اللاسامية الجديدة في الولايات المتحدة: زلمان شوفال
لقد تم الاعتداء على مقبرة يهودية في سانت لويس في ولاية ميزوري، حيث تمت كتابة شعارات تحريضية وتم رسم الصليب المعقوف على بوابة مدرسة يهودية ومراكز يهودية جماهيرية من سان دييغو في كاليفورنيا وحتى كونتيكت في الشرق. ووجد 67 تهديدا بوضع عبوات ناسفة. هذه الاحداث التي حصلت على العناوين، والتي يمكن الاستنتاج منها أن كراهية اليهود تتصاعد في الولايات المتحدة ـ سواء لاسباب لاسامية كلاسيكية أو من قبل جهات عربية، مثلما حدث مع يهود فرنسا بعد الصدام العنيف في نهاية الاسبوع مع يهود يضعون القبعة.
إلى جانب ذلك، نشر معهد الابحاث «فيو» عن مستوى تأييد المواطنين في الولايات المتحدة للجماعات الدينية المختلفة، وأظهرت النتائج أن ذروة التأييد هي لليهود، أكثر من الكاثوليك والافنغلستيين. استطلاع غالوب يبين أن 71 في المئة من الأمريكيين يؤيدون دولة إسرائيل. صحيح أنه لا توجد دائما علاقة مباشرة بين تأييد اليهود وتأييد إسرائيل، لكن ليس صدفة أن اللاسامية المنتشرة في الولايات المتحدة منذ فترة بدأت في التراجع مع اقامة دولة إسرائيل، الامر الذي أثر ايجابا على مكانة اليهود في الولايات المتحدة.
كيف يمكن إنهاء هذا التناقض؟ الاجابة هي أن اللاساميين الكلاسيكيين في الولايات المتحدة ايضا، لم يختفوا أبدا. وجهات متطرفة تشعر الآن بأنهم ازدادوا بسبب نتائج الانتخابات. الرئيس روزفلت الذي أيد تقييد دخول اليهود إلى الولايات المتحدة رغم مطاردة النظام النازي، لم يكن لاساميا، لكن الكثير من المحيطين به كانوا كذلك. اضافة إلى ذلك، لاسباب سياسية، لم يرغب روزفلت في الدخول إلى صراع مع جهات عنصرية في حزبه. هناك من اتهم الرئيس ترامب، بدون وجه حق، باعتبارات انتخابية مشابهة بعد أن امتنع المتحدث بلسانه عن ذكر الشعب اليهودي في يوم الكارثة العالمي. ولكن هو ونائبه اتخذا خطوات عملية من اجل كبح هذه الاتهامات، حيث نشر ترامب استنكارا واضحا ضد اللاسامية، وقام نائب الرئيس بلفتة كبيرة عندما شارك في اصلاح الاضرار في المقبرة في سانت لويس.
تعتقد المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة أن هذا ليس كافيا، وأنه يجب على الادارة اتخاذ خطوات عملية أكثر، بما فيها القانونية، ضد اللاسامية ومن يقفون من ورائها. وهناك من يعتقد ايضا بوجود صلة بين ازدياد الاحداث اللاسامية وبين فوز ترامب في الانتخابات. ويبدو أنه من ناحية احصائية فإن الادعاء صحيحا. ولكن ليس لأن ترامب أو أحد مقربيه هم لاساميون، بل لأن المضامين النازية والعنصرية زادت في الانتخابات. لا يوجد معطى مقنع بأن فوز ترامب تحقق بفضل تأييد هذه الجهات الهامشية ـ العكس قد يكون هو الصحيح. أي أن التضامن الكلامي الفظ مع المرشح ترامب أبعد عنه مصوتين محتملين.
إسرائيل تبارك التغيير الحقيقي الايجابي في العلاقة مع الولايات المتحدة في ولاية ترامب. وتسعى إلى توسيع العلاقة في جميع المجالات، لكنها لا تتضامن بالطبع مع كل من يزعمون أنهم يمثلون الرئيس، لا سيما اولئك الذين يقتربون منه خلافا لرغبته.
لكن العناوين المنهجية في وسائل الإعلام الليبرالية (اليسارية)، الأمريكية والغربية بشكل عام، تغطي على حقيقة ان التهديد اللاسامي الاساسي في الولايات المتحدة هو من اليسار والـ بي.دي.اس اللذين يعملان على سلب شرعية دولة إسرائيل ورفض وجود الشعب اليهودي. صحيح أن هذه الجهات تقول إنها ليست لاسامية، بل هي معادية لإسرائيل وللصهيونية. وفعليا، طريقة عملها، بما في ذلك، هي لاسامية بكل معنى الكلمة. واقع اللاسامية من اليمين ومن اليسار يستوجب الوحدة اليهودية القصوى، ويجب أن نأسف على خطوة منظمة الاصلاحيين في أمريكا بمعارضة ترشيح دافيد فريدمان لمنصب سفير الولايات المتحدة في إسرائيل. يمكن الاختلاف معه في الرأي ولكن محظور مساعدة من يريدون الحاق الضرر باليهود وهو يسعون إلى خلق الانقسام بينهم.
إسرائيل اليوم