هآرتس: توتر بين السيسي وعباس بسبب وثيقة “التسوية” الإقليمية
قالت صحيفة ‘هآرتس’ الإسرائيلية في عددها الصادر، اليوم الإثنين، إن العلاقات بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس محمود عباس تشهد حالة من التوتر والخلافات، وذلك على خلفية وثيقة ‘التسوية’ الإقليمية’ للسلام واستعداد السيسي لاستضافة القمة الأمر الذي عارضه الرئيس عباس، بحسب ما أكدته مصادر فلسطينية للصحيفة .
وبحسب الصحيفة، فإن الخلاف بين السيسي وعباس طفى على السطح بعد موافقة الرئيس المصري على المبادرة التي أطلقها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على استضافة القمة الإقليمية للدفع نحو تسوية إقليمية وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.
وتجلى الخلاف والتوتر بالعلاقات حينما منعت السلطات المصرية من القيادي في حركة فتح جبريل الرجوب البقاء في أراضيها وطردته من القاهرة، ليس هذا وحسب فاختار النظام المصري بالفترة الأخيرة للانحياز والتقرب من حركة حماس في قطاع غزة، والقيادي المفصول عن حركة فتح محمد دحلان، في إشارة لعمق الخلافات والتوتر بين المقاطعة والقاهرة.
وسمح نظام السيسي لأنصار دحلان بتنظيم عدة مهرجانات داعمة له بالقاهرة، وبرز حضور لافت لقيادات فتحوية من غزة داعمة لدحلان، وإلى جانب ذلك أعطى السيسي الضوء الأخضر للمسؤولين في النظام المصري بالتقرب من حماس وإجراء لقاءات مع العديد من قيادات الحركة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر فلسطيني رفيع قوله إن ‘السيسي أبدى استعداده وموافقته للعب بهذا الملعب، وأن وزير الخارجية الأميركي جون كيري كان سينهي مهام منصبه قريبا وبالتالي فهو معني بتحقيق أي شيء، بيد أن المصدر قال: ‘ كان واضحا بالنسبة للقيادة الفلسطينية ا بأنه لا توجد نية للسير في هذه المبادرة، وفكرة أنه بالإمكان تحقيق شيء عبر مصر من خلال قمة دراماتيكية كان أمرا خاطئا من الأساس سواء من جانب مصر أو كيري‘.
وذكرت الصحيفة على لسان المصدر الفلسطيني قوله: ‘السلطة الفلسطينية على قناعة أن نتنياهو يحاول الالتفاف على مبادرة التسوية العربية بمبادرة هزيلة، وبالمقابل يسعى لتطبيع عربي دون الموافقة على المبادرة العربية للتسوية، ونعتقد أن السعودية أيضا لم تكن لتشترك بهذا لقاء قمة‘.
وكانت الصحيفة قد كشفت، أمس الأحد، النقاب عن وثيقة لنتنياهو، عرضها قبل ستة أشهر، على رئيس المعارضة وكتلة ‘المعسكر الصهيوني’، يتسحاق هرتسوغ، وشملت تحريك ‘مبادرة سلام إقليمية’ والمشاركة بقمة إقليمية في مصر، بحيث تشكل أساسا لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
ووفقا للصحيفة، فإن الوثيقة تضمنت استعداد نتنياهو لتسوية إقليمية على أساس حل الدولتين وكبح ملحوظ للبناء في المستوطنات، لكن دون الإعلان عن ذلك رسميا. وبعد ثلاثة أسابيع من تسليم الوثيقة إلى هرتسوغ، وبعد التوصل إلى موافقة مبدئية، بدأ نتنياهو بالتراجع عنها على خلفية الأزمة السياسية داخل الائتلاف الحكومي حول البؤرة الاستيطانية العشوائية ‘عمونا’. ووصلت الاتصالات بين الجانبين إلى طريق مسدود وفشلت بصورة نهائية في منتصف تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وذكرت الصحيفة أن نتنياهو استغل هذه الوثيقة والمفاوضات مع هرتسوغ لصد مبادرة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، لعقد قمة دولية بشأن المفاوضات الفلسطينية -الإسرائيلية.
كما شملت الوثيقة بندا يشكرا فيه الرئيس المصري السيسي لاستعداده القيام بدور فعلي لتدشين ‘عملية السلام’ مجددا.
وقالت الصحيفة إن مجموعة من الجهات الدولية كانت ضالعة في هذه العملية، وكانت الوثيقة ومضمونها معروفة لمسؤولين كبار في الحكومتين المصرية والأردنية، ولرئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، الذي كان ضالعا بالاتصالات، وكذلك كانت معروفة لوزير الخارجية الأميركي في حينه، كيري، وعدد من مستشاريه.
يأتي ذلك بعد أن كشفت ذات الصحيفة قبل عدة أسابيع عن قمة سرية عقدت في العقبة بداية العام الماضي، وحضره كل من الرئيس المصري وملك الأردن بالإضافة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري ونتنياهو.