.
وبخصوص النصر الذي تحقـَّق للعراق على عصابات داعش الإرهابيَّة بيـَّنَ الجعفريّ: تحقـَّقَ بدماء العراقـيِّين كلِّ العراقـيِّين من كلِّ أبناء المذاهب سُنـَّةً وشيعة، وكلِّ أبناء الديانات، ومن كلِّ أبناء القوميَّات، ومن كلِّ أبناء الاتجاهات السياسيَّة، مُضيفاً: هذا الحلم الذي قد تتغنـَّى به كثير من الدول هو اليوم واقع في الأرض العراقـيَّة، ولكن نحتاج إلى عين باصرة، بل بصيرة نافذة؛ حتى ترى الأمور على حقيقتها على الأرض العراقيَّة.
مُنوِّهاً: المعركة ليست بين طائفة وطائفة، وليس بين قوميَّة وقوميَّة، وإنـَّما المعركة بين العراق كلـِّه ضدّ الإرهابيِّين كلـِّهم من دون استثناء؛ لذا فهي معركة إنسانيَّة بامتياز يحملها العراق، ويتحمَّل مسؤوليَّـتها، وسيُواِصل -إن شاء الله تعالى- تحقيق النتائج المرجوَّة، ولن يتردَّد، ولن يبخل بأزكى الدماء.
وأفصح بالقول: هبَّ الشعب العراقيُّ تفاعلاً مع نداء المرجعيَّة الدينيَّة التي أثبتت دائماً أنها تمارس الأبوَّة الحانية على كلِّ أبناء الشعب العراقيِّ من كلِّ أبناء المذاهب، والديانات، والقوميَّات.. هبَّ مُلبِّياً نداءها.. ومارَسَ الحشد الشعبيُّ دوره الرائع للذود عن العراق بروح استشهاديَّة مُعقلـَنة، وذات قِيَم، وليس الروح الشرسة الوحشيَّة التي يمارسها داعش.
مُبيناً: مُراعاة المدنيِّين، والحفاظ على حياتهم هو الأساس، وحركة قواتنا حذرة؛ بسبب وُجُودهم عندما وضعونا بالخيار الصعب بين أن نلتزم بالجدول الزمنيِّ والمواقيت الزمنيَّة، وبين أن تكون ضريبة تلك السرعة التضحية بهؤلاء؛ فآثرنا أن نمدَّ الزمن، ونتحمَّل التأخير؛ لئلا يكون ثمن الالتزام بالوقت هو المزيد من سفك الدم، لكنَّ داعش لا يتوانى عن استخدام كلِّ المُحرَّمات، فقبل أيَّام استخدم الكيمياويَّ.. المعركة وإن كانت صعبة وشرسة، إلا أنَّ قواتنا تحاول إنهاءها بأسرع وقت، وبأقلِّ الخسائر، وانخفضت العمليَّات الانتحاريَّة في الموصل إلى خمسة فقط في اليوم الواحد، وهو انخفاض بنسبة 75% عن السابق، وقد تمَّ أسر عشرات الدواعش، وعدد النازحين أكثر من 200 ألف مُواطِن من الموصل وحدها.
وأشاد الجعفريُّ بقرار الجامع العربيَّة إدانة التوغـُّل التركيِّ في الأرض العراقـيَّة: في الوقت الذي نـُثمِّن فيه قرار الإجماع العربيِّ برفض التوغـُّل التركيِّ داخل الأراضي العراقـيَّة إلا أنـَّنا نأمل دعماً أكبر، وضغطاً أكبر على الجارة تركيا؛ لأن تنسحب، وتحترم سيادة الشعب العراقيِّ، عادّاً أنَّ ما تقوم تركيا هو تجاوز للسيادة بحجم الأمَّة العربيَّة.
ودعا الدكتور الجعفريّ إلى الخروج بخطوات عمليَّة في القضيَّة الفلسطينيَّة، مُبيِّناً: نحن فلسطين، وفلسطين نحن.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الجعفري في الاجتماع الوزاريِّ للدورة 147 لمجلس جامعة الدول العربيَّة في القاهرة.
الدكتور الجعفريُّ أكـَّد دعم العراق للجُهُود الدوليَّة لإعادة الأمن، والاستقرار إلى ليبيا، واعتماد الخيار السياسيِّ، واحترام إرادة الشعب الليبيِّ، وشدَّد على أنَّ الحرب الدائرة في اليمن لا تخدم مصلحة الشعب اليمنيّ، مُعرباً عن موقف العراق إزاءه بالقول: إنَّ هذه حرب لا غالب فيها، الغالب والمغلوب كلاهما خاسران، الدم العربيُّ ينزف، والكرامة العربيَّة تـُجرَح.
داعياً إلى أهمِّية أن تعود سورية لشغل مقعدها في جامعة الدول العربيَّة: سورية اليوم كما هو أيُّ بلد من بلداننا أمانة الله في أعناقنا.. نحن -جامعة الدول العربيَّة- لا نـُمثـِّل حُكـَّاماً فقط، ولا حكومات فقط، بل نـُمثـِّل شُعُوباً عربيَّة، ونـُمثـِّل أنظمة عربيَّة، ودولاً عربيَّة تقوم على قاعدة الشعب، هذا الشعب يجب أن يُحترَم، مُشدِّداً بالقول: ولا ينبغي أن نطبع أنفسنا، ونعتاد على أن نستمرئ، ونستأنس، ونتقـبَّل أن تغيب دولة عربيَّة، لا يُمكِن لسورية بتاريخها أن تغيب مادامت جزءاً من هذه الأمَّة. لا معنى لأن نتمسَّك بالأمَّة، ونفرِّط بأجزائها، وأطرافها.
لافتاً إلى: أنَّ إضعاف أيِّ دولة عربيَّة إضعاف لنا جميعاً، مُبيِّناً: سِرُّ قوتنا بوحدتنا.. إن لم نتوحَّد فلا أقلَّ من أن نجمع شملنا، ونستحضر مُشترَكاتنا.