التهويل لا ينفع مع هذا الرئيس
غالب قنديل
تنطلق حملات إعلامية متعددة المصادر والأنماط في محاولة مكشوفة للتهويل على الرئيس العماد ميشال عون ردا على مواقفه السيادية والاستقلالية المبدئية وقد انصبت الضغوط وعمليات التشهير على محاولة النيل من رصيد الرئيس السياسي ردا على ما عرضه من آراء خلال زياراته الأخيرة وإطلالاته الإعلامية وخصوصا رؤيته العميقة لقضية فلسطين وللصراع العربي الصهيوني وأفكاره حول دور المقاومة في حماية لبنان بالشراكة مع الجيش ضمن منظومة وطنية متماسكة وتشخيصه لمقومات الدفاع الوطني ولقدرات الردع الحامية للوطن ولأولويات المجابهة مع التكفير الإرهابي والتهديد الصهيوني الدائم وكذلك نظرته العلمية إلى الحرب على سورية.
التهويل السياسي يستخدم تلويحا بما يدعوه بعض الكتاب غضبا اميركيا وغربيا او عتبا سعوديا وهم يروجون روايات بتلقونها من الغرف السوداء في كواليس السفارات المعروفة بهدف التشويش على اندفاعة الرئاسة اللبنانية بخيارها السيادي الصارم الذي استدعى إبلاغ السفراء والقناصل بنهاية مراحل الدلع وخرق الأصول والتطاول على السيادة الوطنية عبر التدخل في كل شاردة وواردة وخصوصا في شؤون سيادية وقضايا وطنية تخص اللبنانيين وحدهم .
لا ينطلي على فطين خداع التباكي على مصالح اللبنانيين واستقرارهم في تمويه الأهداف الحقيقية لتلك الحملات فمتى اهتمت تلك الدول القريبة والبعيدة لغير مصالحها وأطماعها ولغير خدمة شريكها الأقرب وهو إسرائيل الحليف التقليدي للولايات المتحدة ولدول الغرب والصديق المستجد بكل أسف بالنسبة لبعض الحكومات الخليجية والعربية، لكن عند الرئيس ميشال عون هو الكيان الصهيوني عدو لبنان الرئيسي والتهديد الوجودي للوطن ولأمنه وسلامته إلى جانب وحش التكفير الذي تورط أولئك السفراء الغيارى من العرب والأجانب في دعم جهوده للتخريب والضرب في لبنان وساهموا في محاولات جعل البلد منصة لحرب القاعدة وداعش وجماعة الأخوان في سورية والمنطقة.
الرئيس اللبناني الذي كان قائدا مميزا للجيش الوطني خبير في متابعة هذا الملف وتشعباته منذ أكثر من ثلاثة عقود ولديه آراؤه ومساهماته الفكرية والمنشورة حول خطر التكفير الإرهابي وأولوية التصدي له وقد كان سباقا في تناول ذلك الخطر منذ التسعينيات كما أنه صاحب نظرة متقدمة عرض بعضا منها في حواراته الأخيرة حول قضية فلسطين والصراع العربي الصهيوني وهذا بالذات يغيظ الدول الداعمة لكيان العدو والذاهبة للتحالف معه كما يستنفر المتحاملين على الرئيس والغارقين في حروب فاشلة لا يعرفون كيفية إنهائها رغم النزيف الشديد الذي أصابهم و ارتداد الإرهاب التكفيري في أحضانهم.
الرئيس العماد ميشال عون ينطلق في مواقفه وخياراته من دراسة فكرية وتاريخية معمقة للقضايا ومن فهم استراتيجي لا يؤخذ بالقشور وهو يقيس المواقف ويحسبها بمصالح لبنان القريبة والبعيدة في جميع المجالات وليس بمقدار ما قد تولده من الرضا في الخارج او عند السفراء والقناصل ولذلك فهو صاحب خيارات مبدئية غير ظرفية او عابرة ولا يتعامل سياسيا بالمياومة أوالتكتكة أو المجاملة والاسترضاء على حساب المباديء وبالتأكيد سيجد الخارج صعوبة في التكيف مع هذا الرئيس الصلب والصعب في تمسكه بالمباديء وشديد المرونة تحت سقفها … خصوصا من تعودوا تاريخيا على إذعان الساسة والمسؤولين اللبنانيين للطلبات الغربية او الخليجية بغض النظر عن مصلحة البلاد لكنهم سيجدون انفسهم مضطرين للرضوخ امام منطق الرئيس وعناده المبدئي ونهجه الوطني ومن يجرب منهم التهويل والتهديد لن يتاخر عن اكتشاف فشله وخيبته المؤكدين.
عبرة التجربة تقول إن من يعاند العماد ميشال عون في اي موقف يعتبره مصلحة وطنية عليا لن يحصد سوى الخيبة فهذا الرئيس المرن والحكيم والخبير لا يخيفه التهويل ولا يخضعه الضغط او الابتزاز مهما كان حجم الجوقات المستأجرة في الداخل للتشويش على مواقفه والتحريض ضده وعبر الماضي القريب تقدم البرهان لمن نسي او تناسى وفي كل يوم ومع كل واقعة نكتشف مجددا سر اعتراض طريق هذا الزعيم الوطني إلى رئاسة الجمهورية ونزداد اعتزازا باستقلالية خياراته السيادية الحرة.
المهولون يتعامون عن حقيقة ان ما يتبناه فخامة الرئيس من خيارات وطنية في مجابهة الأخطار هوحاصل تجربة لبنانية طويلة وصعبة ومكلفة درسها وعايشها فخامة العماد ميشال عون واستخرج منها العبر وبنى عليها نهجه وتوجهاته وهو يدرك بنظرة ثاقبة حقيقة المعادلات التي تجعله واثقا بصواب مواقفه التي يريدون زحزحته عنها لينالوا من الجمهورية التي أقسم على صون استقلالها وسيادتها منذ تخرج ضابطا من الكلية الحربية ورفع راية الدفاع عن الوطن كل الوطن حتى قسمه الدستوري بعد انتخابه رئيسا.