إنه الجيش العربي السوري
غالب قنديل
الحملات التي طالت الجيش العربي السوري والمؤامرات التي استهدفته ونفذت على أيدي عملاء تحالف استخباراتي دولي وإقليمي واسع طيلة السنوات الماضية هي بالفعل غير مسبوقة من حيث حجمها وحجم ما رصد لها من إمكانات وقدرات امنية ومالية واستخباراتية .
صمد هذا الجيش وتكيف مع شروط الصراع والتحديات وطور من قدراته القتالية وتكيف في هيكليته وتنظيمه لينهض بمهامه القتالية الصعبة وهضم تقنيات وأسلحة جديدة متطورة بل وعدل في استراتيجياته واختبر انماطا مركبة ومعقدة من القتال في مسيرة وطنية كبرى لتحرير سورية من الإرهاب التكفيري وقامت بعض وحداته بمهام إنقاذية وإغاثية واسعة ونفذت خططا للمصالحات ولاحتواء المتمردين وإدماجهم في فرق مؤازرة ورديفة بعد التأهيل والتدريب في معسكرات هذا الجيش الذي انبثقت في صفوفه وحدات وفيالق مقاتلة جديدة تشكلت في عصف القتال .
من أبرز الميزات التي حملتها التطورات الصعبة والتحديات الكبرى فرصة انفتاح هذا الجيش العقائدي على مدارس قتالية متعددة حملها إليه الحلفاء والشركاء من روسيا والصين وإيران ومن حزب الله المقاوم وسواه وقد تحول بذلك إلى معين خصب وغني تندمج في رحابه مدارس حروب المقاومة الشعبية وأساليب القتال النظامية الحديثة بجميع تقنياتها المتقدمة.
هذا الجيش الذي بني بتقليد ثابت بعيد عن الاستعراض والضجيج يقدم الشهداء الكبار من قادته وضباطه وجنوده البواسل ويواصل القتال بكل عزم لتحرير البلاد وهو قطع شوطا كبيرا مؤخرا وبخطوات متسارعة تظهر حنكة كبيرة عند القيادة السورية التي تجيد التخطيط والتنفيذ بكفاءة عالية وبالعزم على استعادة كل شبر من التراب الوطني إلى سلطة الدولة الوطنية وقواتها المسلحة والوقائع تشهد اليوم في حصيلة ملحمة قتال وثبات عظيمة يخوضها الجيش العربي السوري والقوات الرديفة والمؤازرة في عدة اتجاهات دفعة واحدة.
تتوالى الإنجازات الميدانية النوعية التي يحققها الجيش العربي السوري على جميع الجبهات وهي تكتسب أهمية استراتيجية كبرى في سياقها العام الذي ينبيء باقتراب مراحل الحسم الكبير للصراع الذي تخوضه سورية في وجه العدوان الاستعماري الصهيوني الرجعي وبينما يوطد الجيش سيطرته في أرياف دمشق ليوسع من حزام امان العاصمة ويحاصر بؤر الإرهاب قام بتحصين التوازن المولد للتجاوب مع حركة المصالحات وتفكيك التمرد المسلح .
فقد أدت عمليات الجيش العربي السوري في أرياف حلب وإدلب إلى تداعيات ونتائج مهمة أبرزها تكتيف حركة أردوغان على جبهة الباب بقطع الطريق على تقدم قواته بعملية هجومية استباقية وبالتنسيق مع الحليف الروسي في استثمار هذه النقلة المهمة كما خلقت حركة الجيش العربي السوري توازنات عسكرية ومناخا سياسيا دفعا الوحدات الكردية وحلفائها لتسليم العديد من المواقع الهامة لقوات الجيش العربي السوري في العديد من مناطق الريف الشمالي وصولا إلى الحدود التركية.
هذه التحولات الهامة والحساسة التي فرضها الجيش العربي السوري بشجاعة وبكل دراية ودقة تلاقي في أثرها على التوازنات الإنجاز الهام باستعادة تدمر بينما يواصل الجيش العربي السوري تقدمه في أرياف دمشق وحمص وحركته القتالية على جبهات دير الزور.
ومن اهم المؤشرات على طبيعة هذه الإنجازات التحذير الذي اطلقه خبراء ومعلقون صهاينة قبل أيام من خطر تفكك البؤر القاعدية العميلة على جبهة الجولان وفي الجنوب امام تقدم الجيش العربي السوري وتغلغله وسط تزايد المطالبة الشعبية بسيطرته على البلدات والقرى بدلا من مسلحي الميليشيات مما سيعني فقدان الكيان الصهيوني لثقوب التسرب الأرضي إلى الميدان السوري عبر مجموعات إرهابية عميلة غذاها ودعمها وسلحها بالشركة مع حكومات الأردن وقطر والسعودية وتركيا وتحت الرعاية الأميركية الأطلسية.
هكذا يتحول الجيش العربي السوري إلى عقدة مقيمة عند حلف العدوان على سورية وفي رؤوس المخططين الكبار لهذه الحرب الهمجية بقدر ما هو أسطورة تدعو إلى الفخر والاعتزاز في نظر كل سورية وسوري وفي عيون جميع الشرفاء في البلاد العربية والعالم.
هذا الجيش العظيم والعريق كلما توهم الأعداء انه ضعف او وهن او تخلخل تحرك ليفرض نصرا جديدا ويقدم إنجازا كبيرا … لكن الفرق عن كل مرة انه مؤخرا يؤسس على امتداد الجغرافيا السورية لفصول يمكن بها ارتقاب الإنجاز التاريخي بوضع خاتمة للعدوان على سورية خلال زمن لن يطول كثيرا بعد كل ما جرى من تحولات وتغييرات على الأرض وعلى الصعيد الشعبي حيث جاءت المفاجأة قبل أيام من ريف إدلب عندما خرج اهالي بلدة ترملاف في تظاهرة ضد المسلحين وهتفوا للرئيس بشار الأسد كما بينت تسجيلات الفيديو المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي من جهات معادية للدولة السورية.